نوفمبر 17, 2021

يونان من تورونتو: نحن بأمسّ الحاجة كي نجدّد إيماننا بأنّ الرّبّ لا يتركنا

تيلي لوميار/ نورسات

في أحد بشارة زكريّا الكاهن، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار يوسف السّريانيّة الكاثوليكيّة- تورونتو- كندا، عاونه فيه الأكسرخوس الرّسوليّ في كندا فولوس أنطوان ناصيف، ورئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة الموصل وتوابعها وأمين سرّ السّينودس المقدّس أفرام يوسف عبّا، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، والأبوان شمعون بزّو وبيشوي اللّذان يخدمان هذه الرّعيّة.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، وبحسب ما نقل إعلام البطريركيّة، وجّه يونان الشّكر للمطران ناصيف على كلماته الأخويّة والمرحّبة، وعبّر عن الفرحة الكبيرة في تواجدهم بين مؤمني هذه الكنيسة، فـ”هذه الفرصة تذكّرنا أنّنا كنيسة واحدة، نعيش وحدة الكنيسة الجامعة في المسيرة نحو الملكوت”.

وقال: “إنّ الرّسالة إلى أهل روما، والّتي سمعناها، حيث يذكّرنا مار بولس أنّنا نتبرّر بنعمة الإيمان، وهي كلمات سمعناها مرارًاً، لكنّها عميقة جدًّا، لأنّ علاقتنا مع الله، علاقتنا مع الدّين- مع أنّنا نحن المسيحيّين نفضّل استعمال الإيمان، هي علاقة إيمانيّة تشمل كلّ الفضائل الّتي يجب علينا أن نعيشها، من قبول أسرار الله غير المفهومة، والّتي نقبلها بالإيمان، سرّ الثّالوث الأقدس، سرّ التّجسّد، سرّ الفداء. كما نقبل الأسرار الكنسيّة الّتي أسّسها الرّبّ يسوع، والّتي نتغذّى منها، ونعيش هذا الاتّكال الكامل على الله بالبرارة، كما عاش زكريّا الكاهن وزوجته إليصابات، وقد كانا بارَّين، بمعنى أنّهما وضعا كلّ حياتهما بين يدَي الله الّذي هو الخالق والمدبّر والّذي يبرّرنا”.  

وأضاف: “اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، نحتاج إلى نعمة الإيمان كي نجدّد هذه العلاقة الرّوحيّة مع الله تعالى، بالرّغم من آلامنا وصعوباتنا. فهذا الوباء المتفشّي يخيفنا ويجعلنا نتباعد عن بعضنا، في الوقت الّذي يجب أن نكون متقاربين من بعضنا، ليس فقط أن نهدي بعضنا السّلام، نحن القادمين من الشّرق، بل أن نعانق بعضنا، معبّرين عن محبّتنا بهذه المعانقة.

هذا الوباء لا يزال متفشّيًا في العالم، وبشكل خاصّ هنا في أونتاريو، ومع هذا الوباء، تحمّلنا الكثير وتهجّرنا من بلادنا، لاسيّما من العراق وسوريا ولبنان، لكن بما أنّ رعيّتنا هنا بأكثريّتها من العراق، فنحن ندرك المأساة الّتي عاشها واختبرها العراقيّون، وبشكل خاصّ المسيحيّون، وبصورة أخصّ السّريان”، مستذكرًا أنّنا “زرنا في مطلع هذه السّنة في مدينة البصرة، وكثيرون منكم كانوا في هذه المدينة الّتي كانت في زمانٍ مضى عامرةً من كلّ النّواحي، لكنّنا اليوم أصبحنا فيها أقلّيّة، لا بل أقلّ من الأقلّيّات!”.

وأكّد أنّنا “نحتاج اليوم أن نجدّد هذه الثّقة الكاملة بالله تعالى، فالملاك يشجّع زكريّا الكاهن بقوله: لا تخف يا زكريّا، فقد استمع الرّبّ صلاتك. ونحن أيضًا بأمسّ الحاجة كي نجدّد إيماننا بأنّ الرّبّ لا يتركنا، صحيحٌ أنّنا نتألّم ولدينا الكثير من التّحدّيات في هذا البلد الجديد الّذي استقبلنا، وصحيح أنّ هناك أيضًا أزمات كثيرة، إن كانت إيمانيّة أو أخلاقيّة، في هذا البلد، لكنّنا سنبقى دائمًا متّكلين الاتّكال التّامّ على النّعمة الإلهيّة، فنعمة الإيمان هي الّتي تبرّرنا وتشدّد ضعفنا وتمنحنا القوّة والثّبات.”  

وإلى الشّباب توجّه قائلاً: “إلى أولادنا الشّباب الأحبّاء: علينا أن نتذكّر أنّ ربّنا يسوع وعدنا أن يبقى مع كنيسته ومع المؤمنين، فمهما عانينا من صعوبات وتحدّيات، فإنّنا نملك الإيمان الّذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا منذ عقود وأجيال، ونحن فخورون بأن نكون رسل الرّبّ يسوع”.

وأنهى داعيًا المؤمنين إلى أن يرفعوا أنظارهم شاخصين “نحو مذبح الرّبّ الّذي عليه يتكرّر ويتجدّد إيماننا، سرّ الإفخارستيّا، ذبيحة الصّليب، ذبيحة الفداء”، مجدِّدًا “الشّكر للجميع، كهنةً وشمامسةً وأعضاءً في الجوق، وكلّ الّذين يهتمّون بكنيسة رعيّة مار يوسف في تورونتو، والّتي نريدها أن تكون دائمًا لامعةً بالمحبّة والاتّفاق والتّضحية، كي تُبنى هذه الكنيسة برعاية راعي الأبرشيّة والكهنة الّذي يخدمونها والمؤمنين الّذين يحبّونها، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار يوسف وجميع القدّيسين والشّهداء.”  

وكان سيادة المطران أنطوان ناصيف قد ألقى كلمة رحّب خلالها بالبطريرك يونان، معربًا عن الفرح الكبير الّذي يغمر الرعيّة بزيارة البطريرك يونان الّذي بتعبيره “هو عنوان وحدتنا، وعندما يكون غبطته موجودًا في الكنيسة هناك تكون الكنيسة، فحيث الأسقف هناك الرّعيّة، وحيث البطريرك هناك كلّ الكنيسة السّريانيّة موجودة وهي تفرح وتتهلّل. إنّ كثيرين يتابعوننا اليوم وهم يعرفون أنّ غبطته قادم إلى تورونتو، كما أنّ الكثيرين من أبرشيّاتنا حول العالم فرحون لهذه الزّيارة، ونحن معهم فرحون، ونضمّ شركتنا إليهم، متّحدين معهم بالصّلاة والاستمرار بالشّهادة رغم كلّ الصّعوبات.”

وبعدما منح البطريرك يونان البركة الختاميّة، استقبل المؤمنين في قاعة الكنيسة.

‫شاهد أيضًا‬

يسوع الطبيب الشافي القدير

صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…