أغسطس 11, 2021

الرّاعي تلقّى اتّصالاً من عون: التّعرّض للمقام البطريركيّ وشخص البطريرك مدان ومرفوض

تلقّى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الثّلاثاء، اتّصالاً هاتفيًّا من رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون، تمّ خلاله التّداول بالأوضاع الرّاهنة والمستجدّات الأخيرة، كما تمّ التّطرّق إلى ما تعرّض له المقام البطريركيّ وشخص البطريرك من “حملات مدانة ومرفوضة من أيّ جهة أتت وتحت أيّ ذريعة أو حجّة”. كما شدّد الرّئيس عون على أنّ “حرّيّة الرّأي والتّعبير مصانة بموجب الدّستور، وأيّ رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السّياسيّ ولا يجنح إلى التّجريح والإساءة حفاظًا على الوحدة الوطنيّة ضمانة الاستقرار العامّ في البلاد“.

وبعد ظهر الثّلاثاء، أوفد الرّئيس مستشاره السّياسيّ أنطوان قسطنطين إلى الدّيمان ناقلاً إلى البطريرك الرّاعي رفضه وشجبه واستنكاره التّعرّض إلى مقامه. وقال بعد اللّقاء: “نقلت إلى غبطة أبينا البطريرك تحيّات فخامة رئيس الجمهوريّة والموقف الواضح والصّريح الرّافض والمدين لأيّ إساءة لمقام غبطة البطريرك كما لأيّ مقام آخر بسبب رأي أو اختلاف في الرّأي، وإنّ أيّ إساءة على نحو ما جرى هي مرفوضة وليست من عادات لبنان واللّبنانيّين في النّظام الدّيمقراطيّ الّذي نتبعه. كما كانت مناسبة أطلعت فيها سيّدنا البطريرك على مجمل التّطوّرات من وجهة نظر رئاسة الجمهوريّة وكان هناك بحث في المسار المتّبع لعمليّة تشكيل الحكومة، وفخامة الرّئيس يأمل بالطّبع أن تتشكّل بأسرع وقت الحكومة القادرة على النّهوض بأعباء المرحلة وهي كثيرة وأبرزها المشاكل والأزمات المعيشيّة والماليّة والطّبّيّة ورئيس الجمهوريّة هو من أكثر من يتحسّس يوميًّا متاعب اللّبنانيّين ويبذل كلّ جهد حتّى نخرج من النّفق الّذي أدخلتنا فيه التّطوّرات الكثيرة.”

وكان البطريرك الرّاعي قد استقبل قبل الظّهر المجلس الجديد لراهبات القربان الأقدس المرسلات بحضور راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون والمرشد الرّوحي الأب مالك بو طانوس، وقدّمت الرّئيسة العامّة الجديدة الأمّ ماغي أضباشي للبطريرك برنامج المجلس الجديد والأنشطة الّتي سيقوم بها في لبنان والبرازيل. ثمّ ألقت كلمة استهلّتها بالقول: “أيّها الآب، اجعلهم كلّهم واحدًا ليكونوا واحدًا فينا، مثلما أنت فيَّ وأنا فيك، فيؤمن العالم أنّك أرسلتني.” وأضافت: “أتينا إلى غبطتكم حاملات في قلوبنا وأفكارنا كلّ دعم وتقدير كبنات إلى أبيهنّ، وكلّنا ثقة أنّك لنا ولكلّ أبناء وبنات الكنيسة المارونيّة في لبنان وفي العالم شاهدًا للحقيقة والمحبّة والسّلام “.

وشكرت للبطريرك دعمه واحتضانه ومساندته لكلّ الأعمال التّربويّة الّتي يقمن بها في لبنان والبرازيل مؤكّدة تكملة المسيرة الّتي ابتدأها المونسنيور إميل جعارة المؤسّس. وإختتمت: “أدامكم الله أبًا وراعيًا لجمعيّتنا وللكنيسة في هذه الأوقات الصّعبة الّتي يمرّ فيها العالم ولبنان ونعدكم بالصّلاة الدّائمة لغبطتكم كما نطلب صلاتكم وبركتكم لنا.”

وردّ الرّاعي بكلمة هنّأ فيها المجلس الجديد والأمّ الرّئيسة مثنيًا على الّذي سيقمن بتحقيقه ودعاهم إلى المثابرة ومواصلة العمل على الأسس والمبادئ الّتي أرساها المونسنيور المؤسّس إميل جعارة والمجالس المتعاقبة شاكرًا الرّئيسة العامّة على كلمتها ومؤكّدًا ضرورة تشجيع الشّباب على التّمسّك بالقيم وبلبنان الرّسالة ودعوتهم إلى عدم الهجرة وإلى شبك السّواعد من أجل إنهاض لبنان ممّا يتخبّط فيه، كما فعل العديد من المواطنين الّذين تعرّضت بلادهم إلى نكبات وأزمات. ومنح البطريرك البركة للمجلس الجديد وللرّاهبات متمنّيًا لهنّ التّوفيق في كلّ الأعمال الّتي سيقمن بها.”

بعدها استقبل رئيسة اللّجنة الأميركيّة للحرّيّات الدّينيّة نادين ماينزا والبروفيسور ألكسي مكرزل.

وظهرًا استقبل البطريرك الرّاعي رئيس المجلس التّنفيذيّ لـ”مشروع وطن الإنسان” النّائب المستقيل نعمة افرام الّذي أعرب عن استنكاره للتّطاول على البطريرك الرّاعي. وقال بعد اللّقاء: “قمنا بزيارة طارئة لغبطة البطريرك في الدّيمان وتباحثنا في مجمل الأمور خصوصًا الّتي شهدناها في اليومين الأخيرين، وأكّدت له أهمّيّة الرّسالة الّتي أطلقها في عظة الأحد لأنّها مبنيّة على الحقّ والواقع والتّاريخ خصوصًا وأنّنا شعب لا يحبّ الحرب بل يحبّ السّلم، ونحن منفتحون ونتوق إلى التّواصل مع العالم والإثبات على ذلك اغترابنا والانتشار اللّبنانيّ وأهمّيّته في العالم.

وتحدّثنا أيضًا عن أهمّيّة قرار السّلم والحرب وحصره في يد الدّولة اللّبنانيّة وهذا أمر أساسيّ في بناء الأوطان، وعندما يفقد الوطن هذه القدرة لا يمكن تسميته بدولة. ومن هنا أهمّيّة عظة غبطته التّاريخيّة خاصّة وأنّها في الأسبوع الّذي شهد ذكرى كارثة 4 آب ونحن نعتبر أنّ أرواح شهداء الانفجار هم ذبيحة عن كلّ لبنان وبموتهم يجب أن تفتح كلّ الملفّات الّتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه والانفجار ليس عابرًا إنّما هو مشروع يزيد عمره عن 30 أو 40 سنة من تدمير الدّولة اللّبنانيّة وإدارتها وآليّة أخذ القرار فيها. وارتكاب الخطيئة الّتي تسمح باتّخاذ قرار الحرب والسّلم بعيدًا عن الدّولة المركزيّة ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهوريّة والجيش اللّبنانيّ هي نفسها الخطيئة الّتي أدّت إلى انفجار 4 آب “.

وأضاف افرام: “نحن نعتبر أنّ ردّة الفعل على كلام غبطته غير مقبولة لأنّها تدلّ على الخلل في مفهوم الحقّ والباطل وهنا المشكلة خصوصًا وأنّ الحق يكون في أن تأخذ الدّولة اللّبنانيّة وحدها قرار الحرب والسّلم والحقّ هو بأن يعيش اللّبنانيّ بسلام كي يتمكّن من تطوير حياته وكلّ شيء آخر باطل لأنّ لبنان بني من أجل الإنسان وسعادته وحرّيّته وانفتاحه وتحقيق ذاته “.

وإختتم: “نحن نعتبر أنّ ردّة الفعل أظهرت المستوى المتدنّي الّذي لا يليق الردّ عليه بنفس المستوى ولا يكون الرّدّ إلّا بنشر الحقّ والحقيقة الّتي تشكّل الضّوء السّاطع الأقوى من عتمة الصّور والأفكار والكلمات النّابية الّتي لا تليق بهذا الصّرح وبمخاطبته. وأتمنّى أن نقف جميعًا إلى جانب البطريرك في مسيرته الّتي بدأت منذ آلاف السّنين من هذا الوادي المقدّس وستستمرّ، ونحن في هذا الشّرق مستمرّون ولن نخاف أيّ ترهيب أو ترغيب ولن نترك هذا الوطن”.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…