أبريل 21, 2022

البابا فرنسيس: المربي الحقيقي يرافق ويصغي ويحاور

البابا فرنسيس المربي الحقيقي يرافق ويصغي ويحاور

“لا يمكننا أن نربّي دون أن نسير مع الأشخاص الذين نربّيهم” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء وفد من الـ ” Global Researchers Advancing Catholic Education Project “

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح أمس الأربعاء قبل مقابلته العامة مع المؤمنين وفدًا من الـ ” Global Researchers Advancing Catholic Education Project “، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة عفويّة رحّب بها بضيوفه أكَّد فيها على أهمية تربية ديناميكيّة تنقل إرثَ الماضي فيما تسير قدمًا، دون أن تتوقّف عند التحديق في الجذور، لكي تجعل الفرد ينمو.

قال البابا فرنسيس إنَّ ما تقومون هو شيء جميل. علينا أن نكسر تلك الصورة الخياليّة حول التربية، والتي بموجبها التربية هي ملء الرؤوس بالأفكار، وبهذه الطريقة نحن نربّي أشخاصًا آليين، وأدمغة كبيرة وليس أشخاص. التربية هي أن نخاطر في التوتر بين الرأس والقلب واليدين: في انسجام، لدرجة أن أُفكر ما أشعر به وأفعله؛ وأشعر ما أفكر به وما أفعله؛ وأفعل ما أشعر به وأفكر فيه. إنها انسجام.

ولكن تابع الأب الأقدس يقول يجب أن يكون لدينا خيط أريادني للخروج من المتاهات … أفكر أيضًا في متاهة الحياة: إنَّ الشباب الذين يكبرون لا يفهمون العديد من الأمور، وما هو الخيط الأريادني لمساعدة الشباب لكي لا يضيعوا في المتاهة؟ السير معًا. لا يمكننا أن نربّي دون أن نسير مع الأشخاص الذين نربّيهم. إنه لأمر جميل أن تجد مُربّين يسيرون مع الشباب. وأنتم، في العنوان الفرعي للكتاب الذي قدمتموه لي، تقولون شيئًا جميلًا جدًا:“When Rhetoric Meets Reality” ، “عندما تلتقي البلاغة بالواقع”. إنَّ التربية لا تعني أن نقول أشياء بلاغية بحتة؛ التربية هي الجمع بين ما نقوله والواقع. يحُقُّ للشباب أن يرتكبوا الأخطاء، لكنَّ المربي يرافقهم في المسيرة لكي يوجِّه هذه الأخطاء، لكي لا تكون خطرة. إنَّ المربي الحقيقي لا يخاف من الأخطاء أبدًا، لا: بل يرافق، ويمسك باليد، ويصغي ويحاور. لا يخاف أبدًا بل ينتظر. هذه هي التربية البشريّة. كما ترون، هناك فجوة بين إرث تربية أدمغة كبيرة، والتربية نفسها، التي هي السير قدمًا بالأشخاص وجعلهم ينمون، إنها مساعدة على النمو. وبالتالي أنا أشكركم على هذا النهج الإنساني للتربية. امضوا قدما وتشجّعوا!

أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ الحوار بين الشباب والمُسنّين مهم، إنّه مهم جدًا. حتى تجاوز الوالدين: لا كتمرُّد، وإنما للبحث عن المصدر والجذور. لأن الشجرة، لكي تنمو، تحتاج إلى علاقات وثيقة مع الجذور. لا تبقوا عالقين عند الجذور، لا وإنما كونوا على علاقة مع الجذور. هناك شاعر من بلادي يقول شيئًا جميلًا: “كل ما تزهر به الشجرة يأتي مما لديها تحت الأرض”. بدون جذور، لا يمكننا أن نسير قدمًا.

بالجذور فقط نصبح بشرًا: وليس تماثيل متاحف، مثل بعض التقليديين الباردين والمتشددين، الذين يفكّرون أن العناية بالحياة تعني العيش مُتمسِّكين بالجذور. هناك حاجة لهذه العلاقة مع الجذور، وإنما أيضًا للمضي قدمًا. وهذا هو التقليد الحقيقي: أن نأخذ من الماضي لكي نمضي قدمًا. إنَّ التقليد ليس ثابتًا: بل هو ديناميكي، وينبسط إلى المضي قدمًا. كان هناك لاهوتيّ فرنسي من القرن الخامس، راهب، كان يتساءل، متحدثًا في هذا الصدد حول كيف يمكن للعقيدة أن تتقدم دون أن تُدمِّر إلهام التقليد، وكيف ينبغي أن ينمو دون أن يختبئ في الماضي. إنَّ التقليد يتقدم ويتعزّز عبر السنين، ويتطور مع مرور الوقت، ويتسامى مع تقدم العمر. هذا هو التقليد: من الضروري أن نربّي في التقليد، ولكن لكي ينمو الأشخاص.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس: لنصلِّ من أجل السلام

ترنيمة: طلّت العدرا موقع الفاتيكان نيوز في تحيّته في ختام مقابلته مع المؤمنين البابا فرنسي…