أكتوبر 3, 2023

الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب

الإنجيل اليومي

رؤيا القدّيس يوحنّا ١٠ : ١ – ١١

يا إِخوَتِي، رَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ ٱلسَّماء، مُوَشَّحًا بِغَمَامَة، وعَلى رَأْسِهِ قَوْسُ القُزَح، ووَجْهُهُ كَٱلشَّمْس، ورِجْلاهُ كَعَمُودَينِ مِنْ نَار،
وفي يَدِهِ كُتَيِّبٌ صَغِيرٌ مَفْتُوح. فوَضَعَ رِجْلَهُ ٱليُمْنَى عَلى ٱلبَحْر، وٱليُسْرَى عَلى ٱلبَرّ.
وهَتَفَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كأَسَدٍ يَزْأَر. وعِنْدَما هَتَفَ، تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِها.
وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، هَمَمْتُ بِأَنْ أَكْتُب، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّماءِ يَقُول: «إِخْتِمْ على ما تَكَلَّمَتْ بِهِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، ولا تَكْتُبْهُ!».
وٱلمَلاكُ ٱلَّذي رَأَيْتُهُ واقِفًا على ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ، رَفَعَ يَدَهُ ٱليُمْنَى إِلى ٱلسَّمَاء،
وحَلَفَ بِٱلحَيِّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين، ٱلَّذي خَلَقَ ٱلسَّماءَ ومَا فِيهَا، وٱلأَرْضَ وَما فِيهَا، وٱلبَحْرَ ومَا فِيه، أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ زَمانٌ بَعْد.
وَلكِنْ في ٱلأَيَّام ٱلَّتي سَيُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ ٱلمَلاكِ ٱلسَّابِع، عِنْدَمَا يَنْفُخُ في بُوقِهِ، يَكُونُ قَد تَمَّ سِرُّ ٱلله، كمَا بَشَّرَ بِهِ عَبِيدَهُ ٱلأَنْبِيَاء.
ثُمَّ إِنَّ ٱلصَّوتَ ٱلَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ خَاطَبَنِي ثانِيَةً وقَال: «إِذْهَبْ، خُذِ ٱلكِتَابَ ٱلمَفْتُوحَ في يَدِ ٱلمَلاكِ ٱلوَاقِفِ عَلى ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ».
فَذَهَبْتُ إِلى ٱلمَلاكِ أَقُولُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي ٱلكُتَيِّبَ ٱلصَّغِير، فَقَالَ لي: «خُذْهُ وَٱبْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَٱلعَسَل».
فَأَخَذْتُ الكُتَيِّبَ الصَّغِيرَ مِنْ يَدِ المَلاكِ وَٱبْتَلَعْتُهُ، فَكانَ في فَمِي حُلوًا كَٱلعَسَل، ولَمَّا ٱبْتَلَعْتُهُ مَلأَ جَوْفي مَرَارَة.
وَقِيلَ لي: «يَجِبُ أَن تَتَنَبَّأَ ثَانِيَةً عَلى شُعُوبٍ وأُمَمٍ وأَلْسِنَةٍ ومُلُوكٍ كَثِيرِين».


إنجيل القدّيس لوقا ٦ : ٢٠ – ٢٦

رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله.
طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون.
طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان.
إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء.
ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم.
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون.
أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

لاون الثالث عشر، بابا روما من 1878 حتّى 1903

الرّسالة العامّة: الأشياء الجديدة، Rerum novarum، العدد 20

«طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله»

يتعلّم المعوزين من الكنيسة، بحسب حكم الله ذاته، أنّ الفقر ليس هوانًا وأنّه لا يجب الخجل من الواجب بأن يُكسب الخبز بالعمل. هذا ما أكّده يسوع المسيح ربّنا بمثله، إذ “افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ” (2 كور 8: 9) من أجل خلاص البشر.

بكونه ابن الله والله نفسه، أراد أن يكون بعيون العالم ابن النجّار؛ أخذ به الأمر إلى حدّ أنّه أمضى قسمًا كبيرًا من حياته يعمل ليكسب عيشه: “أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم” (مر 6: 3).

كلُّ مَن يضع نُصبَ نظره النموذج الإلهيّ، يفهم بسهولة ماذا سنقول: إنّ كرامة الإنسان الحقيقيّة وامتيازه موجودة في هذه الآداب، أي في فضيلته؛ الفضيلة هي ميراث الفانون المشترك، وهي في متناول الجميع، صغارًا وكبارًا، فقراء وأغنياء؛ وحدهم الفضيلة والاستحقاقات، أينما وجدوا، ينالوا مكافأة الطوبى الأبديّة.

وبالأكثر فإنّ قلب الله يظهر وكأنّه منحنيًا أكثر على المعوزين.

لقد سمّى الرّب يسوع المسيح الفقراء طوباويّين؛ إنّه يدعو المتألّمين طالبًا منهم أن يأتوا إليه ليعزّيهم (راجع مت 11: 28)؛ إنّه يقبّل بمحبّة أكثر حنانًا الصغار والمضطهَدين.

من المؤكّد أنّ هذه العقائد أُعدّت جيِّدًا لكي تجعل النّفس المتعالية بالغنى متواضعة ومتعاطفة أكثر، كي ترفع شجاعة أولئك الّذين يتألّمون وتلهمهم الثقة. إنّها تقلّل المسافة الّتي تضعها الكبرياء بطيبة؛ فننال وبدون صعوبة امتداد يد العون من كلّ جهة وتتوحّد الإرادات في مودّة واحدة.

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …