البابا يستقبل مجموعة من السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تسليم أوراق اعتمادهم

فاتيكان نيوز
الرجاء، الثقة، السلام، تعددية الأطراف، عدم نسيان الفقراء والمهمشين. كانت هذه من بين المواضيع الكثيرة التي تطرق إليها قداسة البابا اليوم السبت خلال استقباله مجموعة من السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي.
استقبل البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم السبت ٦ كانون الأول ديسمبر سفراء كل من أوزبكستان، مولدوفا، البحرين، سريلانكا، باكستان، ليبيريا، تايلند، ليسوتو، جنوب أفريقيا، فيجي، مايكرونيسيا، لاتفيا وفنلندا وذلك لمناسبة تسليم أوراق اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي. ورحب قداسته بالجميع سائلا إياهم أن ينقلوا إلى رؤساء دولهم تحياته وتأكيده الصلاة من أجلهم ومن أجل مواطني بلدانهم.
وتابع الأب الأقدس معربا عن سعادته لاستقبالهم في بداية حبريته وخلال سنة الرجاء اليوبيلية، وقال إن الاحتفال بهذا اليوبيل يدعو كل واحد منا إلى استعادة الثقة التي نحتاج إليها، في الكنيسة وفي المجتمع، في علاقاتنا الشخصية، في العلاقات الدولية وفي رسالتنا تعزيز كرامة جميع الأشخاص واحترام عطية خليقة الله. ثم ذكَّر قداسة البابا بأنه وفي أول كلمات له كأسقف روما أراد التذكير بتحية ربنا يسوع القائم “السلام معكم”، كما وأراد دعوة الجميع إلى السعي نحو ما وصفه بسلام أعزل ونازع للسلاح. وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن السلام ليس مجرد عدم وجود نزاع بل هو عطية فاعلة ومسائلة تُبنى في القلب ومنه وتطالِب كل واحد منا بالابتعاد عن الكبرياء والانتقام ومقاومة تجربة استخدام الكلمات كأسلحة. وشدد الأب الأقدس هنا على أن السلام يصبح أكثر إلحاحا مع مواصلة تعمق التوتر الجيوسياسي والتفكك بشكل يًثقل الأمم ويُضعف أواصر العائلة البشرية.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر مشددا على ضرورة ألا ننسى أن الفقراء والمهمشين يعانون بشكل أكبر من هذه المشاكل، كما وذكَّر بأن مقياس عظمة مجتمع يكمن في كيفية معاملته لمن هم أكثر عوزا حسبما ذكر البابا فرنسيس. ثم ذكَّر الأب الأقدس بأنه قد كرر هذه القناعة في الإرشاد الرسولي “لقد أحببتك” (Dilexi Te)، أي أن عالمنا لا يمكنه إبعاد أنظاره عمن يَسهل ان تجعلهم غير مرئيين التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية.
هذا وأراد قداسة البابا التأكيد على أن الكرسي الرسولي لن يكون مشاهدا صامتا أمام اللامساواة الخطيرة والظلم وانتهاك الحقوق الإنسانية الأساسية في جماعتنا البشرية والدولية التي تزداد تفككا وميلا إلى النزاع. وتحدث الأب الأقدس هنا عن كون دبلوماسية الكرسي الرسولي، التي تقوم على قيم الإنجيل، موجَّهة دائما نحو خدمة خير الإنسانية وذلك بشكل خاص من خلال التحدث إلى الضمائر والتنبه إلى أصوات الفقراء ومَن يعيشون في أوضاع هشة أو يُهمشهم المجتمع.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر حديثه إلى السفراء الجدد مؤكدا أن رسالتهم الدبلوماسية والعلاقات البناءة بين الكرسي الرسولي وبلدانهم يمكنها أن تقدم مساعدة حقيقية في مواجهة هذه المخاوف. وأعرب قداسته عن رجائه أن يساهم تعاوننا، قال البابا، في تعددية أطراف متجددة هناك حاجة كبيرة إليها، وتحدث هنا عن إنعاش الهيئات الدولية التي كانت قد تأسست من أجل حل الخلافات بين الأمم. وتابع البابا مؤكدا ثقته في أن بإمكاننا معا تسليط الضوء على أوضاع مَن هم في عوز والذين غالبا ما يكونون منسيين، وأن التزامنا المشترك سيلهم الجماعة الدولية لوضع أسس عالم أكثر عدلا وأخوّة وسلاما.
وفي ختام كلمته إلى السفراء لمناسبة تسليم أوراق اعتمادهم قال البابا لاوُن الرابع عشر لضيوفه إنه يؤكد لهم ومع بدايتهم لرسالتهم لدى الكرسي الرسولي دعم أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان. وواصل راجيا أن تساعد خدمتهم في فتح أبواب حوار جديدة وتقوية الوحدة والسير نحو السلام الذي تتطلع إليه العائلة البشرية بحرارة. واستمطر قداسة البابا في الختام وافر البركات الإلهية على الحاضرين وعائلاتهم والشعوب التي يمثلونها.
البابا: حجاج الرجاء هو برنامج حياة، والرجاء هو المشاركة
فاتيكان نيوز في المقابلة العامة اليوبيلية البابا يذكِّر بأن “يسوع ينتظرنا ويُشركنا ف…
