نوفمبر 23, 2022

البطريرك الرّاعي : روميو لحوّد الكبير بشهرته إنسان متواضع بكامل إنسانيّته

البطريرك الرّاعي : روميو لحوّد الكبير بشهرته إنسان متواضع بكامل إنسانيّته

تيلي لوميار/ نورسات

إلى عائلة الرّاحل روميو لحّود، وجّه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بركته الرّسوليّة، لتشمل أيضًا ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر، فكتب:

“صفحة مجيدة ومشرقة من تاريخ الفنّ المسرحيّ غناءً وتأليفًا وتلحينًا وإخراجًا تنطوي اليوم بوفاة عزيزكم وعزيزنا الفنّان الكبير والمبدع روميو، إبن عمشيت العريقة، وأسرة آل لحوّد الفنّيّة بتراثها الحيّ، بعد رحلة على الأرض دامت إثنتين وتسعين سنة.  

عرفته عن قرب وصادقته وقدّرته أثناء سنوات خدمتي كراعٍ لأبرشيّة جبيل العزيزة. عايشته على الأخصّ عندما بنى دارته الجديدة في محلّة عيدمون ليواصل نشاطه بالعمق ويقضي المرحلة الأخيرة من العمر. وشاركته الألمين الكبيرين: الأوّل وفاة سلوى القطريب إمرأة أخيه عزيزنا ناهي ونجمة مسرحه الغنائيّ والرّقصيّ، الّتي بغيابها قصفت ظهرهم وأبكت جميع اللّبنانيّين، والثّاني وفاة شقيقتها ألكسندرا زوجته الّتي كنّا معه بقربها في صراعها المستميت مع المرض. وكم صعب عليه العيش في تلك الدّارة وحيدًا، فانتقل إلى حبالين العزيزة ليعيش السّنوات الأخيرة في بيت والدته اللّبنانيّ القديم مع جمال الطّبيعة. تميّز المرحوم روميو بإنسانيّته وقربه من الله وإحساسه المرهف وتواضعه، بعد أن كواه الألم أيضًا مرّتين قبل فراق المرحومتين سلوى وألكسندرا، بوفاة زوجته الفرنسيّة الأولى Liliane Poulain الّتي أنجب منها إبنتين دومينيك وفاليري، وبوفاة إبنته دومينيك بحادث مؤلم.

المرحوم روميو لحّود وجه لبنانيّ مميّز، غنيّ بالعلم والفنّ. تخصّص بالهندسة الدّاخليّة بفرنسا، وبفنّ الإخراج في لاس فيغاس، وبالعلوم المسرحيّة في La Scala بميلانو. وميّزه الله بموهبة الكتابة والتّلحين والإنتاج والإخراج. فترك للأجيال أكثر من ثلاثين مسرحيّة غنائيّة مع أكبر نجوم الغناء والرّقص والمسرح اللّبنانيّ من مثل: صباح وسلوى القطريب وجورجينا رزق وملحم بركات وأنطوان كرباج وناديه جمال وكيغام وآلان مرعب. هؤلاء وسواهم رفعوا معه عاليًا إسم لبنان ومجده.

دخل عالم الفنّ بعمر خمس وعشرين سنة حين بدأ كمنتج يستقدم نجومًا فرنسيّين كبارًا قدّموا عروضهم على مسارح اليونسكو وكازينو لبنان. ثمّ تعاقد مع مهرجانات بعلبك الدّوليّة كمخرج، حيث قدّم “الشّلال” مع صباح. بعدها أطلق أوّل مسرح موسيقيّ دائم مع ثلاث مسرحيّات غنائيّة متتالية: موّال وميجانا وعتابا. وأسّس الفرقة الفولكلوريّة اللّيبيّة، ومهرجان بيبلوس الدّوليّ، ومسرح الإليزيه في الأشرفيّة، ومسرح فينيسيا ومسرح الفنون في جونيه. وكان أوّل لبنانيّ عربيّ يقدّم عروضًا على مسرح “الأولمبيا” في باريس، وعلى “مسرح الفنون الجميلة” في بروكسل، وافتتح مع فرقته “الأوبرا الإمبراطوريّة” في طهران بحضور زوجة الشّاه. وهو وراء شهرة العديدين من نجوم الفنّ.

لقاء كلّ هذه العطاءات الفنيّة، نال المرحوم روميو أوسمة رفيعة وعديدة من لبنان وفرنسا وبلجيكا واليونان وسويسرا والولايات المتّحدة الأميركيّة. وأبرزها وسام الأرز برتبة ضابط وبرتبة كومندور.

روميو لحوّد الكبير بشهرته، إنسان متواضع بكامل إنسانيّته. هكذا عرفته، وهكذا رأيت روابط المحبّة والأخوّة والعناية الّتي شهدتها مع أفراد عائلته: المرحومة ألين الصّحافيّة، وبابو مصمّمة الأزياء، وناي مصمّمة الرّقص، وناهي المنتج والمؤرّخ، ومع إبنته فاليري صاحبة شركة إنتاج للإعلانات التّجاريّة والفيديو كليب.

أمس في ذكرى إستقلال لبنان، والبلاد من دون رئيس للجمهوريّة يتعمدّه مجلس النّوّاب ومن وراءه من النّافذين، قهرًا للشّعب وإفقارًا له، وتفكيكًا للدّولة، أغمض روميو لحّود عينيه وفيهما دمعة حزن على هذا الوطن الّذي غنّاه ورفع اسمه في جميع المحافل الدّوليّة. ولكن في قلبه الهامد شعلة رجاء بأنّ لبنان لن يموت، فيما هو يدخل الحياة الّتي لا تفنى، لينال إكليل المجد من فيض رحمة الله.

على هذا الأمل وإعرابًا لكم عن عواطفنا الأبويّة، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد السّاتر، رئيس أساقفة بيروت السّامي الاحترام، ليرأس بإسمنا حفلة الصّلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارّة”.

تقبّل الله بواسع رحمته روح فقيدكم الغالي في مجد السّماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.”

‫شاهد أيضًا‬

أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة

أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة اوضح رئيس المر…