التخوين بين الأفراد… “لا تدينوا لئلا تدانوا”
التخوين بين الأفراد وأهمية الإيمان في تجاوز المحنة الوطنية
ميشال حايك – يسوعنا
في أوقات الأزمات، يتراجع الشعور بالوحدة والتماسك الاجتماعي ليحل مكانه التوتر والشك المتبادل، ويصبح التخوين لغة رائجة بين الناس. يحاول البعض إسقاط مشاعر الإحباط والخوف من المستقبل على من حولهم، ويُحملهم المسؤولية عن ما آلت إليه الأحوال. وفي ظل هذه الظروف، يتردد الاتهام بالخيانة ويتحول إلى وسيلة لإفراغ الاحتقان الداخلي. إلا أن هذه الظاهرة، رغم انتشارها، تؤدي إلى تدمير نسيج المجتمع وتعمق الفجوة بين الأفراد.
التخوين وتداعياته
التخوين ليس مجرد لفظ يُلقى على شخص آخر، بل هو بمثابة تصفية معنوية تعزل الفرد عن المجتمع وتقلل من قيمته، وتؤدي إلى زعزعة الثقة بين الناس. حين يتبادل الأفراد اتهامات التخوين، فإن ذلك يخلق جوًا من الشك المتبادل ويزيد من تفكك الروابط الاجتماعية، حيث تصبح العلاقة بين المواطنين مبنية على عدم الثقة، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار المجتمع.
أهمية الإيمان المسيحي في تعزيز التسامح والمحبة
في هذا السياق، يُعد الإيمان المسيحي قيمة جوهرية تستطيع أن تلعب دورًا محوريًا في تخفيف وطأة هذه الأجواء المتوترة. إذ يدعو الإيمان المسيحي إلى المحبة والتسامح، ويركز على مفهوم قبول الآخر والتعامل معه بإنسانية واحترام. فتعاليم المسيح حول “أحبوا بعضكم بعضًا” تشكل الأساس الذي يمكن من خلاله بناء مجتمع متماسك يتجاوز الشكوك والتهم.
يساعد الإيمان المسيحي أيضًا في تذكير الناس بأهمية الغفران وتجنب الإدانة. فكما جاء في الكتاب المقدس: “لا تدينوا لئلا تدانوا”، مما يحث المؤمنين على الابتعاد عن إطلاق الأحكام السلبية، والتأمل في أنفسهم قبل أن ينظروا إلى أخطاء الآخرين. هذه التعاليم تساهم في بناء ثقافة التسامح والرحمة، وتعزز من قيم التضامن بين أفراد المجتمع.
الطريق إلى بناء مجتمع أفضل
لتحقيق مجتمع يسوده المحبة والسلام، ينبغي على الأفراد إعادة النظر في مواقفهم تجاه الآخرين، والتخلص من ثقافة التخوين التي أصبحت شائعة في بعض المجتمعات. كما يجب التمسك بتعاليم الإيمان المسيحي والتمثل بالمحبة التي يدعو إليها، فهي الطريق لبناء مجتمع أفضل يقوم على التفاهم والتآزر بدلاً من الشك والانقسام.
اقرأ أيضاً :
باختصار، إن تراجع ثقافة التخوين واستعادة الثقة بين الأفراد لن يتم إلا من خلال العودة إلى قيم الإيمان التي تعلمنا أن الإنسان أخو الإنسان، وأن الخلاص الحقيقي يكمن في محبتنا لبعضنا البعض ونبذ التفرقة…
عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل
الرسالة إلى العبرانيّين 2 : 14 – 18 3 : 1 – 6 يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَب…