البابا فرنسيس: علينا في العائلة أن نتعلّم يوميًّا أن نصغي إلى بعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض، ونسير معًا
“ربما لم نولد في عائلة استثنائية خالية من المشاكل، لكن هذا هو تاريخنا، وهذه هي جذورنا: إذا قطعناها، تجف الحياة! إنَّ الله لم يخلقنا لنكون قادة منفردين، وإنما لكي نسير معًا. لنشكره على عائلاتنا ولنصلِّ من أجلها”
هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها نحتفل اليوم بعائلة الناصرة المقدسة. لقد اختار الله عائلة متواضعة وبسيطة ليأتي بيننا. لنتأمل جمال هذا السرّ، مُسلِّطين الضوء على جانبين ملموسين لعائلاتنا.
تابع الأب الأقدس يقول الأول: العائلة هي القصة التي أتينا منها. لكلٍّ منا قصّته، لا أحد منا قد ولد بشكل سحري بواسطة عصًا سحرية، وإنما لكلٍّ منا قصّته والعائلة هي القصة التي أتينا منها. يذكرنا الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيا اليوم أن يسوع أيضًا هو ابن قصة عائليّة. نراه مسافرًا إلى أورشليم مع مريم ويوسف من أجل عيد الفصح. ثم أقلق أمَّه وأباه، اللذان لم يجداه؛ ولما وجداه، نَزلَ مَعَهما، وعادَ إِلى البيت. من الجميل أن نرى يسوع منغمسًا في شبكة المحبة العائلية، يولد وينمو في حضن والديه واهتمامهما. هذا الأمر مهم أيضًا بالنسبة لنا: نأتي من تاريخ منسوج بروابط محبّة والشخص الذي نحن عليه اليوم لم يولد من الخيرات المادية التي استفدنا منها، وإنما من الحب الذي نلناه. ربما لم نولد في عائلة استثنائية خالية من المشاكل، لكن هذا هو تاريخنا، وهذه هي جذورنا: إذا قطعناها، تجف الحياة! إنَّ الله لم يخلقنا لنكون قادة منفردين، وإنما لكي نسير معًا. لنشكره على عائلاتنا ولنصلِّ من أجلها. إنَّ الله يفكر فينا ويريدنا معًا: ممتنون ومتحدون قادرون على الحفاظ على الجذور.
أضاف الأب الاقدس يقول الجانب الثاني: نتعلّم يوميًّا أن نكون عائلة. نرى في الإنجيل أنه حتى في العائلة المقدسة لا تكون الأمور دائمًا ما يرام: هناك مشاكل غير متوقعة، والحزن، والألم. لا وجود للعائلة المقدسة التي نراها في الصور الصغيرة. أضاع يوسف ومريم يسوع وبحثا عنه مُتَلَهِّفَيْن، ليجداه بعدها بعد ثلاثة أيام. وعندما كان جالسًا بين العلماء في الهيكل، وأجاب والداه بأنه يجب أن يعتني بأمور أبيه، لَم يَفهَما ما قالَ لَهما. لقد كانا بحاجة إلى الوقت لكي يتعلّما أن يتعرفا على ابنهما. وهكذا هو الأمر أيضًا بالنسبة لنا: علينا في العائلة أن نتعلّم يوميًّا أن نصغي إلى بعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض، ونسير معًا، ونواجه النزاعات والصعوبات. إنه التحدي اليومي، ويمكننا أن نربحه من خلال الموقف الصحيح، والاهتمامات الصغيرة، والتصرفات البسيطة، والاهتمام بتفاصيل علاقاتنا.
تابع الأب الأقدس متسائلاً وكيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ لننظر إلى مريم التي تقول ليسوع اليوم في إنجيل اليوم: “أَبوكَ وأنا نَبحَثُ عَنكَ”. أبوك وأنا لا أنا وأبوك: هناك “أنت” قبل الـ “أنا”! لكي نحافظ على الانسجام في العائلة، علينا أن نحارب دكتاتورية الـ “أنا”. إنه لأمر خطير عندما وبدلاً من أن نصغي إلى بعضنا البعض نلوم بعضنا البعض على أخطائنا؛ عندما، بدلاً من أن يكون لدينا تصرفات اهتمام بالآخرين، نُركِّز على احتياجاتنا؛ وعندما، بدلاً من التحاور، نعزل أنفسنا بالهاتف المحمول؛ وعندما نتهم بعضنا البعض، مُكرّرِرين على الدوام العبارات المعتادة، مُطلقين هكذا مسرحيّة قد رأيناها سابقًا وحيث يريد الجميع أن يكون على حق وفي النهاية يسود الصمت البارد. ذلك الصمت الذي يسود بعد شجار عائلي، إنّه أمر سيء جدًّا! سأكرر لكم نصيحة: في المساء، بعد كل شيء، تصالحوا. لا تذهبوا للنوم أبدًا دون أن تكونوا قد تصالحتم، وإلا فستندلع “حرب باردة” في اليوم التالي! كم مرة، للأسف، تنشأ الخلافات داخل جدران البيت بسبب فترات صمت طويلة جدًا وأنانية لم تتمَّ معالجتها! ويصل الأمر أحيانًا أيضًا إلى العنف الجسدي والمعنوي. وهذا الأمر يمزّق الانسجام ويقتل العائلة. لنتحول إذًا من الأنا إلى الـ “أنتَ”. ومن فضلكم، صلوا يوميًّا قليلاً معًا، طالبين من الله عطية السلام. ولنلتزم جميعًا – آباء وأبناء، كنيسة ومجتمع مدني – بدعم العائلة والدفاع عنها ورعايتها! وخلص البابا فرنسيس إلى القول لتحمي العذراء مريم، خطّيبة يوسف وأم يسوع، عائلاتنا.
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة اوضح رئيس المر…