البابا فرنسيس: وسط المخاوف والصعوبات، يشكل زمن المجيء مناسبة ثمينة “لتخفيف حمل” القلب
في صلاة التبشير الملائكي، يدعو البابا فرنسيس إلى مواجهة القلق والقناعات الخاطئة من خلال “رفع رؤوسنا” نحو يسوع لكي نستقبل الرجاء ولا نسمح للحزن بأن يُثقِّلنا في اللحظات مأساوية لكل شخص وللعالم بأسره
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يحدّثنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم، الأحد الأول من زمن المجيء، عن الاضطرابات الكونية والقلق والخوف في البشرية. في هذا السياق، يوجّه يسوع كلمة رجاء إلى تلاميذه: “انتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لأن افتداءكم يقترب”. إن اهتمام المعلم هو ألا تُثقَّل قلوبهم، وأن ينتظروا بالسهر مجيء ابن الإنسان.
تابع البابا فرنسيس يقول إن دعوة يسوع هي هذه: أن نرفع رؤوسنا نحو السماء وأن نبقي قلوبنا خفيفة ويقظة. في الواقع، إن العديد من معاصري يسوع، إزاء الأحداث الكارثية التي يرونها تحدث حولهم – الاضطهادات، والصراعات، والكوارث الطبيعية – كان يسيطر عليهم القلق وكانوا يظنون أن نهاية العالم قادمة. وكان الخوف يُثقِّل قلوبهم. لكن يسوع يريد أن يحررهم من القلق الحالي والقناعات الخاطئة، ويشير إليهم كيف يبقون يقظين في قلوبهم، وكيف يقرؤون الأحداث انطلاقًا من مخطط الله الذي يصنع الخلاص حتى في أحداث التاريخ الأكثر مأساويّة. لهذا يقترح عليهم أن يوجّهوا أنظارهم إلى السماء لكي يفهموا أمور الأرض: “انتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم”.
أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الإخوة والأخوات، إن توصية يسوع مهمة لنا نحن أيضًا: “احذروا أن تُثقَّلَ قلوبكم”. جميعنا، في العديد من لحظات الحياة، نسأل أنفسنا: كيف يمكن أن يكون قلبنا “خفيف”، ويقظ وحر؟ قلب لا يسمح للحزن بأن يسحقه؟ قد يحدث، في الواقع، أن يثقلنا القلق والمخاوف والهموم حول حياتنا الشخصية أو حول ما يحدث في العالم اليوم، كالصخور ويرمينا في الإحباط. وإذا كانت الهموم تثقل قلوبنا وتدفعنا إلى الانغلاق على أنفسنا، فإن يسوع، من جهة أخرى، يدعونا لكي نرفع رؤوسنا ونثق بمحبته التي تريد أن تخلّصنا وتقترب منا في كل موقف من مواقف حياتنا، ولكي نفسح له المجال لكي نجد الرجاء مجدّدًا.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول فلنسأل أنفسنا إذن: هل يثقِّل قلبي القلق والهموم والخوف على المستقبل؟ هل أعرف كيف أنظر إلى الأحداث اليومية وأحداث التاريخ بعيون الله، في الصلاة، بأفق أوسع؟ أم أسمح لليأس بأن يسيطر عليَّ؟ ليكن زمن المجيء هذا فرصة ثمينة لكي نرفع أنظارنا إلى الله الذي يخفف قلوبنا ويعضدنا في المسيرة. لنرفع الآن صلاتنا إلى العذراء مريم التي كانت مستعدة لقبول مخطط الله حتى في أوقات المحنة.
الكاردينال زيناري يعلق على التطورات في حلب ويدعو إلى تحييد المدنيين
موقع الفاتيكان نيوز مع تجدد القتال في مدينة حلب السورية أجرت وكالة ADNKRONOS الإيطالية للأ…