البابا فرنسيس: يمكننا جميعًا أن نكون إخوة
“كمسيحيين، نحن مدعوون إلى حب بلا حدود، علامة وشهادة على أنه يمكننا أن نذهب أبعد من جدران الأنانية والمصالح الشخصية والوطنية؛ أبعد من سلطة المال الذي غالبًا ما يقرر أهداف الشعوب؛ أبعد من حواجز الأيديولوجيات التي تفرق وتضخم الكراهية؛ أبعد من أي حاجز تاريخي وثقافي، ولا سيما أبعد من اللامبالاة. يمكننا جميعًا أن نكون إخوة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء جمعيّة “Centesimus Annus Pro Pontifice”.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء جمعيّة “Centesimus Annus Pro Pontifice” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن ألتقي بكم في سياق مؤتمركم الدولي.
أنتم تُعالجون في هذه الأيام قضايا كبيرة وأساسية: التضامن والتعاون والمسؤولية كعلاج ضدَّ الظلم وعدم المساواة والإقصاء.
إنها تأملات مهمة، في زمن تتفاقم فيه حالة الشك وعدم الاستقرار التي تطبع حياة العديد من الأشخاص والجماعات بسبب نظام اقتصادي يستمر في نبذ الحياة باسم إله المال، وغرس المواقف الجشعة إزاء موارد الأرض وتغذية العديد من أشكال الظُلم.
إزاء هذا الأمر، لا يمكننا أن نقف غير مبالين. لكن الرد على الظلم والاستغلال ليس مجرد استنكار؛ وإنما هو بشكل خاص التعزيز الفاعل للخير. ولهذا أعبر لكم عن تقديري على النشاطات التي تقومون بها، في مجال التربية والتنشئة بشكل خاص، ولا سيما على الالتزام بتمويل الدراسات والبحوث للشباب حول نماذج جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مستوحاة من العقيدة الاجتماعية للكنيسة.
تابع الأب الأقدس يقول التضامن والتعاون والمسؤولية: ثلاث كلمات تضعونها في هذه الأيام كحجر زاوية لتأملاتكم وتذكّركم بسرِّ الله، الذي هو ثالوث. الله هو شركة بين أقانيم ويوجهنا لكي نحقِّق ذواتنا من خلال الانفتاح السخي على الآخرين (التضامن)، من خلال التعاون مع الآخرين (التعاون)، من خلال الالتزام من أجل الآخرين (المسؤولية).
ولكي نقوم بذلك في جميع تعابير الحياة الاجتماعية، من خلال العلاقات، والعمل، والالتزام المدني، والعلاقة مع الخليقة، والسياسة: نحن ملزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي جميع المجالات، لأن نشهد على الاهتمام بالآخرين، والخروج من ذواتنا لكي نلتزم بشكل مجاني من أجل تطوير مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا، حيث لا تسود الأنانية والمصالح الفرديّة.
وفي الوقت عينه نحن مدعوون لكي نسهر على احترام الإنسان وحريته وحماية كرامته غير القابلة للانتهاك. هذه هي الرسالة لتطبيق عقيدة الكنيسة الاجتماعية.
أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الأصدقاء الأعزاء، في حملنا قدمًا لهذه القيم وأسلوب الحياة هذا، غالبًا ما نسير عكس التيار، ولكن – لنتذكّر ذلك على الدوام – نحن لسنا وحدنا. لقد اقترب الله منا. ليس بالكلام وإنما بحضوره: في يسوع تجسد الله. ومع يسوع، الذي أصبح أخًا لنا، نرى في كل رجل أخًا لنا، وفي كل امرأة أختًا لنا. وإذ تُحرِّكنا هذه الشركة العالمية، يمكننا كجماعة مؤمنين أن نتعاون دون خوف مع كل فرد من أجل خير الجميع: بدون انغلاقات، بدون رؤى إقصائية، وبدون أحكام مُسبقة.
كمسيحيين، نحن مدعوون إلى حب بلا حدود، علامة وشهادة على أنه يمكننا أن نذهب أبعد من جدران الأنانية والمصالح الشخصية والوطنية؛ أبعد من سلطة المال الذي غالبًا ما يقرر أهداف الشعوب؛ أبعد من حواجز الأيديولوجيات التي تفرق وتضخم الكراهية؛ أبعد من أي حاجز تاريخي وثقافي، ولا سيما أبعد من اللامبالاة.
يمكننا جميعًا أن نكون إخوة، وبالتالي يمكننا ويجب علينا أن نفكّر ونعمل كأخوة للجميع. قد يبدو هذا الأمر وكأنه يوتوبيا لا يمكن تحقيقها، ولكننا نفضّل أن نؤمن بأنه حلم ممكن، لأنه الحلم عينه لله الواحد والثالوث. وبمساعدته، هو حلم يمكنه أن يتحقق أيضًا في هذا العالم.
وختم البابا فرنسيس كلمته إلى أعضاء جمعيّة “Centesimus Annus Pro Pontifice” بالقول لذلك، فإن مهمّة بناء عالم أكثر تضامنًا وعدالة وإنصافًا هي مهمة عظيمة. وبالنسبة للمؤمن، هذا ليس شيئًا عمليًا منفصلاً عن العقيدة، بل هو تجسيد للإيمان، لمجد الله، محب الإنسان، ومحب الحياة.
نعم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إن الخير الذي تفعلونه لكل إنسان على الأرض يفرِّح قلب الله في السماء. تابعوا مسيرتكم بشجاعة. أرافقكم بالصلاة وأبارككم وأبارك التزامكم. ورجاء لا تنسىوا أن تصلّوا من أجلي
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة اوضح رئيس المر…