مارس 11, 2024

الاثنين الخامس من الصوم الكبير

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 5 : 3 – 13

الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛
ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان.
إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله.
لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان.
فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.
لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَّبّ: فَٱسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور.
فثَمَرُ النُّورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ.
ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَّبّ.
ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَيْهَا؛
لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ.
وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور

إنجيل القدّيس مرقس 5 : 1 – 20

وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة، إِلى بَلَدِ الجِراسِيِّين.
ومَا إِنْ نَزَلَ يَسُوعُ مِنَ السَّفينَةِ حَتَّى لاقَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ القُبُورِ فِيهِ رُوحٌ نَجِس.
كانَ يَسْكُنُ في القُبُور، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُكَبِّلَهُ حَتَّى بِسِلْسِلَة.
وكَثيرًا ما كَبَّلُوهُ بِقُيُودٍ وسَلاسِل، فكَانَ يَقْطَعُ السَّلاسِل، ويَكْسِرُ القُيُود، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَضْبِطَهُ.
وكانَ عَلَى الدَّوَام، لَيْلاً ونَهَارًا، في القُبُورِ وفي الجِبَال، يَصْرُخُ ويُهَشِّمُ جَسَدَهُ بِٱلحِجَارَة.
ورَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ وسَجَدَ لَهُ.
وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وقَال: «مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني!»؛
لأَنَّ يَسُوعَ كانَ يَقُولُ لَهُ: «أُخْرُجْ مِنَ الرَّجُل، أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِس!».
وسأَلَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟». فقَالَ لَهُ: «إِسْمي فِرْقَة، لأَنَّنَا كَثِيرُون!».
وكانَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ لا يَطْرُدَهُم مِنْ ذلِكَ البَلَد.
وكانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنَازيرِ يَرْعَى قُرْبَ الجَبَل.
فتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلى يَسُوعَ قَائِلَة: «أَرْسِلْنَا إِلى الخَنَازِيرِ فَنَدْخُلَ فِيها!».
وأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ، ودَخَلَتْ في الخَنَازِير، فَإِذَا بِٱلقَطِيعِ – وعَدَدُهُ نَحْوُ أَلْفَيْن – قَدْ وَثَبَ مِنْ عَلَى المُنْحَدَرِ الوَعْر، وغَرِقَ في البُحَيْرَة.
وهَرَبَ رُعَاةُ الخَنَازِير، وأَذاعُوا الخَبَرَ في المَدِينَةِ والقُرَى، فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوا ما جَرَى.
فلَمَّا وصَلُوا إِلى يَسُوعَ شَاهَدُوا المَمْسُوس، الَّذي كانَ فِيهِ فِرْقَةُ شيَاطِين، جَالِسًا، لابِسًا، سَلِيمَ العَقْل، فخَافُوا.
والَّذين رَأَوا أَخْبَرُوهُم بِمَا جَرَى لِلْمَمْسُوسِ وَلِلْخَنَازِير،
فبَدَأُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلى يَسُوعَ أَنْ يَرْحَلَ عَنْ دِيَارِهِم.
وفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلى السَّفينَة، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ ذَاكَ الَّذي كانَ مَمْسُوسًا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ.
فلَمْ يَسْمَحْ لَهُ يَسُوع، بَلْ قَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ، إِلى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ الرَّبُّ إِلَيْك، وَبِرَحْمَتِهِ لَكَ».
فذَهَبَ وبَدَأَ يُنَادي في المُدُنِ العَشْرِ بِكُلِّ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ يَسُوع، وكانَ الجَمْيعُ يَتَعَجَّبُون.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 – 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة

ما من حبٍّ أعظم

«وَبَينَما هُوَ يَركَبُ ٱلسَّفينَة، سَأَلَهُ ٱلَّذي كانَ مَمسوسًا أَن يَصحَبَهُ. فَلَم يَأذَن لَهُ، بَل قالَ لَهُ: إِذهَب إِلى بَيتِكَ إِلى ذَويك، وَأَخبِرهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ ٱلرَّبُّ إِلَيكَ، وَبِرَحمَتِهِ لَكَ»

نحن مدعون لأنّ نحبّ العالم. “فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة” (يو 3: 16). واليوم أيضًا، فإنّ الله يحبّ العالم كثيرًا حتّى إنّه جاد بنا نحن للعالم، أنت وأنا، لكي نكون حبّه، تعاطفه وحضوره في حياة صلاة، تضحيات، وتسليم. الجواب الّذي ينتظره الله منك هو أن تصبح تأمّليًّا، أن تكون تأمليًّا.

فلنأخذ ما يقوله الرّب يسوع حرفيًّا، ولنُغرِق ذواتنا بالتّأمّل في وسط هذا العالم، لأنّه إن كان لدينا الإيمان، فسوف نكون في حضرته دائمًا. بواسطة التأمّل، تستقي النّفس مباشرة من قلب الله النِّعم الّتي تتولّى الحياة العمليّة مسؤوليّة توزيعها. على وجودنا أن يكون مرتبطًا بالرّب يسوع المسيح الحيّ فينا. فإذا لم نعش في حضرة الله، لا نستطيع المواظبة.

ما هو التأمّل؟ هو أن نحيا حياة الرّب يسوع. أنا أفهمه بهذه الطريقة. أن نحبّ الرّب يسوع، أن نعيش معه في وسط حياتنا، أن نعيش حياتنا في وسط حياته… ليس التأمّل بأن نسجن أنفسنا في غرفة مظلمة ولكن بأن نسمح للرّب يسوع بأن يعيش آلامه، حبّه، تواضعه فينا، أن يصلّي معنا، أن يكون معنا، وأن يقدّس من خلالنا. إنّ حياتنا وتأمّلنا هما واحد. ليس الغرض هنا بان نعمل بل بأن نكون. يتعلّق الأمر في الواقع بفرح نفسنا الكامل بواسطة الرُّوح القدس الّذي ينفخ فينا كمال الله ويرسلنا في كلّ الخليقة كرسالته الشخصيّة للحبّ (راجع مر 16: 15).

‫شاهد أيضًا‬

يوم الجمعة الثالث من زمن القيامة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 4 : 12 – 19 يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَ…