مايو 3, 2023

الأربعاء الرابع من زمن القيامة

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 2 : 13 – 20

يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيضًا نَشكُرُ اللهَ بغيرِ ٱنْقِطَاع، لأَنَّكُم لَمَّا تَلَقَّيْتُم كَلِمَةَ الله الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مِنَّا، قَبِلْتُمُوهَا لا بِأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَر، بَلْ بِأَنَّهَا حَقًّا كَلِمَةُ الله. وإِنَّهَا لَفَاعِلَةٌ فيكُم، أَيُّهَا المُؤْمِنُون.
فأَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، قَدِ ٱقْتَدَيْتُم بِكَنَائِسِ اللهِ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّتي هِيَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّكُمُ ٱحْتَمَلْتُم أَنْتُم أَيْضًا مِنْ بَنِي أُمَّتِكُم، ما ٱحْتَمَلُوهُ هُم مِنَ اليَهُود،
الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوع، والأَنْبِيَاء، وٱضْطَهَدُونَا نَحْنُ أَيْضًا، وهُم لا يُرْضُونَ الله، ويُعادُونَ كُلَّ النَّاس،
ويَمْنَعُونَنَا مِنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ فَيَنَالُوا الخَلاص، وبِذلِكَ يُطَفِّحُونَ على الدَّوامِ كَيْلَ آثَامِهِم. لَقَدْ حَلَّ الغَضَبُ عَلَيْهِم إِلى النِّهَايَة.
أَمَّا نَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، فَمَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم.
لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَٱثْنَتَيْن، ولكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان.
فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟
بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا.


إنجيل القدّيس يوحنّا 6 : 1 – 15

بَعْدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوعُ بَحْرَ الجَليل، أَي بُحَيْرَةَ طَبَرَيَّة.
وكَانَ يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَثِير، لأَنَّهُم شَاهَدُوا الآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا لِلمَرْضَى.
وصَعِدَ يَسُوعُ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ.
وكَانَ الفِصْحُ، عِيدُ اليَهُودِ، قَريبًا.
ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْه، ورَأَى جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه، فَقَالَ لِفِيلِبُّس: «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوعُ هذَا لِيَمْتَحِنَ فِيلِبُّسَ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَوْفَ يَصْنَع.
أَجَابَهُ فِيلِبُّس: «لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار، لِيَحْصَلَ كُلٌّ مِنْهُم عَلى شَيءٍ قَلِيل».
قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وهُوَ أَنْدرَاوُس، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُس:
«هُنَا صَبِيٌّ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان، ولكِنْ مَا هذَا لِكُلِّ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوع: «أَجْلِسُوا النَّاس». وكَانَ في المَوضِعِ عُشْبٌ كَثِير. فَجَلَسَ الرِّجَال، وعَدَدُهُم نَحْوُ خَمْسَةِ آلاف.
فَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَهَا عَلى الجَالِسِينَ بِقَدْرِ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ فَعَلَ بِٱلسَّمَكَتَين.
ولَمَّا شَبِعُوا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «إِجْمَعُوا مَا فَضَلَ مِنْ كِسَرٍ، لِئَلاَّ يَضِيعَ شَيء».
فَجَمَعُوا مَا فَضَلَ عَنِ الآكِلينَ مِنْ كِسَرِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الخَمْسَة، ومَلأُوا ٱثْنَتَي عَشْرَة قُفَّة.
فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوع، أَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلى العَالَم».
وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يَهُمُّونَ أَنْ يَأْتُوا ويَخْطَفُوه، لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، فَعَادَ وٱعْتَزَلَ فِي الجَبَلِ وَحْدَهُ.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 24

«فلَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع، قالوا: حَقًا! هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العالَم»

إنّ إدارة الكون هي بالحقيقة أعجوبة أكبر من إشباع خمسة آلاف رجلٍ بواسطة خمسة أرغفة. بيد أنّ أحدًا لا يندهش من ذلك (أي من إدارة الكون)، في حين أنّنا نُفتَتَن أمام أعجوبة أقلّ أهميّة لأنّها تخرج عن المألوف. فمَن يا تُرى هو ذاك الذي لا يزال يُطعم اليوم أيضًا العالم غير ذلك الذي، بواسطة بضعة حبوب، يُنبِتُ الغلال؟ لقد فعل الرّب يسوع المسيح إذًا ما فعله الله. لقد استطاع تكثير خمسة أرغفة في يده، مستخدمًا قدرته في مضاعفة الغلال من خلال بعض الحبوب. لأنّ القدرة كامنة بين يديّ الرّب يسوع المسيح، وهذه الأرغفة الخمسة كانت كبذار كثّرَها خالق الأرض بدون إيداعها الأرض.

لقد وضعَ هذا العمل إذًا أمام حواسنا كي يرفعَ روحنا… وهكذا أصبح بإمكاننا النظر بإعجاب إلى “ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أي قُدرَتُه الأزَلِيّة وأُلوهَتُه، الظاهرة لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه” (رو 1: 20). بعد أن اهتدَينا إلى الإيمان وتنقَّينا به، يمكننا حتّى أن نتوق إلى النظر، بدون أعيُن الجسد، إلى الكائن غير المنظور الذي نعرفه من خلال المنظور… فالرّب يسوع أتى بهذه الآية حتّى يُظهرَ ذاته للمُتواجدين هناك، فوضَعوها كتابةً حتّى تصلَ إلينا. ما فعَلَتْه الأعيُن لهم، يفعَلُه الإيمان لنا. كذلك أيضًا، نحن نعترف في قرارة أنفسنا بما لم تَستطعْ أعينُنا أن تراه وقد تلقّينا أجمل إطراء، لأنّه عنّا قد قيل: “طوبى للذينَ آمنوا ولم يَروا” (يو20: 29).

‫شاهد أيضًا‬

الخميس الثالث من زمن القيامة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 4 : 1 – 11 يا إخوَتِي، بِما أَنَّ المَسِيحَ قَدْ تأَلَّمَ …