يونيو 30, 2021

إنجيل اليوم: “أيَّتُهَا المرأة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين”.

الإنجيل اليومي

الأربعاء ٣٠ حزيران ٢٠٢١
الأربعاء السادس من زمن العنصرة

“أيَّتُهَا المرأة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين”.

انجيل القديس متى ١٥ / ٢١ – ٢٨
انصرف يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا، وإِذَا بمرأة كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: “إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِّبُهَا جِدًّا”. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: “اصرفها، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!”. فَأَجَابَ وقَال: “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل”. أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: “سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!”. فَأَجَابَ وقَال: “لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!”. فقَالَتْ: “نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا”. حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: “أيَّتُهَا المرأة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين”. وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ أبنتها.

التأمل: “أيَّتُهَا المرأة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين”.

يا يسوع، لو أتيت اليوم إلى نواحي صور وصيدا، إلى نواحي بيروت وطرابلس وزحلة وجونية وقرى وبلدات الساحل والجبل، الشمال والجنوب والبقاع، كم من امرأة ستخرج وتصرخ لتسمعك ألمها، وأنّ شيطان الجوع والفقر قد أصاب أبناءها، وأن بيتها فرِغ من المؤونة وامتلأت زواياه قلقاً قاتلاً لكل سلام، وزوجها يناضل يومياً من أجل لقمة العيش، وجميع بناتها وأبنائها يسعون للرحيل.

كم من إمرأة ستخرج عن صمتها وتعبّر لك عن ألمها وتشكو لك وجعها؟! كم من شيطان يعذّب أولادها؟! من أين تبدأ؟! وأين تنتهي؟!

ستشكو لك وحدك شيطان المدارس وصفعاتها الباردة لأن الدولة تخلّت عن واجب تأمين العلم مجاناً وإلزاماً للجميع.

ستشكو لك شياطين المستشفيات والصيدليات وهمّ تأمين الدواء لمن ضاقت به الدنيا وسمعت أنينه نجوم السماء.

ستشكو لك الغلاء، الذي أوصل الناس إلى اشتهاء الخبز، وأن بعض جراء الكلاب في بيوت أسياد خراب بلدها يشبعون وأولادها يجوعون!

ستشكو لك الخوف والرعب من المستقبل، كيف لا وأن المصارف خطفت جنى العمر وتعب السنين، والحكّام سرقوا الاحلام ونسمات الصباح، والطائفية نهشت عظام الوطن، والاحزاب كالضباع الضارية مزّقوا الدولة وجعلوها أشلاء متناثرة!

ستشكو لك القضاء المسيّس والعدالة الزائفة والأمن بالتراضي، وتوليد الازمات وابتكار المآسي وتحريض الناس على الاقتتال من أجل صورة الزعيم!

سيعلو الصراخ كلّما توغّلت أكثر في الازقة والاحياء والضواحي الشعبية، وستجد في كل زاوية إمرأة كنعانية ملامحها قاسية وطريقتها جافة وعنيفة وفظّة.

نتوسل إليك أن تسمع صراخ تلك المرأة المجروحة وتشفي أبناءها المعذّبين.

أنت ملك الرحمة، رحمتك لا حدّ لها، رحمت جلاّديك وطلبت من أتباعك محبة أعدائهم والصلاة من أجل مضطهديهم، إرحم تلك المرأة التي تمثل كل نساء وطننا، واشفِ ابنتها المعذبة التي تمثل كل أبنائنا المعذبين، خلّصها من شياطين العصر، الحكّام الفجّار الذين يحاضرون بالوطنية ويدهم على رقبة الوطن.. يمتصون دماء الابناء ويخطفون إشراقة وجوههم.

نعم يا رب ستجد إيماناً عظيماً في قلوب أمهاتنا لا مثيل له في العالم، فأسمع كل إمرأة خرجت إليك طالبة شفاء ابنتها أو إبنها وأنه سيكون لها ما تريد، وأنها سترتاح من الشياطين وأن السلام سيعود إلى منزلها، وأن أبناءها سيعملون بأيدٍ مرضية في بلدهم، وأن الحياة ستكون من نصيبهم والفرح سيكون وافراً والازمات أصبحت أخبار الايام الحلوة وأقاصيص من ورق تنثر في الاعياد، أعياد الميلاد والقيامة، ميلاد الرجاء وقيامة الانسان. آمين

نهار مبارك

الخوري كامل كامل

‫شاهد أيضًا‬

خميس الأسرار

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11 : 23 – 32 يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ …