البابا يستقبل ممثلين عن المهن الصحية الفنية ويقول إن الصحة ليست من الرفاهيات

(VATICAN MEDIA Divisione Foto)

البابا يستقبل ممثلين عن المهن الصحية الفنية ويقول إن الصحة ليست من الرفاهيات

موقع الفاتيكان نيوز

استقبل البابا فرنسيس صباح الاثنين ممثلين عن المهن الصحية الفنية العاملين في مجال الطب الإشعاعي وإعادة التأهيل والوقاية، ووجه لضيوفه خطاباً شجعهم فيه على النظر دوما إلى القيم الخلقية كركيزة لا غنى عنها بالنسبة للمهن الصحية والتي تسمح بمرافقة المرضى بأفضل الطرق، وشدد على ضرورة أن يبقى الكائن البشري، بكل مكوناته، دائما في المحور مذكراً بأن الإنسان هو كيان موحد بأبعاده البيولوجية والروحية والثقافية والعلائقية والبيئية.

استهل البابا كلمته مرحباً بالحاضرين معبرا لهم عن امتنانه للنشاط الذي يقومون به يومياً وأكد أن المهن الصحية عاشت، خلال السنوات الثلاث الماضية، تجربة صعبة لم يكن تصورها ممكنا، ألا وهي الجائحة، وقال إن حسّ الواجب الذي تحركه قوة المحبة، سمح لهم بتوفير الرعاية للقريب، معرّضين صحتهم للخطر.

بعدها ذكّر البابا بأنه سيتم الاحتفال في الحادي عشر من الشهر المقبل باليوم العالمي للمريض، ولفت إلى أن ثقافة الاعتناء بالآخر تتعارض مع ثقافة الإقصاء، ويجسدها مثل السامري الصالح في الإنجيل والذي اقترب من الشخص المحتاج برأفة واعتنى به بعدما تجاهله الآخرون. وأكد في هذا السياق أن اتبّاع هذا المثل يفسح المجال أمام بناء جماعة انطلاقاً من رجال ونساء يتبنون هشاشة الآخر، ويرفضون مجتمعاً يرتكز إلى الإقصاء ويعملون في سبيل الخير العام.

هذا ثم أشار الحبر الأعظم إلى أن ضيوفه يسعون إلى مساعدة المرضى على النهوض وإعادة التأهيل، متذكرين قبل كل شيء أنهم أشخاص، مشددا على ضرورة أن يبقى الكائن البشري، بكل مكوناته، دائما في المحور. وأضاف أن الإنسان هو كيان موحد بأبعاده البيولوجية والروحية والثقافية والعلائقية والبيئية، لافتا إلى أن هذا المبدأ يوجّه مسيرة العاملين الصحيين، مدركين أن المرضى هم أشخاص يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام، لذا من الأهمية بمكان أن تُقام معهم علاقة ترتكز إلى الإنسانية والتعاطف.

تابع البابا فرنسيس كلمته إلى العاملين الصحيين مذكراً بأنهم هم أيضا أشخاص يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام، إذ ينبغي أن تُتخذ قرارات تضمن لهم ظروفا لائقة للعمل، وعدداً كافياً من الأطباء والممرضين، كي يكون الحق في الطبابة مضموناً للجميع. وقال في هذا السياق إنه يتعين على كل بلد أن يبحث عن إستراتيجيات وموارد كي يحصل كل إنسان على الرعاية الصحية اللازمة والحق الأساسي في الصحة. وأضاف البابا أن الصحة ليست من الرفاهيات، مؤكدا أن عالماً يقصي المرضى ولا يساعد المحتاجين إلى الرعاية لا مستقبل له.

بعدها شجع الحبر الأعظم ضيوفه على النظر دوما إلى القيم الخلقية كركيزة لا غنى عنها بالنسبة للمهن الصحية. وأضاف أن هذه القيم وإذا ما تم تشربها وأُرفقت بالمعارف العلمية وبالكفاءات الضرورية، تسمح بمرافقة المرضى بأفضل الطرق.

في ختام كلمته إلى الممثلين عن المهن الصحية الفنية العاملين في مجال الطب الإشعاعي وإعادة التأهيل والوقاية، سأل البابا فرنسيس لضيوفه شفاعة العذراء مريم التي يقدمها الإنجيل كامرأة مندفعة هبت لمساعدة نسيبتها أليصابات، وطلب منها أن تسهر عليهم وعلى نشاطهم. هذا ثم منح البابا جميع الحاضرين وعائلاتهم فيض بركاته الرسولية، سائلا إياهم أن يصلوا من أجله.