أكتوبر 4, 2020

الأب فريد صعب: إنه الضيق يسحقنا ولكن…!

الأب فريد صعب: "إن تجاوب أصحاب الغبطة البطاركة مع موضوع الإعلام لهو دليل أن الكنيسة لا تشيخ"

إنه الضيق يسحقنا ولكن…!

يا أبناء جبّة بشري… يا صخرة الموارنة وقلعة الصمود

إليكم زبدة كلمة الحياة في هذا الأحد الثالث المبارك من زمن ارتفاع الصليب الذي به خلّص فادينا المسكونة وجعلها وريثة الملكوت :

قال الرب يسوع،

” وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع.

وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ابْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم.”

متى 24/ 23-31

هذا الكلام المُخيف في بدايته، تنساب خاتمته في حنايا الإطمئنان: فبعد الضيق يظهر ابن الإنسان.

أولسنا نحن،إخوتي وأخواتي، من نُصلي في كل ذبيحة هاتفين ضارعين

نذكر موتك يارب ونعترف بقيامتك وننتظر مجيئك الثاني؟

فهل نخاف الضيق والرب معنا؟

هل نرتعب من الظلم وعدالته تظلّلنا؟

هل نهرب من أرضنا وهو فيها أرادنا؟

هل نيأس من تكرار المحاولة فتكون صلاتنا ترداد كلام أم بها ثقتنا وعليها آمالنا؟

لست بوارد التشجيع لأنني واثق بعناية الرب وبصمودكم.

إنني في طور التحضير والتحضُّر َمعكم لمرحلة جديدة

تكون عُصارة مخاض الضيق والأوبئة والإعتداءات كي يولد من رحمها وطن

نستحق العيش فيه بإيمان وثقة، وهذا المطلب لا يتعارض مع مفهوم فصل الدين عن الدولة لأن لا رغبة لنا بأحاديث السياسة لكننا لن نساوم عن حقنا بالمواطنة؛ فإنكم لمدركون أن لا كنيسة بدون وطن ولا خادم لشعب الرب وبيته دون أن يكون بيته بيت أمان لضمان الإيمان وحفظ كرامة مؤمنيه.

ربما حزن جبران خليل جبران جعله بقول، “لكم لبنانكم ولي لبناني”، أما اليوم ومع جبران نريد أن نقول: لبناننا لنا ولغيرنا لن يكون.

لأن… وطن الله إنسانه ووطن الإنسان إلههه

فلماذا الخوف؟

وأقول لكلم ولكل مواطن مؤمن:

‏إنطلق بأمان،

‏مسلّحاً فقط بالإيمان،

‏عابرًا بقوة كل امتحان،

‏مطلِقاً لفرحك وسلامك العنان،

محُافِظًا على كرامتك والإنسان،

‏لست مضطراً للتبرير لأي كان ⁧،

قلّ كلمة الحق وانطلق…

وكن أمينًا لمن سلّمك الله أمانة رعايتهم ولا تُساوم مع من يتفقون على خلافاتنا ويُخلِفوننا عند اتفاقنا ونحن

نُصَفق لهم رغم خلافنا معهم ومع بعضنا لأجلهم، كي يبقى عصر “الخلافة السياسية” سيد الموقف وينتصر فقر الخلاف على غنى الإختلاف.

إجعل الله أولاً ووطنك ثانيًا لأن وطن الله إنسانه ووطن الإنسان إلههه، الذي سوف يُجازي كل إنسان حسب نواياه وأعماله.

أنقذوا لبنان ممن لا يستحقونه.

فكيف وهم المؤتمنون على أمانة أرضه وشعبه!

للأسف هم أوفياء فقط لزعماتهم الموروثة وجيوبهم المنتفخة من عرق جباهنا.

كرامتك من خالقك وليست ملكًا لفاقيدي حرية أبناء الله.

إخوتي ،أخواتي، تذكروا أن بعد الضيق الفرج…

وبعد كل صليب قيامة

وأننا قيامون صامدون في محابس قنوبين وقلاع جبّة الموارنة المصانة بسراج شربل الحبيس والمعطرة ببخور أرز الرب وصلوات البطاركة الجبابرة، مثابرين على حياد وطننا كما نادى به غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي،بطريرك الإستقرار خليفة بطريرك.

الإستقلال المثلث الرحمة البطريرك صفير ،مرددين مع بطريرك لبنان الكبير، البطريرك الحويك.

“لبنان طائفتي”

أحد مبارك للجميع

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…