‫‫‫‏‫58 دقيقة مضت‬

البابا لاوُن الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن ملكوت الله الذي علينا استقباله وخدمته

فاتيكان نيوز

كان مجيء ملكوت الله محور كلمة قداسة البابا اليوم الأحد إلى المؤمنين والحجاج قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.

تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر اليوم الأحد ٧ كانون الأول ديسمبر صلاة التبشير الملائكي. وتَكلم قبلها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس انطلاقا مما يحدثنا عنه إنجيل اليوم، الأحد الثاني في زمن المجيء، (متى ٣، ١-١٢)، أي إعلان مجيء ملكوت الله. وأشار الأب الأقدس إلى يوحنا المعمدان الذي سبق يسوع وكان يعظ في البرية قائلا “توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات” (متى ٣، ١). وواصل البابا مذكرا بأننا في صلاة الأبانا نسأل يوميا “ليأتِ ملكوتك”، وهذا ما عَلَّمَنا يسوع نفسه. وبهذا التضرع فإننا نتطلع إلى الجديد الذي يحتفظ به الله لنا، ونعترف بأن مسار التاريخ ليس مكتوبا من قِبل أقوياء العالم، إننا نضع الأفكار والطاقات قي خدمة إله يأتي ليملك لا ليهمن علينا، بل ليحررنا، قال البابا لاوُن الرابع عشر مضيفا أننا نتحدث بالتالي عن إنجيل، نبأ سار، يحفزنا ويُشركنا.

ثم عاد الأب الأقدس إلى يوحنا المعمدان متوقفا عن صرامة كلماته، إلا أن الشعب كان يصغي إليه، واصل البابا، لأنه لمس كيف تتردد في كلماته أصداء دعوة الله إلى عدم المزاح مع الحياة، بل الاستفادة من اللحظة الحالية للاستعداد للقاء مَن سيَدين على أساس الأفعال ونوايا القلوب، لا المظاهر. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر أن يوحنا ذاته سيندهش أمام كيفية ظهور ملكوت الله في يسوع المسيح، في التواضع والرحمة. وذكَّر البابا هنا بتشبيه النبي أشعيا ملكوت الله بغصن، أي أنه يقدم صورة لا للقوة أو الدمار بل هي صورة ولادة وجديد. وفي الغصن الذي يخرج من جذع يبدو ميتا ينفخ الروح القدس عطاياه (راجع أشعيا ١١، ١-١٠). وتابع البابا أنه يمكن لكل منا أن يفكر في مفاجأة شبيهة حدثت له في حياته.

ثم واصل البابا لاوُن الرابع عشر متحدثا عن أن هذه هي الخبرة التي عاشتها الكنيسة خلال المجمع الفاتيكاني الثاني الذي اختُتم ستين سنة مضت، وقال إن هذه خبرة تتجدد حين نسير معا نحو ملكوت الله ساعين إلى استقباله وخدمته. وأضاف الأب الأقدس أن في هذه الحالة لن يَنبت فقط واقع كان يبدو ضعيفا أو هامشيا، بل سيتحقق ما كان يُعتبر بشريا مستحيلا. وعاد البابا مجدَّدا إلى كلمات النبي أشعيا “فيسكن الذئب مع الحَمل ويربض النمر مع الجدي ويعلف العجل والشبل معا، وصبي صغير يسوقهما” ( أشعيا ١١، ٦).

كم في حاجة هو العالم إلى هذا الرجاء! تابع قداسة البابا، وأضاف: لا شيء هو مستحيل على الله. ودعا الأب الأقدس إلى الاستعداد لملكوت الله وأن نوفر له الفسحة. وسيقودنا الأصغر، يسوع الناصري، فهو، والذي وضع نفسه في أيدينا منذ ليلة ميلاده حتى لحظة موته المظلمة على الصليب، يسطع على تاريخنا كشمس تُشرق. لقد بدأ يوم جديد، تابع البابا، فلنستيقظ ولنَسر في نوره.

هذه هي روحانية المجيء الساطعة والملموسة، قال البابا لاوُن الرابع عشر في ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس قبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي. وتابع أن المصابيح على الطرقات تُذكِّرنا بأن كل واحد منا يمكنه أن يكون نورا صغيرا، إن استقبل يسوع، غصنا في عالم جديد. وختم الأب الأقدس داعيا إلى أن نتعلم هذا من مريم أمنا، امرأة الانتظار الواثق والرجاء.


‫شاهد أيضًا‬

في عيد الحُبل بها بلا دنس صلاة احتفاليّة في دير المعيصرة

تيلي لوميار/ نورسات تحتفل رهبانيّة الكرمليّين الحفاة في لبنان مساءً، في دير مار الياس- الم…