أبريل 15, 2021

“إذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمم…”

الإنجيل اليومي

الخميس ١٥ نيسان ٢٠٢١
الخميس الثاني من زمن القيامة

“إذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمم…”

إنجيل القديس متى ٢٨ / ١٦ – ٢٠

أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع. ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا. فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: “لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم”.

التأمل: ” إذهبوا إذا وتلمذوا كل الأمم…”

نقرأ في الصحف الاحصائيات الآتية:

أكثر من ألف معمودية يوم أحد القيامة في سنغافورة تأكيدا على أن الكنيسة المحلية هي الأكثر ديناميكية في جنوب شرق آسيا.

بعد حريق كنيسة نوتردام في باريس تعمد حوالي أربعة آلاف وخمسمائة شخص في فرنسا التي تضم حوالي ٤٠ مليون كاثوليكي.

واليوم في ظل انتشار وباء كورونا والازمات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها والخوف من المستقبل المجهول ازدادت مظاهر التدين في العالم رغم قرار إقفال دور العبادة احترازياً…

لكن هل هذه الإحصائيات تؤكد أن تلاميذ المسيح لا زالوا يعملون بحسب الوصية العظمى: “اذهبوا وبشروا جميع الامم؟”

هل المعمودية هي مجرد عادات فولكلورية أم أنها فعل التزام بطولي في عيش الحب داخل المجتمعات المتناقضة والمتصارعة؟

هل المسيحية هي مجرد أعداد تستخدم في الإحصاءات والمقارنات واستنتاج النسب والتحليلات؟

أم أنها عيش الإنجيل بفرح؟

إنجيل التطويبات، إنجيل الرحمة وتخطي المستحيلات؟

كيف يمكن لنا أن نذهب الى أقاصي الارض من أجل البشارة وهناك نقاط عديدة يسودها الظلام في عمق شخصيتنا وجوهر حياتنا؟

كيف لنا أن نُتلمِذ الآخرين على الحب الذي يتخطى حدود الأنا ليصل إلى محبة الأعداء ونحن نعلم ونعيش المعارك المنزلية والحروب بين الأهل والأخوة والاقارب والجيران وأهل البلدة والمدينة والبلد؟

كيف لنا أن نُصلح الآخرين ونحن لا نصلُح إلا في الكلام البعيد عن العمل والحق؟

كيف لنا أن نأمر الناس بحفظ وصية المحبة عامودياً وأفقياً ونحمّلهم الاحمال الثقيلة ونحن لا نمسّها بأصابعنا؟

كيف لنا أن نكون شهود القيامة ولا زلنا نسكن القبور المظلمة والعفنة؟

كيف لنا أن نهدي الناس إلى طريق الحق والحياة وقد ضللنا الطريق منذ زمن بعيد؟

كيف لنا أن نكون ملح الارض والملح فينا فاسد لا يصلح لأي شيء؟

أعطنا يا رب رب الجرأة الكاملة لقبول البشارة في أعماق ذاتنا وأقاصي نفوسنا ونفسياتنا ومن ثم إعلانها الى من نعيش معهم تحت سقف واحد، الى أقربائنا وجيراننا وزملائنا والى كل من نلتقي بهم على دروب الحياة. آمين

نهار مبارك

‫شاهد أيضًا‬

خميس الأسرار

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11 : 23 – 32 يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ …