البابا فرنسيس: التواضع والاستعداد موقفان أساسيان لحياة الكنيسة
“الإيمان هو الذي يعطي القدرة على النظر برجاء إلى أحداث الحياة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يقدّم لنا إنجيل اليوم موضوع الإيمان الذي يُدخلنا فيه سؤال الرسل:” زِدنا إيمانًا”، ويجيب يسوع بواسطة صورتين: حبّة الخردل والخادم المستعدّ. “إِذا كانَ لَكُم إيمانٌ بِمِقدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهَذِهِ التّوتَة: انقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتكُم” يريد يسوع إذًا أن يُفهمنا أن الإيمان، حتى وإن كان صغيرًا كحبة الخردل، يملك قوّة قادرة على اقتلاع التوتة؛ أي أن لا شيء مستحيل بالنسبة للذي يؤمن لأنه لا يتّكل على قواه الشخصية وإنما على الله القادر على كلِّ شيء.
تابع الأب الأقدس يقول إن الإيمان الذي يمكن تشبيهه لحبة الخردل ليس إيمانًا متفاخرًا وواثقًا بنفسه، وإنما وفي تواضعه يشعر بحاجة كبيرة لله وفي صغره يستسلم له بثقة كبيرة به. إنّه الإيمان الذي يعطي القدرة على النظر برجاء إلى أحداث الحياة. لكن كيف يمكننا أن نفهم إن كنا نملك إيمانًا حقًّا، أي أن إيماننا بالرغم من كونه صغيرًا كحبة الخردل هو حقيقي ونقي وبسيط؟ يشرح لنا يسوع الطريقة مشيرًا إلى أن معيار الإيمان هو الخدمة؛ ويقوم بذلك من خلال مثَلٍ يبدو لنا للوهلة الأولى مُزعجًا، لأنه يقدّم صورة ربِّ عملٍ متسلّط وغير مبالٍ. إن طريقة تصرّف ربّ العمل هي التي تسلّط الضوء على جوهر المثل الحقيقي، أي موقف الاستعداد الذي يتحلّى به العبد، لأن يسوع يريد أن يقول لنا إنَّ هذا هو موقف رجل الإيمان إزاء الله: يسلّم ذاته لمشيئته بالكامل وبدون حسابات أو ادعاءات.
أضاف الحبر الأعظم يقول هذا الموقف تجاه الله ينعكس أيضًا في أسلوب تصرُّف الجماعة: ينعكس في فرح أن نكون في خدمة بعضنا البعض، وأن نجد مكافأتنا في هذه الخدمة. وهذا ما يعلّمه يسوع في ختام هذه الرواية: “وَهَكَذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جَميعَ ما أُمِرتُم بِهِ، فَقولوا: نَحنُ عَبيدٌ لا خَيرَ فيهِم، وَما فَعَلنا إِلّا ما كانَ يَجِبُ عَلَينا أَن نَفعَل”. عبيدٌ لا خير فيهم أي بدون المطالبة بأن يتمَّ شكرهم على ما فعلوه، هذه العبارة هي تعبير عن التواضع والاستعداد اللذان يفيدان الكنيسة جدًّا وتذكّرنا بالموقف الصحيح الذي علينا أن نعمل من خلاله في داخلها أي الخدمة المتواضعة التي قدّم لنا فيها يسوع المثل بغسله لأرجل تلاميذه.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، امرأة الإيمان، لكي نسير على هذه الدرب. نتوجّه إليها في عشيّة عيد سيّدة الوردية في شركة مع المؤمنين المجتمعين في بومباي من أجل الصلاة التقليدية.
وبعد الصلاة حيا الأب الاقدس المؤمنين وقال أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد اختُتم منذ قليل، في بازيليك القديس بطرس، الاحتفال الإفخارستي الذي بدأنا فيه الجمعية العامة الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون. لثلاثة أسابيع سيتأمّل آباء السينودس، المجتمعين حول خليفة بطرس، حول رسالة الكنيسة في الأمازون وحول البشارة وحول تعزيز إيكولوجيا متكاملة. أسألكم أن ترافقوا بالصلاة هذا الحدث الكنسي المهم لكي يُعاش في الشركة الأخوية والطاعة للروح القدس الذي يظهر على الدوام الدروب للشهادة للإنجيل.
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة اوضح رئيس المر…