سبتمبر 22, 2021

الرّاعي مختتمًا أنشطة حديقة البطاركة: لا نريد التّبعيّة لأحد بل نريدها فقط لهذا الوطن

إختتم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي أنشطة حديقة البطاركة لصيف 2021، ونظّمت رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة الرّاهبات الأنطونيّات في الحديقة حفلاً خاصًّا بالمناسبة حضره المطران شكرالله الحاج، الرّئيسة العامّة للرّاهبات الأنطونيّات الأمّ نزهة خوري، والكهنة حبيب صعب، هادي ضو، خليل عرب، طوني الآغا وجورج يرق، مدير عامّ وزارة الأشغال المهندس مطانيوس بولس، رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول كنعان، قنصل لبنان في مقاطعة نوفاسكوشيا الكنديّة المهندس د. وديع فارس، الياس أنطونيوس، رئيس منطقة الشّمال لنادي اللّيونز، الفنّان جورج خبّاز، رئيس كاريتاس الجبّة د. إيليا إيليا، المختار زياد طوق ممثّلاً الشّيخ وليم جبران طوق، المختار إميل رحمه ممثّلاً الشّيخ روي عيسى الخوري، إلى فريق الصّليب الأحمر اللّبنانيّ فرع بشرّي وأعضاء أصدقاء الوادي المقدّس من الحركة الثّقافيّة أنطلياس د. عصام خليفة، د. أنطوان الدّويهي، وأعضاء رابطة قنّوبين وحشد من المهتمّين وداعمي مشروع المسح الثّقافيّ الشّامل لتراث الوادي المقدّس.

بداية الاحتفال كانت صلاة تبريك واحات زنابق حقل الدّكتور تريز الدّويهي حاتم، والياس زينون وطوني صالح تلاها البطريرك الرّاعي أمام الواحات الطّبيعيّة. ثمّ إلى بيت الذّاكرة والأعلام حيث ألقى الدّ. إيليا إيليا كلمة رابطة قنّوبين وجاء فيها:  

“تحيي رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث بالتّعاون مع جماعة الرّاهبات الأنطونيّات في حديقة البطاركة اللّقاء السّنويّ، الّذي يتوّج سلسلة من اللّقاءات والنّشاطات، الّتي تقام هنا طوال السّنة. ويسعدنا أن نحيّي حضوركم وبركتكم ورعايتكم الأبويّة الدّائمة يا صاحب الغبطة لهذه المسيرة الثّقافيّة الرّوحيّة الواسعة الأبعاد، والمتّسعة دومًا باتّساع الإرث الثّقافيّ والرّوحيّ الّذي يحتضنه الوادي المقدّس. إنّ عنايتكم يا صاحب الغبطة هي المحرّك الأكبر لدفع هذه المسيرة قدمًا، فمنكم نستمدّ العزم والإرادة والصّلابة والرّسوخ في الإيمان بهذه المسيرة. ونستلهم توجيهاتكم وأمانتكم لهذا التّراث العظيم، الّذي يشكّل مداميك الأساس في العمارة الرّوحيّة والوطنيّة الّتي أعلاها البطاركة الموارنة تباعًا، وأنتم تعلونها أكثر وتثبتون شموخها وسموّها”.

ثمّ كانت شهادات حياة تلاها حنّا زينون ودانيا حاتم سعادة وجنى فارس حول تجربة إقامة واحات زنابق الحقل لوجوه وأعلام غابوا إلى بيت الآب. ثمّ ألقى الياس أنطونيوس، رئيس منطقة الشّمال لنادي اللّيونز قصيدة تحيّة للبطريرك الرّاعي. فكلمة الأخت لينا الخوند، رئيسة جماعة الرّاهبات الأنطونيّات في حديقة البطاركة عرضت فيها أبرز نشاطات هذا الصّيف الّتي أقيمت في الحديقة، وتوزّعت بين مخيّمات للأطفال ولشبيبة كاريتاس وللشّبيبة الأنطونيّة، وخلوات المجلس الرّسوليّ العلمانيّ في لبنان والمجلس الكهنوتيّ في منطقة الجبّة، والأيّام الرّوحيّة والثّقافيّة لوفود مكرّسة ورعايا من مختلف المناطق، والخدمات الطّبّيّة لأبناء المنطقة. وأشارت إلى خطّة العمل المستقبليّة الهادفة إلى تعزيز الحياة الرّوحيّة في الحديقة واستضافة الزّوّار والسّيّاح من روّاد الحجّ الدّينيّ بعد ما تحوّلت حديقة البطاركة المدخل المؤهّل إلى عمق الوادي المقدّس. بعد ذلك كانت إطلالة للفنّان جورج خبّاز من وحي مناخات قنّوبين الرّوحيّة وأمانة البطريرك الرّاعي لتراث قنّوبين.

ثمّ عرض الزّميل جورج عرب أبرز إنجازات رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث خلال سنة وفيها: “على صعيد الإغاثة الإنسانيّة والتّنمية: المشاركة في حملة توزيع المساعدات الغذائيّة في كلّ الأبرشيّات. توزيع بذور الثّوم ونصوب الأشجار المثمرة على مئتي عائلة، توزيع أغنام وماعز ودواجن لهذه العائلات. تسويق ألف صندوق تفّاح حاليًّا. نفّذ هذا البرنامج بالتّعاون بين رابطة قنّوبين والصّندوق التّعاضدي المارونيّ وتجمّع موارنة من أجل لبنان، إطلاق خدمة العيادة الطّبّيّة في الموقع، بالتّعاون مع حركة المقدّمين برئاسة وليم طوق وجمعيّة فردايسو برئاسة طارق الشّدياق، والوكيل البطريركيّ في الدّيمان الخوري طوني الآغا. إعداد دراسة المشروع التّنمويّ الشّامل لموقع حديقة البطاركة، بالتّعاون مع كاريتاس لبنان ومؤسّسة سيل برئاسة حبيب كيروز.  

على الصّعيد الثّقافيّ والنّشر: إنجاز كتاب أعمال المؤتمر الأوّل حول التّراث المسيحيّ المشترك في الوادي المقدّس، الأعمال التّاريخيّة ومحاضرات الدّورة الثّانية من المؤتمر، وثيقة بروتوكول التّعاون بين موقعي قنّوبين و Meteoraفي اليونان، الّذي بدأناه سنة 2019. أطلق في بيت الذّاكرة والأعلام برنامج جمع ومكننة وحفظ سجّلات الرّعايا وأوراقها، وأنجزنا سجلّات رعيّتي الدّيمان، ووادي قنّوبين (السّجلّات المعروفة بالدفّاتر الخمسة) وأوراق رعيّة حصرون بالتّعاون مع خادمها الخوري أنطونيوس جبارة، العمل مع الرّابطة المارونيّة لإدخال الدّاتا الإحصائيّة لمقيمي ومنتشري الوادي المقدّس بضفتيه في قضاءي بشرّي وزغرتا ضمن مشروع تطبيق ربط الموارنة في لبنان والعالم، الّذي تعمل عليه الرّابطة المارونيّة.

وللطّباعة كتب: حسابات دير قنّوبين في عهد البطريرك إسطفان الدّويهي وأملاك وأوقاف البطريركيّة المارونيّة للأباتي أنطوان ضوّ، رسائل المطران أنطون عريضة خلال الحرب العالميّة الأولى للدّكتورين جان نخّول وميشال أبي فاضل، البطريرك أنطون عريضة الخادم والمعلّم، والدّيمان علّيّة قنّوبين لجورج عرب.  

على الصعيد العمرانيّ لجهة استكمال الأبنية والإنشاءات: إنجاز التّراخيص القانونيّة لترميم غرف إقامة الرّهبان في دير مار أبون. إستكمال مبنى معرض الوادي المقدّس بهبة السّيّد آدي الشّامي، استكمال مبنى دير مار إسطفان لإقامة الرّاهبات الأنطونيّات، بالتّعاون مع تجمّع موارنة من أجل لبنان.”

ثمّ كانت تقديرات حديقة البطاركة للعام 2021. وقد أعطيت إلى السّادة بيار مسعد، روني عبد الحيّ، جو خوري، حنّا زينون، جان نهرا، المحامي طوني متّى وسيمون فرنسيس، سلّمها البطريرك الرّاعي للحاضرين كما سلّم القنصل وديع فارس لوحة أيقونة تتويج العذراء في قنّوبين، تقديرًا لدعمه البرامج التّنموية والثّقافيّة والاجتماعيّة. وختامًا سلّم البطريرك الرّاعي المحامي بول كنعان عن عائلة المرحوم يوسف ابراهيم كنعان إشارات وشاح سيّدة قنّوبين، الّذي منحه إيّاه تقديرًا لمبادراته الإنسانيّة ذات الصّلة برسالة الكنيسة ولبنان.

وألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: “إعتدنا على إحياء هذا اللّقاء السّنويّ، الّذي تنظّمه رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، وباتت على تعاون مع الرّاهبات الأنطونيّات. إنّنا نشكر منظّمي اللّقاء، الّذي يضعنا في مناخات روحيّة ثقافيّة متجدّدة، نستلهمها دومًا من أعماق قنّوبين. ونشكر المتحدّثين خلال اللّقاء، الّذين توزّعت كلماتهم بين نثر عرض للأنشطة القائمة هنا في حديقة البطاركة، ولبعض التّطلّعات المستقبليّة، وبين شعر تضمّن مواقف وطنيّة وعواطف صادقة تجاه شخصنا، وعكس تعلّقًا عميقًا بلبنان وبالكرسيّ البطريركيّ. إنّنا نحيّي جهود رابطة قنّوبين، وقد استمعنا إلى عرض مختصر لما حقّقته خلال سنة، وهي سنة أزمة، في الحقول الإنسانيّة والثّقافيّة والعمرانيّة. ونشكر ونبارك جميع داعميها في هذه الحقول، وبخاصّة داعمي إقامة الأبنية والإنشاءات لاستكمال عمل مرافق الحديقة، ولتسهيل خدمة ورسالة الرّاهبات الأنطونيّات هنا.  

لقد عزّزت الرّاهبات الأنطونيّات الحياة الرّوحيّة في حديقة البطاركة، ونحيّي الرّئيسة العامّة الأخت نزهة خوري، وكما أنعشن هذه الحياة في دير سيّدة قنّوبين، وعاد محجًّا لآلاف المؤمنين، كذلك انتقلن بالحديقة من حالة احتضان تماثيل ومناظر طبيعيّة فريدة إلى احتضان حركة روحيّة ناشطة. وقد استمعنا إلى سلسلة من النّشاطات الّتي شهدتها الحديقة هذا الصّيف، وكلّها نشاطات واعدة مميّزة، تقود موقع الحديقة إلى الغايات الرّوحيّة والثّقافيّة والإنمائيّة والتّاريخيّة المرجوّة منه.

إذا شئنا اختصار ما سمعناه من كلمات يمكننا اختصاره بثلاثة أبعاد، بعد روحيّ متعلّق بإيماننا الرّاسخ بالله وبلبنان. وبعد ثقافيّ متعلّق بدورنا الثّقافيّ في الماضي والحاضر والمستقبل، وبعد وطنيّ متعلّق بلبنان الوطن والرّسالة.  

البعد الرّوحيّ المتعلّق بإيماننا هو على ارتباط عميق بجذورنا الرّوحيّة في وادي قنّوبين، وفي سواه من الأمكنة والمقرّات البطريركيّة الّتي قامت منذ تأسيس البطريركيّة سنة 686 حتّى اليوم. لقد انطبع هذا المسار التّاريخيّ بطابعي الإيمان والحرّيّة، وقد شكّلا ما بات يعرف بالأغليين. ونحن مدعوّون جميعًا إلى الرّسوخ أكثر في هذا الإيمان لأنّه مصدر قوّتنا، وسلاحنا الفعّال. فقوّتنا ليست بالسّلاح والحرب والقتال، قوّتنا أوّلاً بالإيمان بالله، وبهذا الوطن.  

إنّ دورنا الثّقافيّ كمسيحيّين هو الأساس في كلّ أشكال النّهضة الّتي عرفها لبنان والمنطقة. وقد تعاقبت أجيال، أفرادًا من الأعلام المثقّفين وأهل الفكر، ومؤسّسات ثقافيّة وتربويّة، على الاضطلاع بهذا الدّور الرّائد. إنّنا متمسّكون بهذا الدور، ومتمسّكون بدعم مدارسنا ومؤسّساتنا التّربويّة لتكمل هذا الدّور الرّسالة، ولن نرضى تحت أيّ عامل أو مؤثّر تعطيل هذا الدّور، الّذي نعتبره من محاور رسالتنا المسيحيّة الجوهريّة، وأحد أوجه الأمانة للجهد الكبير الّذي بذل ماضيًا والمطلوب بذله حاضرًا ومستقبلاً.”  

وتطرّق البطريرك الرّاعي إلى البعد الوطنيّ، وقال: “لقد بني لبنان على أسس ثابتة راسخة منذ فجر التّاريخ، وتشكّل نتيجة نضالات وتضحيات وشهادات دم وحياة عبر حقبات تاريخيّة متعدّدة وصولاً إلى أوّل أيلول سنة 1920 حين أعلن كيان دولة لبنان الكبير. إنّ لبنان كما يقال في لغتنا الشّعبيّة ليس “نازل من أجرين الشّوحة”، إنّه وطن النّضال التّاريخيّ والشّهادة في سبيل كيانه القائم على العيش الواحد المتساوي بين جميع مواطنيه، في ظلّ دولة عادلة قادرة. ونحن متمسّكون بهذه الثّوابت التّاريخيّة ولا نقبل الانحراف عنها، فالولاء هو للبنان، وليس لأيّة دولة أو جهة، ولا نريد التّبعيّة لأحد، بل نريدها فقط لهذا الوطن، وسوف نعمل بكلّ قوانا في سبيل لبنان الرّسالة الّذي يضمن مصالح أبنائه ويعطي النّموذج الحضاريّ للعالم كلّه.”  

وإختتم البطريرك الرّاعي مجدّدًا تعازيه لأنسباء أصحاب واحات زنابق الحقل الّتي افتتحها.  

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…