أغسطس 2, 2021

البطريرك الراعي تفقد اهالي عكار بعد اندلاع الحرائق

البطريرك الراعي تفقد اهالي عكار بعد اندلاع الحرائق
الأحد ١ آب ٢٠٢١

جال غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الاحد 1 آب 2021 على القرى والبلدات التي تعرضت للحرائق في محافظة عكار في زيارة تفقدية للإطمئنان على اهلها، وهي: القطلبة والمرغان في بلدة القبيات ،وعودين في بلدة عندقت، والرويمة في بيت جعفر ، وكفرتون  في منطقة جبل اكروم حيث قدم التعازي بوفاة الشاب الشهيد امين ملحم الذي قضى وهو يعمل على اخماد النيران.
استهل غبطته الزيارة بلقاء مع الأهالي  في دار المطرانية المارونية في بلدة القبيات، حيث كان في استقباله راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس وتوابعها المطران باسيليوس منصور، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران ادوار ضاهر والمطران جوزف نفاع، النائبان هادي حبيش ووهبة قاطيشا، المفتي زيد زكريا، رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، ، الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية والنائب الاسقفي الماروني العام في عكار الاباتي الياس جرجس ورؤساء بلديات وشخصيات دينية وحشد من ابناء المنطقة.

رحب المطران سويف بصاحب الغبطة قائلا:”انه وقت الم ووجع ونار من الحرا ئق التي اجتاحت الاحراج في عكار والتي هي متنفس ليس لعكار فقط بل لكل لبنان. نحن مجتمعين اليوم لقول كلمة شكر من القلب لصاحب الغبطة من كل الاخوة اصحاب السماحة والفضيلة والاخوة المطارنة والاباء والراهبات وكل هيئات وفعاليات المنطقة. نحن نشكركم صاحب الغبطة على مبادرتكم وزيارتكم التي هي تعبير طبيعي عن كل حياتك وايمانك وجهوزيتك وقلبك الواسع والمحب ودائما متضامن مع كل اللبنانيبن ومع عكار وقفة الاب الراعي. هذه الزيارة التفقدية تعبر من خلالها عن محبتكم ومعكم صاحب الغبطة نتطلع الى مبادرات لاعادة الروح الى هذه الاحراج. وهذا الالم هو محطة من اختباراتنا اللبنانية حيث يكون الالم  تكون ارادة نحو الحياة والتجدد ومعكم نرفع صلاة الشكر للرب على امل انتهاء هذه الازمة.”

وختم سويف شاكرا غبطته على الزيارة “والرغبة بزيارة كل المناطق بدون استثناء فالوجع مشترك، وعكار خير تعبير عن الحياة المشتركة بين كل ابنائها.”
بدوره توجّه البطريرك الراعي بكلمة عبر فيها  عن ألمه حيال كارثة الحرائق، وقال: “محبة كبيرة أحملها لعكار وأهلها جميعاً، هذه المنطقة المحرومة والمنكوبة اليوم بسبب الحرائق. نحن جماعة نؤمن بأنّ الله لا يتركنا وعكار خزان للدولة اللبنانية فيها أعزّ الوجوه، ونحييها وكلنا معها في هذا المصاب”.
ثم القى الشيخ زياد عدرا كلمة، سبقتها دقيقة صمت عن روح الشهيد أمين جميل ملحم، وقال:” غبطة البطريرك ما قادكم إلينا سوى محبّتكم وغيرتكم، وعلى الرغم من السنين التي تحملونها،  وبُعد المسافة الجغرافية، الاّ أنكم أبيتم الاّ أن تقاسموننا أحزاننا وأفراحنا، ونأمل أن يتعلّم المسؤولون من غبطتكم.”
وتابع عدرا:” إننا نرحب بكم بإسم أهل الشهيد، شهيد ساحة الشرف والواجب، نرحب بغبطتكم ترحيباً مليئاً بالمحبة والتضامن والعيش المشترك والوحدة الوطنية. في قلب أهل الشهيد غصّة وحرقة كبيرة عساها إندملت بزيارتكم ومواساتكم، والحريق الذي طال أحراج منطقتنا قد انطفأ بسواعد المتطوعين من أهل المنطقة وجميع أنحاء الوطن وبمساعدة الجيش اللبناني البطل.  نعم انطفأ الحريق واقعاً ولكنه لم ينطفىء في قلوبنا الاّ بزيارتكم اليوم، لأننا شعرنا نحن الشعب المظلوم المحروم بأن الغيارى مثل غبطتكم يقفون جنبنا اليوم، وزيارة غبطتكم لها دلالات ومعاني وسنذكرها لأجيالنا القادمة.

نحن في هذه المنطقة لا نورّث أبناءنا أحقاداً وطائفية إنما نربّيهم على حب الوطن وعلى العيش المشترك وعلى الوحدة الوطنية، فيا ليت المسؤولون في بلادي يتعلّمون من غبطتكم معنى المسؤولية، فرغم الآلام في هذه المصيبة، كان التكاتف بين أبناء المنطقة ومن كافة الطوائف لنمنع عنا ما غفلت عنه دولتنا النائمة، فنحن أبناء وطن واحد، نريد بناء وطن سيّد حر ومستقلّ، يعيش فيه المواطن بكرامة ويموت فيه بكرامة، ولا ننظر الى الكلام الفتنوي واللا مسؤول لأننا لا نؤمن بالفتنة بل بالدولة العادلة.  فديننا دين محمد وعيسى، علّمنا التسامح والتآخي والمحبة وما تعلّمناه أن الدين ما كان يوماً مدعاة خلاف، بل مدعاة تكاتف وأخوّة وحسن جوار، ونحن نريد أن يكون المسؤول في لبنان عادلاً وأن ينظر الى الشعب وما حلّ به من الغلاء والأزمات، وبإسم أهل الشهيد وأهالي المنطقة نشكر لكم زيارتكم ونثمّنها، ويدنا مع يدكم في مسيرة بناء الوطن، وطلبنا الوحيد من غبطتكم هو أن نلتقي بكم  مع أهل الشهيد في البطريركية لأنه من الظلم أن يكون هناك لا مبالاة من قِبل الدولة بأهل الشهيد أمين ملحم”.

وكانت كلمة للبطريرك الراعي  شكر فيها الشيخ عدرا على “كلمته النابعة من القلب والتي تدلّ على المحبة الكبيرة و عن ما نشعر به جميعاً”، وقال: ” لقد أردنا منذ اليوم الأول مع سيادة المطران الجديد على طرابلس يوسف سويف وسيادة المطران جوزف نفاع ابن عندقت والنائب البطريركي العام في منطقة زغرتا والجبّة، أن نأتي بإسم جميع المطارنة لتقديم التعزية بالشهيد الفتى إبن الثلاثة عشر عاماً أمين ملحم الذي نعتبره شهيد وطن، ولنعبّر عن تضامننا مع أهالي المناطق التي طالها الحريق وأصبحت رماداً.”
وأضاف غبطته: “أريد أن أشكر كل من رافقنا في هذه الجولة من فعاليات سياسية واجتماعية وروحيّة ومدنيّة، وأوجّه كلمة لأخينا جميل وزوجته وأولاده، فجرحهم جمرة تحرق في القلب، ولكن يجب أن تنظر أخي جميل مع عائلتك الى القيمة الكبيرة والرسالة العظيمة التي قدمها إبنكم، فهناك كلام في الكتاب المقدس، سِفر الحكمة، يقول : استوفى في أيام قليلة، سنين عديدة فنقله الله لكي لا يغيّر الشرّ قلبه، فعلينا أن ننظر الى القيمة وراء استشهاد ابنكم، فعندما تابعت وقائع الحريق وخبر استشهاد ابنكم عبر شاشات التلفزيون، خطر في بالي كيف أن هذا الفتى الصغير افتدى كل أهالي عكار، ويستحق فعلاً لقب شهيد، وهذا اللقب قد يُبرّد الجمر في قلوبكم، وأدعوك للقول مع يعقوب البار، الله أعطى واالله أخذ فليكن اسم الرب مباركاً، والجنة التي يوجد فيها ابنكم اليوم ستُعطيكم نعماً لا يمكن أن نتكهّن بها أو نحصيها، وأنا أطلب منك، مع زوجتك وأولادك أن ترفعوا رؤوسكم وأن تتعزوا بأن ابنكم قد أدى رسالة فداء على الأرض وسيُكملها في السماء.”
وتابع غبطته : “سماحة الشيخ، لقد تحدثتم في كلمتكم عن منطقة عكار، والكلّ يعلم الحرمان الذي تعاني منه هذه المنطقة وكم هي مُهملة من الدولة اللبنانية، ولكنني أعتقد أن هذه الكارثة التي حلّت بها والتي توّجها الشهيد أمين، ستكون فاتحة خير على هذه المنطقة، ونحن معكم ومع كل أصحاب الأيادي البيضاء والطيّبة، ومع سيادة المطران سويف والنوّاب في هذه المنطقة وجميع الفعاليات في المنطقة، نريد أن نساعد عكار وأن نبني عكار كما يطلب منّا الشهيد أمين من السماء، وأسأل الله أن يعوّض عليكم وعلى كل أهالي عكار الحبيبة”.

وأضاف غبطته: “الدولة اللبنانية لا يمكن أن تبقي على إهمال هذه المنطقة الصافية بالتضحية والعطاء والمحبة، نحن جنبكم ونحن معكم ويدنا بيد الجميع كي يرجع لعكار اخضرارها وبسمة أبنائها. أرض عكار واهلها بالقلب دائما. لقد سبق أن وجّهنا تحية تهنئة للجيش بعيده، فهو يشكّل كرامتنا وعزتنا ونشكر الدول الصديقة والشقيقة على دعمها له ونجدد النداء لها للاستمرار بدعم الجيش”.
وختم البطريرك الراعي:” إننا نصلي كي يحمل اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الخير والإرادة الطيبة للبنان دائماً، وإذا وضع خير لبنان كدولة وخير كل اللبنانين فإنّ إمكانية الحلّ تكون خلال 24 ساعة، ونحن لن نيأس، وسنستمرّ على أمل أن تحلّ الأمور في أقصى سرعة”.
بعدها توجه البطريرك الراعي الى بلدة عندقت ووداي عودين التي اندلعت فيها الحرائق وكان في استقباله الاهالي والكهنة ورئيس البلدية عمر مسعود الذي قدم شرحا عن” واقع المأساة التي حلت والاضرار الكبيرة.”
ثم كانت المحطة التالية لغبطته عند مدخل القطلبة -المرغان التي اندلعت منها اولى شرارات الحريق حيث التقى عددا من اهالي البلدة والفرق الكشفية والشبابية المشاركة وتحدث معهم وبارك جهودهم واكد على” ان ارادة الحياة هي الاقوى رغم بشاعة ما حصل.”

#البطريركالراعي #البطريركيةالمارونية #شركةومحبة #نشاطالبطريرك

‫شاهد أيضًا‬

“ابحثوا عن المفاوضات. ابحثوا عن السلام”

موقع الفاتيكان نيوز في مقابلة مع محطة “سي بي أس” الأمريكية البابا يتوجه إلى ال…