‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

الأربعاء السادس عشر من زمن العنصرة

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس يعقوب ٤ : ١١ – ١٧

يا إِخوَتِي : لا تَتَكَلَّمُوا بِالسُّوءِ بَعْضُكُم عَلى بَعْض، أَيُّهَا الإِخْوَة؛ لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِالسُّوءِ عَلى أَخيه، أَو يَدِينُ أَخَاه، يَتَكَلَّمُ بِالسُّوءِ عَلى الشَّرِيعَةِ ويَدِينُ الشَّرِيعَة. وإِنْ كُنْتَ تَدِينُ الشَّرِيعَة، فمَا أَنْتَ عَامِلٌ بِالشَّريعَةِ بَلْ دَيَّانٌ لهَا.
إِنَّمَا المُشْتَرِعُ والدَّيَّانُ واحِد، وهُوَ القادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ ويُهْلِك. أَمَّا أَنْتَ فَمَنْ تَكُون، يَا مَنْ تَدِينُ القَرِيب؟
هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا القَائِلُون: «أَليَومَ أَو غدًا نَذْهَبُ إِلى هذِهِ المَدِينَةِ أَو تِلْكَ، ونُقيمُ هُنَاكَ سَنَة، فَنُتَاجِرُ ونَرْبَح!».
أَنتُمُ الَّذِينَ لا تَعلَمُونَ ما يَكُونُ غَدًا، ومَا هُوَ مَصيرُ حَيَاتِكُم، إِنَّمَا أَنتُم بُخَارٌ يَظْهَرُ هُنَيهَةً ثُمَّ يتَلاشَى.
فهَلاَّ تَقُولُونَ بِالأَحْرَى: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ سنَعِيشُ ونَفْعَلُ هذَا أَو ذَاك!».
ولكِنَّكُمُ الآنَ تَفْتَخِرُونَ بتَكَبُّرِكُم! وكُلُّ ٱفتِخارٍ كهذا إِنَّمَا هُوَ شِرِّير.
إِذًا، مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعمَلَ الخَيرَ ولا يَعمَلُهُ، فعَلَيهِ خَطِيئَة.

إنجيل القدّيس لوقا ١٨ : ٢٤ – ٣٠

قال َ الرَبُّ يَسُوعُ : «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله.
فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله».
فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».
فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس بُطرس دامِيان (1007 – 1072)، ناسك ثمّ أسقف، ملفان الكنيسة

العظة رقم 9

اترك كلّ شيء واتبع الرّب يسوع المسيح

إنّها مسألة كبيرة، في الحقيقة، “أن يترك المرء كلّ شيء”؛ لكن “أن يتبع الرّب يسوع المسيح” مسألة أكبر بعد.

فقد أظهرت لنا الكتب أنّ الكثيرين قد تركوا كلّ شيء ولكنّهم لم يتبعوا الرّب يسوع المسيح.

إنّ اتّباع الرّب يسوع هو مهمّتنا، إنّه عملنا، وفيه يُقتَصر جوهر خلاص الإنسان. لكن يستحيل علينا اتّباع الرّب يسوع ما لم نتخلّ عن كلّ ما يُعيقنا.

“فهو… كالجبَّارِ يبتَهِجُ في عَدْوِه” (راجع مز 19[18]: 6)، لذلك يتعذّر على أيّ شخص اللحاق بالرّب يسوع المسيح إن كان مُقيّدًا بحمل ثقيل.

قال بطرس: “ها قد تركنا نحن كلّ شيء”. لم نترك ممتلكات هذا العالم فحسب، بل تخلّينا عن رغبات نفسنا أيضًا. فلا يكون قد تخلّى عن كلّ شيء مَن يبقى متعلّقًا ولو بذاته.

طبعًا، لا ينفع المرء أن يتخلّى عن كلّ شيء ما عدا ذاته، لأنّه ما من حمل أثقل بالنسبة إلى الإنسان من ذاته. فما من مستبدّ ظالم وما من سيّد عديم الشفقة أكثر من إرادة المرء ذاتها…

وبالتالي، علينا التخلّي عن ممتلكاتنا وعن إرادتنا الخاصّة إذا أردنا اتّباع ذاك الذي “لَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ” (لو 9: 58)، وذاك الذي “نزل من السماء لا ليعمل بمشيئته بل بمشيئة الذي أرسله” (راجع يو 6: 38).

‫شاهد أيضًا‬

الحوار بين الصين والكرسي الرسولي وواقعية البابا فرنسيس

موقع الفاتيكان نيوز في طريق عودته من سنغافورة إلى روما يوم الجمعة الماضي، منهياً زيارته ال…