مارس 11, 2021

“الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون…”

الإنجيل اليومي

الخميس ١١ أذار ٢٠٢١
الخميس الرابع من الصوم الكبير

“الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون…”

إنجيل القديس متى ١٥ / ٢٥ – ٣٥

أَتَى يَسُوعُ إِلى نَاحِيَةِ بَحْرِ الجَليل، وصَعِدَ إِلى الجَبَلِ فَجَلَسَ هُنَاك.
ودَنَا مِنْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، ومَعَهُم عُرْجٌ، وعُمْيَان، ومُقْعَدُون، وخُرْسٌ، ومَرْضَى كَثِيْرُون. وطَرَحُوهُم عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ فَشَفَاهُم،
حَتَّى تَعَجَّبَ الجَمْعُ لَمَّا رَأَوا الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون. فَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيل.
ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ وقَال: «أَتَحَنَّنُ على هذَا الجَمْع، لأَنَّهُم يُلازِمُونَنِي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، ولَيْسَ لَهُم مَا يَأْكُلُون. ولا أُرِيْدُ أَنْ أَصْرِفَهُم صَائِمِينَ لِئَلاَّ تَخُورَ قُوَاهُم في الطَّريق».
فقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا في البَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا المِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ هذَا الجَمْعَ الغَفِيْر؟».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «كَمْ رَغِيْفًا لَدَيْكُم؟». فَقَالُوا: «سَبْعَةُ أَرْغِفَة، وبَعْضُ سَمَكَاتٍ صِغَار».
وأَمَرَ يَسُوعُ الجَمْعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلى الأَرْض.
وأَخَذَ الأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ والسَّمَكَات، وشَكرَ وكَسَرَ وبَدَأَ يُنَاوِلُ التَّلامِيْذ، والتَّلامِيْذُ يُنَاوِلُونَ الجُمُوع.
فَأَكَلُوا جَمِيْعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مِنْ فَضَلاتِ الكِسَرِ سَبْعَةَ سِلالٍ مَمْلُوءَة.
وكَانَ الآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلافِ رَجُل، ما عَدَا النِّسَاءَ والأَطْفَال.
وبَعْدَ أَنْ صَرَفَ الجُمُوعَ ركِبَ السَّفِيْنَة، وجَاءَ إِلى نَوَاحِي مَجْدَلْ.

التأمل:”الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون…”

جمهور يسوع مميّز لا يشبه جماهير النوادي ولا الزعماء، فيه الكثير من العرج الذين مشوا مشياً سوياً والعميان الذين أبصروا  والخرس الذين تكلموا وكلهم مجدوا الله. هذا الجمهور المميز أتى إلى يسوع من أجل مصلحته لأنه لا يبخل على أحد، يُعطي دون حساب ودون أي انتظار، ولا يطلب شيئاً لذاته..

تحنّن يسوع على الجمهور لأنهم صائمين وليس عندهم ما يأكلون، لكنّه لم يتحنّن على نفسه عندما صام ٤٠ يوماً في بستان الزيتون ورفض أن يُحوّل الحجر الى خبز حسب طلب الشيطان. هو الراعي الصالح والاب الحنون لا يشبع قبل أبنائه ولا يرتاح وهم متعبين ولا يستكين وخرافه في خطر.

ظنّ التلاميذ أن إشباع أربعة آلاف رجل دون النساء والأطفال أمراً مستحيلاً وهو كذلك في الحسابات البشرية، إمكانياتهم ضعيفة وما لديهم لا يكفي إشباعهم، فكيف لأرغفة سبعة وبعض السمكات الصغار إشباع الألوف؟!

لكن مع يسوع يتغير كل شيء، يغيب المنطق وتنقلب المقاييس
وتنهار الحسابات البشرية. حصلت المعجزة بعد أن قدّم التلاميذ القليل من الخبز والسمك وهو كلّ ما يملكون، فلو لم تحصل المعجزة لأكلهم الجوع وأنهك قواهم.

واليوم يُشفق يسوع على الجموع الجائعة في بلدنا، ويطلب المزيد من الرعايا والأديرة والأوقاف والمؤسسات الكنسية أن تعطي كل ما لديها لتحصل المعجزة. يخاطب يسوع تلاميذه اليوم أن يفتحوا الصناديق ويُفرغوا الحسابات المصرفية في الداخل والخارج ويُسكتوا الاداريين والمدققين وأصحاب النظريات والرؤيا والتنظير وما وراءهم من نوايا حسنة أو خبيثة وتقديم كل ما لديهم ليسوع وهو يتكفّل بالمعجزة.
يسوع في حركة دائمة لا يهدأ ولا يستكين حتى يُشبع إحتياجات شعبه، ويرفعهم وسط ضيقات العالم. وأن النظر ليسوع وسط ضيقات العالم هو الطريق للإنتصار على ضيقات العالم.

يا رب تحنن على شعبك الجائع، الرازح تحت شدّة الازمات والضيقات والمشقات والأمراض، فالبحر هائج والعاصفة تشتد والمجاعة على الابواب، ننظر إليك وليس إلى أحد سواك ونطلب منك نعمة الشبع لكل الناس والنصرة لكل المتألمين والمتعبين والمقهورين والمنقطعين . ونحن نعلم أن الانتصار حليف من يسكن فيك وأنت فيه. آمين

صوم مبارك

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء الرابع من زمن القيامة

ترنيمة في مساء الورد يا مريم رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 2 : 13 ̵…