مايو 24, 2020

البابا فرنسيس للكاثوليك في الصين: كونوا أقوياء في الإيمان

البابا فرنسيس للكاثوليك في الصين كونوا أقوياء في الإيمان

تُحيي الكنيسة الجامعة هذا الأحد، كما في الرابع والعشرين من أيار مايو من كل عام، يوم صلاة من أجل الكنيسة في الصين، وهي مبادرة انطلقت في العام 2007 برغبة من البابا بندكتس السادس عشر، والتي عبر عنها في رسالته إلى المؤمنين الكاثوليك في الصين. وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ لأنه اليوم الذي يُحتفل فيه بعيد العذراء معونة المسيحيين والمكرمة في الصين، لاسيما في مزار سيدة شيشان، بالقرب من شنغهاي.


كتب البابا راتزنغر في رسالته آنذاك صلاة للعذراء مريم، طلب منها أن تقود شعب الله على دروب الحقيقة والمحبة، ليكون في كل ظرف خميرةً للتناغم والتعايش المشترك بين الجميع. وسألها أيضا أن تعضد التزام العديد من المؤمنين في الصين الذين حافظوا على إيمانهم ورجائهم ومحبتهم، على الرغم من كل المشاكل والصعوبات، كي لا يخافوا من مخاطبة العالم عن يسوع، ومخاطبة يسوع عن العالم. وطلب البابا بندكتس السادس عشر من والدة الله أن تساعد المؤمنين الكاثوليك على أن يكونوا دوماً شهوداً حقيقيين للمحبة، محافظين على اتحادهم مع صخرة بطرس، التي شُيدت عليها الكنيسة.

مما لا شك فيه أن البابا فرنسيس أيضا أولى اهتماما كبيراً بالصين منذ بداية حبريته في العام 2013. وفي يوم الصلاة من أجل الكنيسة في الصين عبّر برغوليو دوما عن قربه من جميع المؤمنين الكاثوليك الصينيين، الذين لم يتخلوا عن إيمانهم ومحبتهم وسط العديد من الصعوبات والمحن التي يواجهونها في حياتهم اليومية. وحثّهم البابا على أن يبقوا متّحدين في إطار الشركة مع الكنيسة الجامعة.

في الثاني والعشرين من شهر أيلول سبتمبر من العام 2018 تم التوقيع على اتفاق تاريخي “موقت” بين الكرسي الرسولي وجمهورية الصين الشعبية، وصفه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بنقطة الوصول في نهاية مسيرة طويلة، لافتا إلى أن الاتفاق يشكل أيضا نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة يطبعها المزيد من التعاون لصالح الجماعة الكاثوليكية الصينية، ومن أجل تعزيز التناغم داخل النسيج الاجتماعي. وقال نيافته في حديث صحفي آنذاك إنه يتعين علينا أن نسير معاً، لأنه بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نضمد الجراح ونتخطى سوء التفاهم الذي حصل في الماضي، كي نُظهر للعالم أنه بإمكاننا أن نتوصل إلى تفاهم مثمر على الرغم من التباعد في المواقف.

وفي رسالته إلى الكاثوليك في الصين والكنيسة الجامعة في السادس والعشرين من أيلول سبتمبر 2018 تطرق البابا فرنسيس أيضا إلى هذا الاتفاق وكتب أنه جاء ثمرةً لحوار مؤسساتي طويل ومعقّد بين الكرسي الرسولي والسلطات الحكومية الصينية: حوارٌ أطلقه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وتابعه البابا بندكتس السادس عشر. وأكد البابا برغوليو أن الاتفاق لا يرمي إلى تعيين موظفين يديرون الشؤون الدينية، بل إلى قيام رعاةٍ يحركهم قلب يسوع، ويلتزمون في العمل بسخاء ليخدموا شعب الله.

وقد شهدت السنتان الماضيتان انجازات هامة على صعيد العلاقات الثنائية، لاسيما مع سماح حكومة بكين لأسقفين صينيين بالمشاركة في سينودس الأساقفة حول الشبيبة والذي التأم في الفاتيكان عام 2018، فضلا عن سيامة أسقفين جديدين بتفويض من البابا في شهر آب أغسطس من العام الماضي.

يشار هنا إلى أن البابا فرنسيس قال في أعقاب تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء: نوكل لرعاية وحماية أمنا السماوية رعاة ومؤمني الكنيسة الكاثوليكية في الصين، ذلك البلد العظيم، لكي يكونوا أقوياء في الإيمان وثابتين في الاتحاد الأخوي وشهودًا فرحين ومعززين للمحبة الأخوية ومواطنين صالحين. مؤكدا لهم أن الكنيسة تتقاسم رجاءهم وتعضدهم في المحن.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…