فبراير 4, 2024

أحد الموتى المؤمنين

الإنجيل اليومي

سفر حزقيال 37 : 1 – 10

وكانَت عليَّ يَدُ الرّبِّ فأخرَجني برُوحِ الرّبِّ ووضعَني في وسَطِ السَّهْلِ وهوَ مُمتلِـئٌ عِظامًا،
وأمَرَّني علَيهَا مِن حَولِها، فإذا هيَ كثيرةٌ جدًّا على وجهِ السَّهلْـ وإذا بِها يابسةٌ جدًا.
فقالَ لي: «يا ٱ‏بنَ الإنْسان، أتُرى تَحيا هذِهِ العِظام؟» فقُلتُ: «أيَّها السَّيِّدُ الرّبُّ، أنتَ تعلَمُ».
فقالَ لي: «تنبَّأْ على هذِهِ العِظامِ وقُلْ لها: أيَّتُها العِظامُ اليابسةُ إِسمعي كلِمةَ الرّبِّ.
هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ لهذِهِ العِظامِ: هاءَنَذا أُدخِلُ فيكِ روحًا فتَحيـينَ.
أجعَلُ علَيكِ عصَبا وأنشِئُ عليكِ لَحما وأبسُطُ علَيكِ جِلدا وأجعَلُ فيكِ روحًا فتحيَينَ وتعلمينَ أنِّي أنا الرّبُّ».
فتنبَّأتُ كما أُمِرتُ. فكان صوتٌ عند تَنَبُّؤي ، وإذ بٱرتعاش، فتـقاربت العِظامُ كُلُّ عَظْمٍ إلى عَظْمهٍ.
ونظَرتُ فإذا بالعَصبَ واللَّحمَ قد نشأا علَيها، وبُسِطَ عَليها الجِلدَ من فَوق ولم يَكُن بها روح.
فقالَ الرّبُّ لي: «تنبَّأْ للرُّوحِ، تنبَّأْ يا ٱ‏بنَ الإنسان وقُلْ للرُّوحِ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: هَلُّم أيَّها الرُّوحُ مِنَ الرِّياحِ الأَربعِ، وهُبَّ في هؤلاءِ المَقْتُولِين فيَحيَوا».
فتنبَّأتُ كما أمرَني، فدخَلَ فيهِمِ الرُّوحُ، فعاشُوا وقاموا على أقدامِهِم جيشًا عظيمًا جدًّا جدًّا.


رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 5 : 1 – 11

يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛
لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً.
فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون.
أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق.
فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة.
إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛
لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون.
أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص.
فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح،
الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين.
فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.


إنجيل القدّيس لوقا 16 : 19 – 31

قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم.
وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.
وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.
وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ.
فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب.
فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع.
وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.
فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي،
فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا.
فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم.
فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون.
فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 – 390)، أسقف وملفان الكنيسة

العظة الرابعة عشرة عن محبّة الفقراء

«وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه»

قال الربّ: “طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون” (مت 5: 7). فالرحمة هي من أهمّ التطويبات: طوبى لمَن “يَعطِفُ على الكَسيرِ والمِسْكين ويُخَلِّصُ نُفوسَ المَساكين” (مز72[71]: 13)، وأيضًا: “طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض (مز112[111]: 5)، وفي مكان آخر: “طَوالَ النَّهارِ يَرأَفُ البار ويُقرِض ونَسلُه مُبارَك (مز36[35]: 26). فلنتقيّد بهذا التطويب ولنعرف كيف نفهم ولنكنْ صالحين.

حتّى الليل لا يفترض به أن يوقف رحمتك؛ “لا تَقُلْ لِقَريبِكَ: اذهَبْ وعُدْ فأُعْطِيَكَ غَدًا، إِذا كانَ الشَّيءُ عِندَكَ” (أم 3: 28). لا يكونَنّ هنالك من تردّد بين ردّ فعلك الأوّل وكرمك. عليكَ “أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ” (إش7: 58)، وافعل ذلك من كلّ قلبك. قال القدّيس بولس: “مَن يَرحَم فلْيَرحَمْ بِبَشاشَة” (رو 8: 12)؛ إنّ استحقاقك يتضاعف من خلال مبادرتك؛ إنّ العطيّة التي تُقدّم بحزن وإكراه تكون بدون طعم ولا لون. يجب عمل الخير بقلب ممتلئ فرحًا، لا بكآبة. “حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً” (إش58: 8). فهل من أحد لا يرغب في النور والشفاء؟

لهذا السبب يا خدّام الرّب يسوع المسيح، وإخوته وورثته (راجع غل4: 7)، كلّما سنحت لنا الفرصة، فلنقمْ بزيارة الرّب يسوع المسيح، ولنقدّم له الطعام والملبس ونأويه ونكرّمه (راجع مت25: 31 وما يليها). ليس فقط بدعوته إلى المائدة كما فعل البعض، أو بسكب العطور عليه مثل مريم المجدلية، أو بتأمين القبر له مثل نيقوديمُس… لا باللبان والذهب والمرّ مثل المجوس… إنّ ربّ الكون “يريد الرحمة لا الذبيحة” (مت9: 13)، وتعاطفنا بدل “قطعان الغنم” (مي6: 7). لنظهر له إذًا الرحمة من خلال أيدي هؤلاء المساكين الممدّدين اليوم على الأرض، لكي يقوموا في يوم رحيلنا من ههنا، بإدخالنا “إلى المساكن الأبديّة” (لو16: 9)، في ربّنا يسوع المسيح نفسه.

‫شاهد أيضًا‬

يوم الجمعة الثالث من زمن القيامة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 4 : 12 – 19 يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَ…