نوفمبر 9, 2019

البابا فرنسيس يسلِّم جائزة راتزنغر 2019

البابا فرنسيس يسلِّم جائزة راتزنغر 2019

أهمية العمل من أجل لقاء المسيح وبلوغ الأبعاد الروحية للنفس البشرية، كان هذا محور كلمة قداسة البابا فرنسيس خلال تسليمه اليوم السبت جائزة راتزنغر 2019 حيث كرر التقدير والامتنان للبابا الفخري بندكتس السادس عشر، وتحدث عن الفائزَين بالجائزة:

الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور واللاهوتي الأب بول بيريه من بوركينا فاسو.

سلَّم قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت في القصر الرسولي جائزة راتزنغر لعام 2019، التي تمنحها مؤسسة يوزيف راتزنغر الحبرية. وأعرب في بداية كلمته عن سعادته وتقديره للفائزَين وهما الفيلسوف الكندي البروفيسور تشارلز تايلور واللاهوتي اليسوعي الأب بول بيريه من بوركينا فاسو. ثم أكد قداسته سعادته لهذه الفرصة التي تسمح له بالتعبير مجددا عن التقدير والمحبة للبابا الفخري بندكتس السادس عشر، والذي نحن له ممتنون على تعليمه وعلى المثال الذي قدمه في خدمة الكنيسة بالتأمل والتفكير والدراسة، الإصغاء والحوار والصلاة كي يبقى إيماننا حيا وواعيا رغم تغير الأزمنة والأوضاع، وكي يُبرز المؤمنون إيمانهم بلغة يفهمها الآخرون وأن يتحاوروا معهم للبحث معا عن طرق لقاء الله في زمننا.

وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن إسهام كل شيء في نمو الإنسان وصولا إلى الكمال الذي يوجد فقط في لقاء شخص يسوع المسيح الحي، الكلمة المتجسد، ووحي الله الذي هو المحبة.

ثم توقف قداسته عند الحوار الفعال مع الثقافات التي تتغير مع مرور الوقت وتتنوع في مناطق العالم المختلفة، وقال إن هذا الحوار هو واجب بالنسبة للاهوت إلى جانب كونه شرطا ضروريا بالنسبة لحيوية الإيمان المسيحي والكرازة كرسالة الكنيسة.

وتابع أن الفائزَين بجائزة راتزنغر 2019 قد قدما إسهاما كبيرا في هذا المجال وها نحن نعبِّر لهما اليوم عن الإعجاب والامتنان.

تحدث قداسة البابا فرنسيس بعد ذلك عن كلٍّ من الفائزَين وبدأ بالفيلسوف الكندي تشارلز تايلور، فأشار إلى اهتمامه بمجالات كثيرة في دراساته وتعليمه وعمله إلا أنه كرس جهوده بشكل خاص لفهم ظاهرة العلمنة والتي تمثل تحديا كبيرا أمام الكنيسة الكاثوليكية، بل للمسيحيين جميعا كما ويمكن القول لجميع المؤمنين بالله حسب ما ذكر البابا فرنسيس.  وواصل قداسته أن قليلين هم مَن توقفوا أمام العلمنة بهذه النظرة المتوسعة مثل ما فعل البروفيسور تايلور الذي نشكره على عمق دراسته وتحليله المتنبه لتطور الثقافة الغربية والحداثة، ما يساعدنا على قراءة غير محدودة للتغيرات التي طرأت على الممارسة الدينية ويدعونا إلى البحث عن طرق جديدة للتعبير عن وعيش البعد السامي للنفس البشرية، الأبعاد الروحية التي يواصل الروح القدس عمله فيها حتى وإن كنا لا ننتبه إل هذا للوهلة الأولى.

وأضاف البابا أن هذا يجعلنا نواجه العلمنة الغربية بشكل غير سطحي أو بيأس، وهذا أمر هام لا فقط للتأمل في ثقافة زمننا بل وفي المقام الأول من أجل حوار وتمييز متعمق من أجل التصرف بشكل مناسب لعيش الإيمان في زمننا، الشهادة له، التعبير عنه وإعلانه.

وفي حديثه عن الفائز الثاني بجائز راتزنغر 2019 اللاهوتي اليسوعي الأب بول بيريه من بوركينا فاسو ذكّر البابا فرنسيس بأنه أول أفريقي يحصل على الجائزة وبكونه دارسا للكتاب المقدس يحظى بالتقدير.

وتابع الأب الأقدس معربا عن التقدير والتشجيع لجميع العاملين من أجل انثقاف الإيمان في أفريقيا من خلال دراسة جديدة ومتعمقة. وذكّر البابا بالشخصيات الكبيرة التي قدمتها أفريقيا الشمالية للكنيسة خلال القرون الأولى للمسيحية، مشيرا إلى أن اللاهوت الأفريقي اليوم لا يزال شابا لكنه يبدو ديناميكيا وواعدا، ويشكل الأب بول بيري مثالا على هذا اللاهوت من خلال عمله على ترجمة نصوص العهد القديم في إطار ثقافة شفوية، مستفيدا من خبرة الثقافات الأفريقية، هذا إلى جانب عمله من أجل معرفة وفهم وتقبل الإطار الأفريقي في السينودسات التي شارك فيها.

وفي ختام كلمته اليوم السبت خلال تسليم جائزة راتزنغر 2019 ذكَّر قداسة البابا فرنسيس بكلمات القديس البابا بولس السادس في الإرشاد الرسولي “إعلان الإنجيل”: “إن البشارة تعني بالنسبة للكنيسة حمل البشرى السارة إلى جميع أوساط الإنسانية، حتى بتأثيرها تتحول البشرية ذاتها من الداخل فتصبح جديدة”.

وواصل البابا فرنسيس أن هذا ينطبق على الثقافات كافة مشيرا إلى ضرورة بلوغ البعد البشري المتطلع إلى الفداء بإبداع وتخيل، وأيضا التعبير بلغة ملائمة في كل الأوساط التي تعيش فيها البشرية آلامها وأفراحها ورجاءها. وتبدو من هذا المنطلق رسالة الفائزَين بجائزة راتزنغر 2018 متشابهة رغم كونهما من قارتين ووسطين ثقافيين مختلفين، تابع البابا فرنسيس، فمع تنوع الثقافات يمكن ويجب دائما البحث عن والتوصل إلى طريق الوصول إلى الله ولقاء المسيح.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…