مارس 21, 2022

البابا فرنسيس: لنوحِّد قوانا ومواردنا لكي نقاتل معًا في معارك الحضارة الحقيقية

البابا فرنسيس لنوحِّد قوانا ومواردنا لكي نقاتل معًا في معارك الحضارة الحقيقية

“ما فائدة أن يلتزم الجميع بشكل رسمي على المستوى الدولي، في الحملات ضد الفقر والجوع وتدهور الكوكب، إذا كنا بعدها نعود لنسقط في رذيلة الحرب القديمة، والاستراتيجية القديمة لسلطة التسلح، التي تعيد الكل وكلَّ شيء إلى الوراء؟” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته لأعضاء منظمة التطوع “Ho avuto sete”.

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء منظمة التطوع “Ho avuto sete”، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن أرحب بكم بعد عشر سنوات من بداية خبرتكم التطوعية. ومنذ ذلك الحين، وحّدكم هدف واضح ومُلِحّ: توفير مياه الشرب لمن لا يملكها. وكلمات يسوع: “أنا عطشان” أصبحت اسمكم وشعاركم. أهنئكم على ذلك!

تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ الحصول على المياه، ولاسيما مياه الشرب النظيفة، قد أصبح الآن نقطة حرجة بالنسبة للحاضر والمستقبل القريب للعائلة البشرية. إنها قضية ذات أولوية بالنسبة لحياة الكوكب وللسلام بين الشعوب. وهي تطالنا جميعًا. ومع ذلك، هناك في العالم، وفي أفريقيا بشكل خاص، شعوب تعاني أكثر من غيرها من عدم الحصول على هذا الخير الأساسي. لذلك قمتم بتنفيذ مشاريعكم الإنسانية في إفريقيا، وفي العديد من البلدان، في مناطق مختلفة من القارة. إنّه أمر جميل جدًا. كما أنّه من الجيد أيضًا أن يتم العمل دائمًا مع العمال المحليين وبالتعاون مع المرسلين والجماعات الكنسية في المنطقة.

أضاف الأب الأقدس يقول قال يسوع “لأَنِّي عَطِشتُ فسَقَيتُموني” وأضاف “كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه”. أيها الأصدقاء الأعزاء، إنَّ العطش لا يجعلك تشعر بالسوء عندما يكون هناك وفرة في مياه الشرب. لكننا نعلم أنه إذا غابت هذه المياه، ولفترة طويلة، فقد يصبح العطش لا يطاق. إنَّ الحياة على الأرض تعتمد على المياه، وكذلك حياتنا ككائنات بشريّة. وبالتالي لكي نعيش نحتاج جميعًا إلى المياه أختنا!

تابع الحبر الأعظم يقول لماذا إذن ندخل في حرب من أجل نزاعات علينا حلها بالتحدث كرجال؟ لماذا لا نوحِّد بالأحرى قوانا ومواردنا لكي نقاتل معًا في معارك الحضارة الحقيقية: محاربة الجوع والعطش؛ مكافحة الأمراض والأوبئة؛ مكافحة الفقر والعبودية اليوم. لماذا؟ إنَّ بعض الخيارات ليست محايدة: تخصيص جزء كبير من المصاريف على السلاح يعني حرمان مجالات أخرى من هذه المصاريف، وهذا يعني الاستمرار في حرمان الأشخاص الذين يفتقرون إلى الضروري. ما فائدة أن يلتزم الجميع بشكل رسمي على المستوى الدولي، في الحملات ضد الفقر والجوع وتدهور الكوكب، إذا كنا بعدها نعود لنسقط في رذيلة الحرب القديمة، والاستراتيجية القديمة لسلطة التسلح، التي تعيد الكل وكلَّ شيء إلى الوراء؟

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، كما ترون، إنَّ مؤسستكم، الصغيرة بالتأكيد مقارنة بهذه المشاكل الكبيرة، تعمل على نقطة حرجة، وتعمل بشكل جيد، وبالأسلوب الصحيح. كما تفعل العديد من المنظمات التطوعية الأخرى، في إيطاليا وحول العالم. لهذا أقول شكرًا لكم وأشجعكم على المضي قدمًا في التزامكم. أبارككم جميعًا مع جميع الذين يعملون معكم في مختلف المشاريع. وأطلب منكم هدية أن تصلّوا من أجلي أيضًا.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…