يوليو 23, 2020

الأفضل لنا… مع الله

الأفضل لنا... مع الله

الرّبّ يعرف دائمًا ما هو الأفضل لنا، ويدرك ما هو الأنسب لحياتنا، ومشروعه الخلاصيّ يرسمه لنا بأحسن الطّرق، لماذا؟


أوّلًا، لأنّ المسيح يرى الأمور التي لا نراها نحن البشر، يقرأ ما بين السّطور، يعثر على القطب المخفيّة، يرى اللّامرئيّ، يدرك ما ينتظرنا ويحيكه بما فيه خير لنا. الرّبّ ينقذ حياتنا ويؤمّن لنا طرقًا هي دائمًا أفضل لسلامة عقولنا وقلوبنا ونفوسنا. الرّبّ يسحبنا من العاصفة التي قد تهبّ في حياتنا، وهو يعرف تفاصيل المستقبل الذي يتوق لاستقبالنا.

من هنا، فإنّ السّبب الثّاني الذي يؤكّد أنّ الرّبّ يعرف دائمًا ما هو الأفضل لنا، هو معرفته المُسبَقة للمستقبل، فهو من يرسم الحاضر بحسب معرفته للمستقبل، كما لو كان موجودًا فيه بالفعل. الله قادر على تسخير الحاضر الجيّد أو السّيّئ في خدمة مشروعه الخلاصيّ لأولئك الذين يؤمنون.

لذلك، فإنّ المسيح لم يعدْنا بحياة كلّها ورود فوّاحة ونجوم برّاقة، بل جعل من حياتنا مزيجًا من المطبّات والتّقلّبات. فالسّبب الثّالث الذي يجعل من الله المدبّر الأفضل لأيّامنا هو قدرته على الألم والمعاناة والوجع. الصّليب فرصة لتطهير القلوب ومدّها بالإيمان العظيم، إكليل الشّوك يجدّد الفكر والمسامير تثبّتنا بالصّلاح.

وأخيرًا، ها هو الرّبّ يعرف وحده ما هو خير لنا، وهو من يؤكّد لنا أنّ كلّ اتّجاه بعيد عن طريقه هو اتّجاه خاطئ. هو يدعونا إلى الخدمة، يلاحقنا ويكشف لنا دائمًا إيجابيّات اتّباعه، فالكثير ممّا لا تراه عيون البشر، يراه الله في كلّ زمان وكلّ مكان. هذا يعني أنّنا يجب أن نثق بالله الذي يرى العالم ويحثّنا دائمًا صوب ما هو الأفضل لنا. 

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…