سبتمبر 3, 2024

الثلاثاء السادس عشر من زمن العنصرة

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس يعقوب ٤ : ١ – ١٠

يا إِخوَتِي : مِنْ أَيْنَ الحُرُوب، ومِنْ أَيْنَ المُشَاجَراتُ بَيْنَكُم؟ أَلَيْسَ مِن لَذَّاتِكُم الْمُحَارِبَةِ في أَعضَائِكُم؟
تَشْتَهُونَ ولا تَمتَلِكُون. تَقْتُلُونَ وتَحْسُدُونَ ولا يُمْكِنُكُمُ الحُصُولُ على ما تُرِيدُون. تُشاجِرونَ وتُحَارِبُون. ولا تَنَالُونَ لأَنَّكُم لا تَسْأَلُون.
تَسْأَلونَ ولا تَنَالُونَ، لأَنَّكُم تُسِيئُونَ السُّؤال، لِكَي تُنْفِقُوا على لَذَّاتِكُم.
أَيُّهَا الزُّناة، أَلا تَعلَمُونَ أَنَّ صَدَاقَةَ العَالَمِ هِيَ عَداوَةٌ لله؟ فَمَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا لِلعَالَم، جَعَلَ نَفسَهُ عَدُوًّا لله.
أَمْ إِنَّكُم تَظُنُّونَ أَنَّ الكِتَابَ يَقُولُ عَبَثًا: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ حَتَّى الغِيرَةِ الرُّوحَ السَّاكِنَ فينَا».
بَلْ إِنَّهُ يَهَبُ نِعمَةً أَعظَم، ولِذلِكَ يَقُولُ الكِتَاب: «إِنَّ الله يُقاوِمُ المُتَكَبِّرين، ويَهَبُ النِّعْمَةَ للمُتَوَاضِعِين».
إِذًا فَٱخْضَعُوا لله، وقاوِمُوا إِبلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُم.
إِقْتَرِبُوا مِنَ اللهِ فَيَقْتَرِبَ مِنْكُم. طَهِّرُوا أَيْدِيَكُم، أَيُّها الخَطَأَة، ونَقُّوا قُلُوبَكُم يا ذَوِي النَّفْسَين.
إِحْزَنُوا على بُؤْسِكُم ونُوحُوا وٱبْكُوا، وَلْيَنْقَلِبْ ضِحْكُكُم نَوْحًا، وفَرَحُكُم حُزْنًا.
تَواضَعُوا أَمَامَ الرَّبِّ فيَرفَعَكُم.


إنجيل القدّيس لوقا ١٨ : ١٨ – ٢٣

سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!».
قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي».
ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ

عظة بعنوان: «فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟»

«واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ الفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني»

ثمّة نوع من الثراء يزرع الموت أينما حلّ: تحرّروا منه وستنالون الخلاص. طهّروا نفوسكم واجعلوها فقيرةً لكي تسمعوا نداء المخلّص الذي يكرّر على مسامعكم: “تعالَ فاتْبَعْنِي”.

فهو الطريق الذي يسلكه كلّ مَن لديه قلب طاهر، ونعمة الله لا تنسكب في النفوس التي تكبّلها الممتلكات الماديّة وتمزّقها. وكلّ مَن يعتبر أنّ ثروته وماله ومنزله وممتلكاته هي عطيّة من الله، يعبّر عن امتنانه للآب السماويّ من خلال مساعدة الفقراء.

وهو يعلم بأنّه يمتلك تلك الأشياء كلّها ليخدم بها إخوته أكثر من نفسه، ويبقى سيّدًا على ثروته بدلَ أن يكون عبدًا لها. وهو لا يتمسّك بممتلكاته ولا يجعل حياته مكبّلةً بها، بل يواصل عمله الإلهي بلا كلل. وإذا خسر يومًا ما ثروته، يقبل خسارته بقلب حرّ. هذا هو الذي يدعوه الله طوباويًّا “وفقيرًا في الرُّوح”، والذي يرث حتمًا ملكوت السماوات (راجع مت 5: 3)…

وفي المقابل، ثمّة مَن يملأ قلبه بثرواته بدلَ أن يمتلئ من الرُّوح القدس. هذا هو الذي يتمسّك بأمواله وأراضيه ويكدّس الثروات بلا حدود، وكلّ ما يهمّه هو أن يجمع المزيد والمزيد منها. هو لا يرفع عينيه أبدًا إلى السماء ويقع فريسةً لِفِخَاخ هذا العالم لأنّه تراب وإلى التراب يعود (راجع تك3: 19).

كيف لهذا المرء أن يشعر بشوق إلى ملكوت الله، وبدل من أن يحمل في داخله قلبًا فهو يحمل في داخله حقلاً أو منجمًا؟ فالموت سيباغته لا محالة بسبب رغباته المنحرفة، “فحَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ” (مت 6: 21).

‫شاهد أيضًا‬

ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان

ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…