فبراير 18, 2022

البابا فرنسيس: العالم في حاجة إلى الجمال أكثر من أي وقت مضى

العالم في حاجة إلى الجمال أكثر من أي وقت مضى

كان الجمال وعلاقته بالإيمان وحاجة العالم إليه محور كلمة البابا فرنسيس إلى أعضاء جمعية Diaconie de la Beauté الذين استقبلهم بعد ظهر الخميس.

استقبل قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر الخميس ١٧ شباط فبراير وفدا من جمعية Diaconie de la Beauté “خدمة الجمال” التي تجمع فنانين وكتابا وشعراء، والتي تحتفل بمرور ١٠ سنوات على تأسيسها. وعقب الترحيب بضيوفه وتحيتهم على ما يقومون به من عمل توقف الأب الأقدس عند حديث الكتاب المقدس كثيرا عن جمال الكون وما فيه والذي يقود إلى جمال الله.

وأضاف البابا فرنسيس أن الكتاب المقدس يُذكِّرنا أيضا بأن كل واحد منا هو مدعو إلى أن يكون حارسا لهذا الجمال. وتابع قداسته أن العمل الفني يُكمل بمعنى ما، جمال الخليقة، وحين يَستلهم من الإيمان فإنه يُظهر للبشر بشكل أوضح المحبة الإلهية التي هي أصل الجمال.

ومن هذا المنطلق شكر البابا فرنسيس فناني الجمعية على ما قاموا به من عمل خلال السنوات العشر هذه، وعلى وضعهم بمحبة وشغف في خدمة الأخوة والأخوات المواهب التي تلقوها من الله معبِّرين بلغة الفن عن رسائل ثمينة من أجل الإيمان والكرازة.

وفي حديثه عن الجمال أكد الأب الأقدس أنه يخلق شركة، وذلك لأنه يجمع الله والإنسان والخليقة في سمفونية واحدة، ويوحِّد الماضي والحاضر والمستقبل ويجذب إلى المكان ذاته ويُشرك في النظرة نفسها أشخاصا مختلفين وشعوبا بعيدة. وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن الفنان والذي يتميز بأنه غير محدَّد بالزمن لأن فنه يتحدث إلى جميع الحقبات، كما أنه غير محدد بالمكان لأن بإمكان الجمال أن يلمس في كل شخص ما هو مشترك، وخاصة التعطش إلى الله، متجاوزا حدود اللغات والثقافات. وأكد قداسة البابا أن الفنان حين يكون أصيلا يكون قادرا على الكلام عن الله أفضل من أي شخص آخر، والتمكين من لمس جماله وصلاحه، بلوغ القلب البشري لتتألق فيه حقيقة المصلوب وصلاحه.

هذا وأراد البابا فرنسيس التذكير في حديثه بما كتب البابا القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى الفنانين، حين ذكر أن الكنيسة ولنقل الرسالة التي أوكلها إليها المسيح هي في حاجة إلى الفن، حيث عليها أن تجعل ملموسا، بل وبقدر الإمكان جذابا، عالم الروح، عالم اللامرئي، عالم الله، أن تحوِّل إلى صيغة محددة ما لا يمكن وصفه. وتابع القديس يوحنا بولس الثاني أن الفن له قدرة خاصة على لمس هذا أو ذاك من جوانب الرسالة مترجما إياه إلى ألوان، أشكال، وأصوات تدعم حدس الناظر أو المستمع.

ومن هذا المنطلق شجع البابا فرنسيس ضيوفه على تنمية فنهم، على الحديث إلى رجال ونساء زمننا حريصين دائما على أن يكون هناك فهم من جانبهم، فالفن غير المفهوم يفشل في تحقيق هدفه. كما وحث قداسته الفنانين على أن يحاولوا لمس أفضل ما في هؤلاء الرجال والنساء. ثم أكد البابا لضيوفه أن الكنيسة تُعول عليهم اليوم من أجل مساعدة الأخوة والأخوات على أن تكون لديهم قلوب حساسة وعطوفة ونظرة مَحبة متجددة إلى العالم وإلى الآخرين.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند الإطار الصعب الحالي الذي يعيشه العالم حيث تبدو الغلبة للضياع والحزن. وقال للفنانين أعضاء الجمعية إن رسالتهم في مثل هذا الإطار تزداد ضرورة، وذلك لان الجمال هو دائما ينبوع فرح بوضعه إيانا في علاقة مع الجمال الإلهي. فإن كان هناك جمال فذلك لأن الله صالح ويهبنا إياه، ويمنحنا هذا الفرح ويطمئننا، الجمال يسمو بنا، وهو بتحفيزه ودعمه الإيمان طريق للتوجه نحو الرب، قال الأب الأقدس.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء جمعية Diaconie de la Beauté، الذين استقبلهم الخميس ١٧ شباط فبراير تزامنا مع احتفال الجمعية بمرور ١٠ سنوات على تأسيسها، كرر قداسة البابا فرنسيس شكره إليهم على ما يقدمون من فرح للعالم من خلال أعمالهم، وشجعهم على مواصلة خدمتهم هذه بمحبة وشغف لأن العالم في حاجة إلى الجمال أكثر من أي وقت مضى. ثم تضرع البابا كي تقودهم مريم العذراء أكثر فأكثر إلى سر الله وكي يلهمهم الروح القدس. وختم الأب الأقدس مؤكدا صلاته من أجل ضيوفه سائلا إياهم الصلاة من أجله.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…