الأحد السابع بعد عيد الصليب: دينونة الأمم
سفر أيّوب ٢٩ : ١ – ٣ .١٢ – ٦
وعَادَ أَيُّوبُ إلى ضَربِ مَثَلِهِ فَقَالَ:
مَن لي بمِثلِ الشُّهُورِ السَّالِفَةِ وَمِثْلِ الأَيَّامِ الَّتِي كانَ اللهُ فِيهَا حَافِظي
حينَ كانَ مِصبَاحَهُ يُضيءُ عَلَى رَأْسِي فأسلُكُ الظُّلْمَةَ في نورِه.
لأَنِّي كُنتُ أَنجِّي الْمِسْكِينَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْيَتِيمَ الَّذي لاَ مُعِينَ لَهُ.
فتحلُّ عَلَيَّ بَرَكَةُ الْمَائِتِ وَأَجعَلُ قَلْبَ الأَرْمَلَةِ يتّهلَّل.
لَبِسْتُ الْبِرَّ فَكَانَ لِبَاسِي وكانَ حقِّي حُلَّةً وتاجًا لي.
كُنْتُ عَينًا لِلْأَعمى وَرِجْلاً لِلْأَعرج.
وكُنتُ أَبًا لِلْمساكين أَستقي قَضيَّة مَن لَمْ أَعْرِفْه”.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة ١٢ : ٩ – ٢١
يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر.
أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام.
كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين،
وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين،
وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين.
بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا.
إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين.
كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم.
ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، وٱعْتَنُوا بِعَمَلِ الخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس.
سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم.
لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ ٱتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «ليَ الٱنْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي».
ولكِنْ «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار».
لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْر.
إنجيل القدّيس متّى ٢٥ : ٣١ – ٤٦
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ.
وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء.
ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ.
حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛
لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني،
وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ.
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟
فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه!
ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛
لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني،
وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي!
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه.
ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
العظة 25
«تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم» (مت 25: 34)
إن أمعنّا النظر، أيّها الإخوة، لرأينا أنّ تعبير الرّب يسوع المسيح عن جوعه من خلال الفقراء يأتينا بالمنفعة…
أنظروا: المال من جهة والملكوت من جهة أخرى.
أيُّ مقارنة في ذلك؟
أنت تعطي مالاً للفقير، ومن الرّب يسوع المسيح تتلقّى الملكوت؛ تعطي قطعة خبز، ومن الرّب أيضًا تتلقّى الحياة الأبدية؛ كذلك عندما تعطي ثوبًا، فإنّك من الرّب يسوع المسيح تتلقّى غفران خطاياك.
فلْنَمتنع عن احتقار الفقراء، لا بل فلْنَرغب بهم ولْنسارع في لقائهم، لأنّ بؤس الفقراء هو دواء الأغنياء، كما قال الرّب بنفسه: “فتَصَدَّقوا بِما عِنْدَكُمْ، ويَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِراً”، وأيضًا: “بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها” (لو 11: 41 + 12: 33). وها هو بالرُّوح القدس ينادي من خلال النّبي:
“الْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ الْمُلْتَهِبَةَ، وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطَايَا” (سي 3: 30)… فلْنكن رحماء، أيها الإخوة، وبمساعدة الرّب يسوع المسيح، فلْنُمسك برباط ضمانته، وخاصة تلك التي ذكّرتكم بها عندما يقول: “أَعْطُوا تُعْطَوْا” وأيضا:
“طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ” (مت 5: 7). فلْيَحرص كل واحد، حسب إمكانياته، على عدم المجيء إلى الكنيسة فارغ اليدين: مَن يرغب التلقّي عليه بالفعل تقديم شيء. فمن استطاع اكساء الفقير بثوب جديد فليفعل؛ ومن لا يستطيع ذلك فلْيقدّم على الأقل ثوبًا قديمًا. أمّا الذي يعتبر أنّه ليس لديه الإمكانيّات الكافية لذلك، فلْيُقدّم قطعة خبز، ولْيَستضف مسافرًا، ولْيُهَيِّئ له سريرا، ولْيغسل له قدميه، كي يستحق سماع الرّب يسوع المسيح يقول له: “تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي؛ كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي.”
لا أحد، أيّها الإخوة الأعزاء، يستطيع أن يعذر نفسه لعدم إعطاء الصدقة، بما أنّ الرّب يسوع المسيح قد وعد بإعطاء أجر لقاء كأس ماء بارد (راجع مت 10: 42).
الكاردينال زيناري يعلق على التطورات في حلب ويدعو إلى تحييد المدنيين
موقع الفاتيكان نيوز مع تجدد القتال في مدينة حلب السورية أجرت وكالة ADNKRONOS الإيطالية للأ…