يناير 3, 2022

البطريرك يونان: لنفتّش عن الله قبل كلّ شيء كأولويّة في حياتنا

في قدّاس ختانة الرّبّ يسوع ورأس السّنة ويوم السّلام العالميّ وعيد مار باسيليوس ومار غريغوريوس، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ، صباح السّبت، في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ في الكرسيّ البطريركيّ- المتحف، عاونه فيه القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، بمشاركة الشّمامسة، والرّاهبات الأفراميّات، وجمع من المؤمنين.

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، نوّه يونان إلى أنّنا “نأتي إلى الكنيسة في مطلع السّنة الجديدة كعائلة روحيّة كي نستهلّ عامنا الجديد بالذّبيحة الإلهيّة، طالبين من الرّبّ أن يبارك هذه السّنة ويقوّينا ويعطينا الرّجاء الّذي لطالما نتوق إليه، أن تكون هذه السّنة أفضل من سابقاتها، ونحن نعايد بعضنا دائمًا هذا الرّجاء”.

وتمنّى “لجميع أحبار الكنيسة وأبنائها وبناتها من إكليروس ومؤمنين، سنةً جديدةً مليئةً بالخير والسّلام والأمان وفيض النِّعَم والبركات، فيزول الخوف والقلق، خاصّةً في موضوع وباء كورونا الّذي ينتشر بشكل مخيف في العالم كلّه. فينعم الجميع بالرّجاء والفرح، هنا في لبنان، وفي سوريا والعراق والخليج العربيّ ومصر والأردنّ والأراضي المقدّسة وتركيا، والمنتشرين في بلاد الاغتراب في أوروبا والأميركيّتين وأستراليا”.

وتكلّم عن عيد ختانة الرّبّ يسوع الّذي تحتفل به الكنيسة في اليوم الثّامن بعد عيد الميلاد، متأمّلاً “بهذا السّرّ العظيم”، فـ”كلمة الله نزل من عليائه، وهو الإله، كي يصبح واحدًا منّا، ويتبع النّاموس والشّريعة اليهوديّة الّتي كانت تفرض أن يختتن الصّبيّ في اليوم الثّامن بعد ولادته”، مشيرًا إلى أنّ “هذه الختانة تذكّرنا أنّ الرّبّ يسوع تواضع من أجلنا وقَبِلَ أن يتنازل ويخضع لقانون وشرائع الشّعب العبرانيّ كي يحرّرنا ويمنحنا الحياة.”  

وتطرّق يونان أيضًا إلى عيد “معلّمَين للكنيسة مشهورَين في الشّرق والغرب، هما باسيليوس وغريغوريوس، وهما من آباء الكنيسة الشّرقيّة، وقد شرحا لنا الإيمان وقوّيا المؤمنين كي يتحمّلوا كلّ العذابات الّتي يسمح بها ربّنا”، طالبًا “شفاعتهما وبركة صلاتهما كي يعين الرّبّ يسوع المؤمنين على متابعة الشّهادة لإيمانهم في خضمّ هذه الظّروف العصيبة”.

وأشار إلى أنّ “اليوم هو يوم السّلام العالميّ، هذه المناسبة وضعَتْها الكنيسة بفم الأحبار العظماء أيّ البابوات كي تعلّمنا أن نطلب من الرّبّ ليجعل من السّنة الجديدة سنة سلام وأمان يكوّنان ثمرة تقوانا ومحبّتنا لبعضنا البعض، ولهذه المناسبة وجّه قداسة البابا فرنسيس، وكما جرت العادة السّنويّة، رسالة بعنوان: الحوار بين الأجيال، التّربية والعمل، أدوات من أجل بناء سلام دائم”.

وشدّد على أنّه “يجب علينا اليوم أيضًا أن نصلّي من أجل إحلال السّلام في قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وكنائسنا وأوطاننا”، لافتًا إلى أنّ “لبنان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السّلام الحقيقيّ الّذي ينعشه النّظام الدّيمقراطيّ الصّحيح، حيث لا وجود لفاسدين ولا مستقوين ولا مميّزين للبعض على الآخرين. هذا السّلام نحتاجه اليوم في لبنان، وجميعكم تعرفون الويلات الّتي حلّت بهذا الوطن، من معيشيّة واقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة وسياسيّة وأمنيّة وصحّيّة مع تفشّي وباء كورونا”.

وفي الختام، سأل يونان الرّبّ يسوع أن “يجعل عامنا الجديد مباركًا نجدّد فيه العهد مع الله، فنسير معه ونبغي رضاه بسيرتنا وأعمالنا الصّالحة”.

وبعد البركة الختاميّة، التقى بالمؤمنين الّذين قدّموا له التّهاني بحلول العام الجديد

أمّا الأحد فاحتفل البطريرك يونان بالقداس الإلهيّ في الأحد الّذي يلي الميلاد ويسبق الدّنح، وتأمّل بالإنجيل الّذي تتناول فيه الكنيسة حادثة وجود يسوع بعمر 12 سنة في الهيكل، وقال: “كلّ سنة كان يوسف ومريم يذهبان إلى الهيكل للصّلاة مع جموع أخرى كثيرة، وتعلمون أنّ الطريق بين النّاصرة وأورشليم- القدس، تستغرق ثلاثة أيّام سيرًا. وكان يسوع معهما، لكن بطريقة ما تخلّف عنهما، وفي العودة اعتقد يوسف ومريم أنّ يسوع مع رفاقه، وعندما سألا عنه لم يكن موجودًا، فاستمرّا يفتّشان عنه لثلاثة أيّام، ورجعا إلى الهيكل، وهناك اندهشا إذ وجدا يسوع بين شيوخ اليهود أيّ علماء الكتاب المقدّس، يسألونه وهو يجيبهم”، لافتًا إلى أنّ “يسوع ابتدأ رسالته وهو بهذا السّنّ، ويريد أن يُفهِمهم الكتاب المقدّس”.

ونوّه إلى أنّ “مريم ويوسف لم يكونا فرحين لأنّهما بقيا ثلاثة أيّام يفتّشان عن يسوع، وسألاه عن سبب بقائه في الهيكل، فيما هما كانا يبحثان عنه ولم يجداه”، مشيرًا إلى أنّ “يسوع أكّد لهما أنّه مهتمٌّ ومُرسَلٌ لشؤون أبيه السّماويّ، أيّ يريد أن ينشر رسالة الخلاص بين النّاس بدءًا من شيوخ وعلماء الهيكل”، مذكّرًا أنّ “يسوع رجع معهما وكان طائعًا لهما، حسبما يكمل الإنجيل”.

ولفت إلى أنّ “الرّبّ يسوع يعلّمنا أن نفتّش عن الله قبل كلّ شيء كأولويّة في حياتنا، في هذه السّنة الجديدة فلنراجع نفوسنا ونتساءل إذا كنّا بالحقيقة نعيش دعوتنا المسيحيّة ولو بظروف صعبة جدًّا، حيث التّجارب كثيرة والتّحدّيات أكثر، والنّاس مشتَّتون في بلاد شاسعة، وآخرون ينتظرون أن يلتقوا ببعضهم، وغيرهم يعيشون هذا الوضع المعيشيّ الصّعب جدًّا، وبشكل خاصّ في لبنان وسوريا والعراق”.

وتضرّع إلى “الرّبّ يسوع القادر على كلّ شيء أن يُفهِمنا أوّلاً أنّ حياتنا ليست موجَّهةً نحو سعادة الأرض، مهما كانت الأرض تعطينا من الفرح والتّعزية والشّبع، فعلينا أن ننظر إلى السّماء مثل يسوع الّذي كان يهتمّ بشؤون أبيه السّماويّ، بمعنى أنّه ينشر الخلاص والمحبّة والإيخاء والسّلام أينما كان”.

وأنهى سائلاً “الرّبّ يسوع المولود طفلاً عجيبًا في مذود بيت لحم، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء الّتي كانت أقرب شخص إليه، حملَتْه تسعة أشهر في أحشائها، وربَّتْه، ورافقَتْه حتّى أقدام الصّليب، أن يقوّينا، ويُفهِمنا مشيئة الله، ويجعلنا نعيش دائمًا بهذا الرّجاء أنّ ربّنا لن يتركنا أبدًا”.

‫شاهد أيضًا‬

تذكار سجود المجوس للطفل يسوع

رؤيا القدّيس يوحنّا 21 : 19 – 10 . 21 – 27 يا إخوَتِي، أَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَل…