نوفمبر 29, 2021

البطريرك يونان واصل زيارته إلى مصر، إليكم أبرز محطّاتها!

في إطار زيارته إلى مصر، كان لبطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان منذ الجمعة سلسلة من النّشاطات واللّقاءات.

الجمعة مساءً، احتفل يونان بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسة كاترينا- مصر الجديدة- القاهرة، وأقام الصّلاة راحةً لنفس المثلّث الرّحمات راعي الأبرشيّة مار اقليميس يوسف حنّوش الرّاقد في التّاسع من نيسان/ إبريل من العام الماضي 2020، متذكّرًا خصاله هو الّذي “كان ينشر الفرح دائمًا حوله، رسولَ سلام وتعزية وسرور أينما حلّ، إن كان بكلامه الجميل، ونكاته وفكاهته، وإن كان بعظاته”.

أمّا السّبت فزار يونان بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق في كرسيه البطريركيّ، على رأس وفد كنسيّ، أكّد فيها على علاقة الأخوّة بين الكنيستين، وأثنى على ما تشهده مصر من تطوّر ورقيّ وازدهار بفضل قيادتها الحكيمة وتكاتف شعبها، متمنّيًا أن تحذو حذوها بلدان الشّرق الأوسط الأخرى.

هذا واستعرضا الأوضاع العامّة في المنطقة والحضور المسيحيّ فيها، وما يعانيه المسيحيّون في الشّرق من جرّاء الأزمات، وما تقوم به الكنيسة للوقوف إلى جانب أبنائها. وكانت كذلك إضاءة على موضوع سينودس الأساقفة المرتقب في ت1/ أكتوبر 2023.

وقبل المغادرة، قدّم يونان لإسحق صورة سيّدة النّجاة ونسخة من كتاب “أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء”، بمناسبة يوبيله الكهنوتيّ الذّهبيّ والأسفقيّ الفضّيّ. بدوره قدّم إسحق لزائره صورة للعائلة المقدّسة مطبوعة على ورق البردي المصريّ التّقليديّ. ورفعا في الختام الصّلاة من أجل السّلام والأمان في الشّرق ومن أجل الكنيستين، في كابيلا البطريركيّة.

وظهرًا لبّى يونان دعوة القنصل روجيه شقّال، القائم بأعمال سفارة منظّمة فرسان مالطا في مصر ورئيس الجمعيّة الخيريّة للأبرشيّة السّريانيّة الكاثوليكية في القاهرة، إلى حفل استقبال أقامه على شرفه، في مقرّه إقامته في القاهرة.

وفي الفترة المسائيّة، رعي البطريرك يونان  

غبطة أبينا البطريرك يرعى لقاء الشبيبة في أبرشية القاهرة، مصر لقاء الشّبيبة في أبرشيّة القاهرة، في باحة المطرانيّة في حيّ الظّاهر- القاهرة، أكّد خلاله في كلمته على وقوف الكنيسة دائمًا بجانبهم ومحبّتهم والإصغاء إليهم، ليكملوا مسيرتهم نحو الكمال.

وذكّر يونان بالمؤتمر الأوّل للشّباب لاسّريانيّ الكاثوليكيّ الّذي عُقد قبل ثلاث سنوات في لبنان، ولفت إلى أنّه كان “حقيقةً انطلاقةً للشّعور بأنّ الكنيسة تحتاج إلى الشّباب، ليس فقط لأنّهم الأمل للمستقبل، بل لأنّهم أيضًا ضروريّون لإنعاش الحياة المسيحيّة في الحاضر في الكنيسة. ومثال على ذلك أنّكم استطعتم اليوم، وخلال ساعات قليلة، أن تحضّروا لهذا اللّقاء بكلّ ما يلزمه من تقنيات وأعمال نجارة ورسومات، كي تذكّرونا، نحن الرّعاة الكنسيّين، أنّكم كشباب عنصر فاعل في قلب حاضر الكنيسة.”  

وتطرّق إلى موضوع سينودس الأساقفة الرّوماني “الّذي تهيّئ الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم لعقده عام 2023، وقد طلب قداسة البابا فرنسيس من اللّجنة الّتي تعدّ لهذا السّينودس أن ترسل إلى كلّ الأبرشيات في كلّ البلدان كي تشارك في الإعداد لهذا السّينودس، بالصّلاة، وبالإصغاء إلى بعضهم البعض، وبإعطاء الآراء والتّطلّعات والآمال عمّا يجب على الكنيسة أن تقوم به كي تتابع رسالتها في عالمنا اليوم حيث تكثر التّحدّيات، وبشكل خاصّ للشّباب، من مفهوم الحرّيّات، ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، وعلاقة الشّباب مع الأهل ومع المجتمع والحكومة والمسؤولين، وسواها.”  

وشدّد على أنّ “الكنيسة مدعوّة اليوم إلى المسيرة معًا نحو الملكوت السّماويّ، من دون أيّ خوف أو أيّ شعور بالخجل أنّنا نسير مع يسوع، ومن دون أيّ نوع من الكسل أو التّكاسل بحجّة أنّ هذا الأمر لا يعنينا، فجميعنا عائلة واحدة مدعوّة كي تسير معًا نحو يسوع ونحو الملكوت.”

وتخلّل اللّقاء مداخلات للمشاركين وأجاب البطريرك يونان على تساؤلاتهم، ليُختتم بمنحه بركته الأبويّة يلتقي بهم في جوّ من الفرح الرّوحيّ.

أمّا الأحد فرفع يونان الصّلاة قبل الظّهر، زار يونان أضرحة الإكليروس الرّاقدين في مدافن الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة في القاهرة، ورفع الصّلاة أمام ضريح المثلّث الرّحمات اقليميس يوسف حنّوش‏ راحةً لنفسه، وأقام رتبة جنّاز الأحبار الرّاقدين، سائلاً الله أن يرحم نفس المثلّث الرّحمات ويسكنه في ملكوته السّماويّ صحبة الأبرار والصّدّيقين والرّعاة الصّالحين.

وظهرًا التقى يونان الأسقف المعاون لشؤون الأبرشيّة البطريركيّة للأقباط الكاثوليك الأنبا باخوم، في دار سيّدة السّلام- القاهرة.

كما التقى العاملين في مدرسة القدّيس ميخائيل ومستوصف “ستّنا مريم” في أبرشيّة القاهرة، قبل أن يحتفل مساءً بقدّاس أحد زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات ويقيم جنّازًا للمثلّث الرّحمات مار اقليميس يوسف حنّوش في كاتدرائيّة سيّدة الورديّة- القاهرة، عاونه فيه لفيف من الأساقفة بحضور البطريرك إبراهيم إسحق، والسّفير البابويّ في مصر نيكولا تيفينان وإكليروس من مختلف الكنائس في مصر.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة تحت عنوان “نظر إلى تواضع أمته، فتحدّث عن زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات، منوّهًا إلى أنّنا “ننشد نشيد مريم الّتي ذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات الّتي استقبلتها بالفرح، لأنّها علمت بالرّوح القدس أنّ هذه الفتاة مريم اختارها الله تعالى كي تكون الأمّ للكلمة الإلهيّ المتأنّس، يسوع الإله المخلّص”، مشيرًا إلى أنّ “هذا النّشيد “تعظّم نفسي الرّبّ”، ننشده في مناسبات كثيرة، وبإمكاننا أن نعتبر أنّه يلخّص سرّ تدبيرنا الخلاصيّ، بأنّ الله نظر إلى تواضُع أمته، خادمته، وجعلها مكرَّمةً ومطوَّبةً على مدى الأجيال”.

ولفت إلى أنّنا “سمعنا من رسول الأمم مار بولس في رسالته إلى أهل روما، أنّ المؤمن يتبرّر بالإيمان وليس بالأعمال، وهذا يذكّرنا أنّ علاقتنا مع الله تعالى بواسطة ابنه الوحيد هي علاقة إيمانيّة، وليست شكليّة أو مرتبطة أيضًا بأفعال وقوانين دعاها بولس بالنّاموس أيّ بالشّرائع. وهذا مهمّ جدًّا لأنّنا لا نستطيع أن نتبرّر بالأعمال، بل إنّ الرّبّ هو الّذي يبرّرنا، وإيماننا بهذا التّبرير هو سبيل خلاصنا.”

ونوّه إلى أنّنا “نتذكّر اليوم أخانا مار اقليميس يوسف، المطران الّذي خدمكم ككاهن وكأسقف، والّذي كان سيحتفل في هذه السّنة باليوبيل الفضّيّ لرسامته الأسقفيّة. وجميعنا نفتقد ضحكته وابتسامته، ونكاته أيضًا، كي يذكّرنا أنّنا في طريقنا نحو الملكوت يجب أن نكون دائمًا الشّعب المليء بالفرح الدّاخليّ، الفرح الرّوحيّ، مهما عظمت وكثرت المصاعب والمصائب الّتي تحيط بنا.”

ووجّه غبطته الشكر إلى صاحب الغبطة الأنبا ابراهيم اسحق، والأساقفة والكهنة وجميع الحضور “لمشاركتكم إيّانا في هذه الصّلاة، مجدّدين فعل إيماننا بالرّبّ يسوع، ومستمرّين بعيش الرّجاء، فوق كلّ رجاء، خاصّةً نحن المسيحيّين في هذه البلاد، لاسيّما بعد ما قاسيناه في العراق وفي سوريا، واليوم في لبنان وللأسف الشّديد”، مؤكّدًا على أنّنا “نحتاج دائمًا إلى رجاء نبثّه ونعطيه لشبيبتنا، حتّى تبقى متجذّرةً في أرضها، أرض الآباء والأجداد الّذين عانوا الكثير على مدى العصور، ولكنّهم ظلّوا متشبّثين بأرضهم كما بإيمانهم، كي يعطوا شهادةً لإنجيل المحبّة والسّلام في هذا المكان”.

وختم موعظته سائلاً “الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء، سيّدة الورديّة، أن يتشفّع بنا جميعًا، ولاسيّما بعائلاتنا وأطفالنا وشبابنا، كي نستطيع أن نقول إنّنا شهود وتلاميذ الرّبّ يسوع، وأن يرحم المثلّث الرّحمات في ملكوته السّماويّ.”  

وبعد البركة الختاميّة، انتقل يونان إلى خارج الكاتدرائيّة حيث افتتح مغارة العذراء مريم، وسط جوّ من الفرح الرّوحيّ.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…