‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

الخميس الخامس من زمن القيامة

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 2 : 1 – 11

يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ لَكُم تَشْجِيعٌ في الْمَسِيح، أَو تَعزِيَةٌ في الْمَحبَّة، أَو شَرِكَةٌ في الرُّوح، أَو حَنَانٌ أَو رَحْمَة،
فأَتِمُّوا فَرَحِي بِأَنْ تَكُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد.
لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ.
لِيَكُنْ فيكُم منَ الأَفْكارِ مَا هُوَ في المَسِيحِ يَسُوع.
فَهُوَ، معَ كَونِهِ في صُورَةِ الله، لَمْ يَحْسَبْ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَة،
بَلْ أَخْلَى ذَاتَهُ، مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبْد، صَائِرًا في شِبْهِ البَشَر. ولَمَّا ظَهَرَ في هَيْئَةِ إِنْسَان،
واضَعَ ذَاتَهُ، وصَارَ مُطِيعًا حَتَّى المَوْت، ٱلمَوْتِ على الصَّلِيب.
فَلِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ جِدًّا، ووَهَبَهُ ٱلٱسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ،
لِكَي تَجْثُوَ بٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض،
ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ الرَّبُّ لِمَجْدِ اللهِ الآب.

إنجيل القدّيس متّى 16 : 11 – 20

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


المجمع الفاتيكانيّ الثاني

“نور الأمم”(lumen gentium) : دستور عقائدي في الكنيسة، العدد 22

«أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»

كما يؤلّف القدّيس بطرس وسائر الرسل، بأمر من الربّ، جماعة رسوليّة واحدة، كذلك يرتبط الحبر الروماني، خليفة بطرس، مع الأساقفة خلفاء الرسل. ويدلّ على صفة الدرجة الأسقفيّة وطبيعتها الجماعيّة، النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان الأساقفة القائمون في العالم أجمع، يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبّة والسلام، والمجامع الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرّر معًا المشاكل الهامّة، وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين. وقد عُقِدَت المجامع المسكونيّة على مرّ العصور لتظهر ذلك بجلاء وتثبتة. وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوةِ عدّة أساقفة ليُسهموا في ترقيةِ مُنتَخَبٍ جديدٍ إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتيّة الذي، بقوّةِ الرسامةِ الأسقفيّةِ والشركة التراتبيّة مع رأس الحلقة وأعضائه، يُصبح عضوًا في الجسم الأسقفي.

غير أنّه لا سلطة للجماعة أو للجسم الأسقفي إلاّ باتّحادها بالحبر الروماني، خليفة بطرس، كرأسٍ لها ودونما أي انتقاص من سلطان مَن هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء. فللحبر الروماني على الكنيسة، بقوّة مهمّته كنائب للرّب يسوع المسيح وراعٍ للكنيسة جمعاء، سلطان كامل، ومطلق وشامل، يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء. والسلك الأسقفي، الذي يخلف الجماعة الرسوليّة في التعليم والتدبير الراعوي، أو بالأحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي، يؤلّف، هو أيضًا بالاتّحاد مع الحبر الروماني، رأسه، وغير منفصل عن هذا الرأس، موضوع السلطة العليا والكاملة على الكنيسة جمعاء، ولا سلطة يمكن أن تُمارس إلاّ برضى الحبر الروماني. فالربُّ جعلَ من سمعان وحده صخرةً لكنيسته، وإليه وحده سلَّم المفاتيح (راجع مت 16: 18-19). ووضعه راعيًا لكلِّ قطيعه (راجع يو 21: 15 وما يتبع). ولكن سلطان الحلّ والربط الذي أُعطيَ لبطرس (راجع مت 16: 19) أُعطيَ أيضًا لجماعة الرسل متّحدين برأسهم (راجع مت 18: 18 + 28: 16-20). وتدلّ هذه الجماعة بتركيبها المتعدّد على وحدة القطيع في الرّب يسوع المسيح. في هذه الجماعة، يمارس الأساقفة الذين يحافظون بأمانةٍ على أولويّة رأسهم وسلطانه، سلطتهم الشخصيّة لا لخير مؤمنيهم وحسب، بل لخيرِ الكنيسة جمعاء.

‫شاهد أيضًا‬

الخميس السابع من زمن القيامة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 5 : 1 – 7 يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ ك…