يونان: الصّليب قوّة وفخر لنا، وعلينا ألّا نخجل أبدًا إن حملناه
تيلي لوميار/ نورسات
عن اكتشاف خشبة الصّليب على يد هيلانة والدة الملك قسطنطين وعن تقليد إضرام النّار في الشّرق في عيد ارتفاع الصّليب، تحدّث بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه صباح الأربعاء في كنيسة دير سيّدة النّجاة البطريركيّ- الشّرفة، شارك فيه لفيف من المطارنة والإكليروس.
وفي عظته، لفت إلى أنّ “التّقليد يشير إلى أنّ هيلانة عرفت أنّ هذه الخشبة هي صليب الرّبّ يسوع حين نالت منها إحدى المريضات بمرض الموت الشّفاءَ العجائبيّ”، وأشار إلى أنّ الاحتفال بعيد الصّليب في الشّرق يتميّز بإشعال النّار على الأسطح، وهذا التّقليد يعود إلى أوائل القرن السّابع عندما استطاع الأمبراطور هيراقليوس أن يعيد خشبة الصّليب من بلاد الفرس، وكان الفرس قد غزوا أورشليم واحتلّوها”.
هذا وشدّد يونان على أنّ “الصّليب هو آية الأمان ورمز الظّفر، كما نرتّل في طقسنا السّريانيّ: ܨܠܺܝܒܳܐ ܐܳܬܳܐ ܕܫܰܝܢܳܐ܆ ܨܠܺܝܒܳܐ ܢܺܝܫܳܐ ܕܙܳܟ̣ܽܘܬܳܐ. فالصّليب هو الوسيلة الّتي عبّرت بكلّ وضوح عن محبّة الله لنا، بفدائنا بصلب الأقنوم الثّاني المتجسّد من العذراء مريم”، مؤكّدًا أنّ “الصّليب قوّة وفخر لنا، وعلينا ألّا نخجل أبدًا إن حملناه، بل نحمله بكلّ تقوى ومخافة الله وشكره لأنّه افتدانا على خشبة الصّليب. فالصّليب ليس رمزًا للعار بل للفخر، على حدّ تعبير رسول الأمم مار بولس”.
وتطرّق إلى ما جاء في الإنجيل المقدّس الّذي تُلِيَ في مطلع القدّاس، حول “الأحداث المخيفة الّتي ستتمّ بشكل خاصّ في نهاية العالم، إذ أنّ بعض مفسّري الكتاب المقدّس يذكرون أنّ فتح أورشليم سنة 70 على يد الرّومان كان بالحقيقة أمرًا مخيفًا جدًّا، وأنّ كثيرين هربوا من المدينة، حتّى أنّ المسيحيّين أنفسهم هربوا من أورشليم إلى أماكن أخرى في الشّرق”.
وأشار إلى أنّ “تاريخ البشريّة مليء، للأسف، بالأحداث المخيفة والجرائم والحروب والكوارث، ومع ذلك لا يمكننا أن ننسى أنّ الرّبّ يسوع خلّصنا بالصّليب، وهو يريدنا أن نتبعه على طريق الصّليب، لأنّ لا فرح ولا سعادة حقيقية إلّا بعيش التّضحية والألم”.
وأكّد على أنّ “الفداء على الصّليب مرتبط بسرّ الإفخارستيّا، سرّ جسد ودم الربّ يسوع الّذي قدّمه لنا الرّبّ أوّلاً في العشاء الأخير، وتقيم الكنيسة هذا السّرّ باحتفالها بالقدّاس الإلهيّ. فلا نستطيع أن نبعد الصّليب عن سرّ الإفخارستيّا، ومن أبلغ التّعابير عن هذا الارتباط الوثيق بينما، ما نرتّله في طقسنا السّريانيّ، أنّ جسد الرّبّ يسوع ودمه مطموران في المؤمن والمؤمنة اللّذين اعتمدا ويتناولانهما”.
وفي الختام، شكر البطريرك يونان “الرّبّ يسوع على نعمة الخلاص الّتي منحنا إيّاها بذبيحته الكفّاريّة على الصليب، فقد خلَّصَنا بالصّليب، والصّليب هو لنا على الدّوام علامة الظّفر على الخطيئة بقوّته وبشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النّجاة”.
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…