نوفمبر 1, 2020

البابا فرنسيس: لتساعدنا العذراء لكي نغذّي الرغبة في القداسة، ونسير في درب التطويبات

cq5dam.thumbnail.cropped.500.281 11

“يذكّرنا احتفال اليوم، الذي نحتفل به بجميع القديسين، بالدعوة الشخصية والعالمية إلى القداسة، ويقدم لنا نماذج أكيدة لهذه المسيرة، التي يقوم بها كل فرد بطريقة فريدة لا تتكرر، بحسب “إبداع” الروح القدس”

هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في عيد جميع القديسين تدعونا الكنيسة للتأمل حول الرجاء الكبير الذي يقوم على قيامة المسيح. إن القديسين والطوباويين هم أكثر الشهود النافذين للرجاء المسيحي، لأنهم عاشوه على أكمل وجه في حياتهم، وسط أفراح وآلام، محققين التطويبات التي بشر بها يسوع والتي يتردد صداها اليوم في الليتورجيا. إن التطويبات الإنجيلية هي، في الواقع، الطريق إلى القداسة. سأتوقف الآن عند تطويبين، الثاني والثالث.

تابع الأب الأقدس يقول التطويب الثاني هو: “طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون”. تبدو هذه الكلمات متناقضة، لأن البكاء ليس علامة فرح وسعادة. إن أسباب البكاء والمعاناة هي الموت والمرض والشدائد الأخلاقية والخطيئة والأخطاء: ببساطة الحياة اليومية، الهشة، والضعيفة والمطبوعة بالصعوبات. حياة تُجرح أحيانًا ويُجرِّبها الجحود وسوء التفاهم. ويسوع يعلن الطوبى للذين يبكون بسبب هذه الوقائع، وعلى الرغم من هذا كلّه، يثقون في الرب ويضعون أنفسهم تحت ظله. فهم ليسوا غير مبالين، ولا يقسون قلوبهم من الألم، لكنهم يرجون بصبر عزاء الله، ويختبرون هذا العزاء في هذه الحياة.

أضاف الحبر الأعظم يقول يؤكّد يسوع في التطويب الثالث: “طوبى لِلوُدَعاء، فَإِنَّهُم يَرِثونَ الأَرض”. إن الوداعة هي سمة يسوع الذي يقول عن نفسه: “تَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلب”. الودعاء هم الذين يعرفون كيف يسيطرون على ذواتهم، ويتركون مكانًا للآخر، ويصغون إليه ويحترمونه في أسلوب حياته، واحتياجاته وطلباته. فهم لا ينوون اخضاعه أو التقليل من شأنه، ولا يريدون الهيمنة والسيطرة على كل شيء، ولا أن يفرضوا أفكارهم ومصالحهم على حساب الآخرين. هؤلاء الأشخاص، الذين لا تقدرهم ذهنيّة العالم، هم ثمينون في عيني الله، الذي يمنحهم أرض الميعاد كميراث، أي الحياة الأبدية. هذا التطويب أيضًا يبدأ هنا على الأرض ويكتمل في السماء.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أن نختار الطهارة والوداعة والرحمة؛ وأن نسلّم ذواتنا للرب في فقر الروح والضيق؛ ونلتزم في سبيل العدالة والسلام، جميع هذه الأمور تعني السير بعكس التيار نسبة لذهنيّة هذا العالم، وثقافة الامتلاك، والمتعة التي لا معنى لها، والغطرسة تجاه الأشدَّ ضعفًا. لقد سار القديسون والطوباويون هذا الدرب الإنجيلي. واحتفال اليوم، الذي نحتفل به بجميع القديسين، يذكرنا بالدعوة الشخصية والعالمية إلى القداسة، ويقدم لنا نماذج أكيدة لهذه المسيرة، التي يقوم بها كل فرد بطريقة فريدة لا تتكرر. يكفي أن نفكّر في التنوع الذي لا ينضب للمواهب والقصص الملموسة الموجودة بين القديسين والقديسات: فهم ليسوا متشابهين ومتطابقين، لكلٍّ منهم شخصيّته وقد طوّر القداسة في حياته بحسب شخصيّته؛ وكل فرد منا بإمكانه أن يفعل ذلك وأن يسر في هذه الدرب.  

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول هذه العائلة الهائلة من تلاميذ المسيح المخلصين لديها أم، مريم العذراء، ونحن نكرمها بلقب سلطانة جميع القديسين، لكنها أولاً وقبل كل شيء الأم، التي تعلم كل فرد منا أن يقبل ابناءها ويتبعهم. لتساعدنا لكي نغذّي الرغبة في القداسة، ونسير في درب التطويبات.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…