ديسمبر 18, 2019

التّجسّد الإلهيّ وميلاد السّلام والمصالحة، وتجسّد لأجل خلاصنا

التّجسّد الإلهيّ وميلاد السّلام والمصالحة، وتجسّد لأجل خلاصنا

في زمن المجيء، كتب الأب يوسف مونّس تأمّلاً جاء في سطوره:

“تجسّد لاجل خلاصنا، هذا هو الحدث الكبير الّذي نعيشه اليوم ابن الله، الأقنوم الثّاني من الثّالوث الأقدس الإله الواحد متجسّد.

وصار إنسانًا وصلب ومات وقبر وقام وافتدانا وخلّصنا وصالحنا مع الله الآب وألقى سلامه بين النّاس والبشر.

المسيح هو سلامنا 

السّلام في القلوب والنّفوس، في احترام متبادل بين الأفراد والأمم. فتكون الأسس الوطيدة على الإخلاص والعدل والمساواة والمحبّة والحرّيّة: “فالسّلام هو السّبيل الصّحيح والأوحد إلى رقيّ الإنسان” (البابا بولس السّادس)، المسيح هو سلامنا (أفسس 2/14) وإنجيله “إنجيل السّلام” (أفسس 6/15)، ونحن مدعوّون لنكون “فاعلي سلام” (متّى 5/9) فنحقّق الفكر الثّيولوجيّ بالواقع الأنتربولوجيّ.

الحبّ جعل الله يلاقي الإنسان

سلك يسوع طريق التّجسّد الحقيقيّ فجعل البشر شركاء في طبيعته الإلهيّة، وصالحنا مع الله الآب، وجعلنا رسل المصالحة والسّلام والأخوّة بين الشّعوب محبّة الله للإنسان الّذي بسبب خطيئته طرد من الفردوس. جعل الحبّ يدفع الله للمجيء لملاقاة الإنسان، تجسّد الابن الإله، هو تحقيق المصالحة والفداء.

نحن ما هي هدايانا؟ 

الميلاد هو نبع فرح كونيّ فالملائكة ترتّل في السّماء، والنّجم يضيء ليل المجوس، والملاك يظهر على الرّعاة، والرّعاة أتوا إلى المغارة ليروا الطّفل الإله مخلّص العالم وحوله مريم ويوسف وهدايا من ذهب ومرجان وحملان وحبّ وفرح وإيمان وسلام وأمان. ونحن ما هي هدايانا: توبة ومصالحة وعطاء وسلام ومحبّة.

الإيمان بهذا السّرّ العظيم

قال مكسيموس المعترف (+662) “إنّ تجسد الله سرّ عظيم ويبقى سرًّا… كيف أمكن الله وهو بكامل طبيعة الله، أن يصير إنسانًا بحسب طبيعة البشريّة بغير أن يتنكّر لهذه أو تلك من الطّبيعتين الإلهيّة الّتي فيها هو الله ولا البشريّة الّتي فيها هو إنسان؟، “فالإيمان وحده يمكنه أن يسبر غور هذا السّرّ” (زمن الميلاد الكسليك 1977 ص 605).

فلنسرع إلى ملاقاة المسيح 

فلنسرع إلى ملاقاة المسيح حاملين شموعنا الّذي هو النّور الأزليّ والبهاء الّذي يزيل ظلمات الشّرّ. النّور جاء إلى العالم والنّور يضيء في الظّلمة. فلا يبقى أحد منّا بعيدًا عن هذا البهاء الّذي هو نور ينجلي للأمم. ونحن رأينا النّور وآمنّا به وأتينا إلى مائدة حبّه وجماله هو الّذي عقد بين الألوهة وكثافة الجسد ما هو السّرّ العظيم!

المحبّة تتجسّد في أفعال

المحبّة تتجسّد في أفعال الرّحمة لنستقبل الميلاد ونعيش فيه ولا نكتفي بالثّياب الجديدة والمآكل الفاخرة والزّينة المنوّرة. إنّها مظاهر فرح وطقوسيّة البهجة الملازمة لاحتفاليّة العيد، لكن العيد الحقيقيّ هو عيش العطاء والكرم والذّهاب إلى لقاء الآخرين ومشاركتهم أوضاعهم المادّيّة الصّعبة. وجوعهم إلى المحبّة كجوعهم إلى الخبز وعطشهم إلى الاحترام والكرامة كعطشهم إلى الماء؛ فإذا لم تكن فينا المحبّة فلسنا في الميلاد. إذا لم يكن فينا العطاء فلسنا في الميلاد”.

‫شاهد أيضًا‬

بيان صادر من إدارة مزار سيدة لبنان

صدر عن إدارة مزار سيدة لبنان حريصا البيان التوضيحي التالي:بعد انتشار بعض الفيديوهات عبر وس…