السبت من أسبوع بشارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 4 : 13 – 20
يا إَخوَتِي، أَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنِّي بِسَبَبِ عِلَّةٍ في جَسَدي بَشَّرْتُكُم لِلمَرَّةِ الأُولى.
ومَعَ أَنَّ العِلَّةَ في جَسَدِي كَانَتْ مِحْنَةً لَكُم، فإِنَّكُم لَمْ تَحْتَقِرُونِي بِسَبَبِهَا ولَمْ تَشْمَئِزُّوا مِنِّي، بَلْ تَقَبَّلْتُمُونِي كَأَنِّي مَلاكٌ مِنَ الله، كَأَنِّي المَسِيحُ يَسُوع!
إِذًا فأَيْنَ ٱغْتِبَاطُكُمُ الآن؟ وإِنِّي لأَشْهَدُ لَكُم أَنَّكُم لَوِ ٱسْتَطَعْتُم لَقَلَعْتُم عُيُونَكُم وَأَعْطَيْتُمُونِي إِيَّاهَا!
فهَلْ صِرْتُ لَكُم عَدُوًّا، لأَنِّي كُنْتُ صَادِقًا مَعَكُم؟
إِنَّهُم يَغَارُونَ عَلَيْكُم لا لِخَيْرِكُم، بَلْ يُريدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُم عَنِّي، لِكَي تَغَارُوا عَلَيْهِم!
إِنَّهُ لَحَسَنٌ أَنْ تَغَارُوا على الخَير، في كُلِّ حِين، لا في حُضُوري عِنْدَكُم فَقَط.
يَا أَوْلادِيَ الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُم ثَانِيَةً حتَّى يُصَوَّرَ المَسِيحُ فيكُم!
كُنْتُ أَوَدُّ أَنْ أَكُونَ الآنَ حَاضِرًا عِنْدَكُم، وأُغَيِّرَ لَهْجَتِي، لأَنِّي مُحْتَارٌ في أَمْرِكُم!
إنجيل القدّيس لوقا 10 : 21 – 24
(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت.
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ».
ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 – 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
التأمّل الثالث لتساعيّة الميلاد
«إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا»
بعد مرور قرون من الزّمن وبعد التنهّدات والصلوات الّتي كلّها، جاء أخيرًا الذي لم يرَه الأنبياء والملوك، “مُشتهى جميع الأمم” (حج 2: 7)، رغبة التلال الأبديّة، الرّب يسوع المسيح مخلّصنا: “فقد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ” (إش 9: 5). إنّ ابن الله قد تصاغر ليمنحنا عظمته؛ ووهب نفسه لنا كي نهب أنفسنا له؛ لقد جاء ليعبّر لنا عن حبّه كي نتجاوب معه من خلال حبّنا. فلنستقبله إذًا بعطف، ولنحبّه ولنلجأ إليه لجميع احتياجاتنا…
لقد أتى الرّب يسوع في جسد طفل ليظهر لنا رغبته الشديدة بأن يملأنا من خيراته. “فقَدِ استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة” (كول 2: 3)؛ كما أنّ أباه السماوي “جَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه” (يو 3: 35؛ 13: 3). هل نرغب في الحصول على النور؟
لقد جاء لينيرنا هو. هل نرغب في الحصول على المزيد من القوّة للصمود أمام أعدائنا؟ هو جاء ليقوّينا. هل نرغب في نيل المسامحة والخلاص؟ هو جاء ليسامحنا وليخلّصنا. هل نرغب أخيرًا في الحصول على العطيّة السامية، عطيّة الحبّ الإلهي؟ هو جاء ليشعل قلوبنا بناره. لهذا السبب خاصّة، جعل نفسه طفلاً: أراد أن يظهر نفسه لنا فقيرًا جدًا ومتواضعًا جدًا لإزالة كلّ خشية ولكسب عطفنا بطريقة أفضل… يثير الأطفال عطف جميع الذين يرونهم: مَن يستطيع ألاّ يحبّ بعطف كبير ربًّا رآه كطفل صغير يشرب القليل من الحليب ويرتجف من البرد، فقيرًا ومحتقرًا ومتروكًا وباكيًا في مغارة، على التبن؟
هذا المشهد دفع القدّيس فرنسيس إلى المناداة: “هيّا بنا نحبّ طفل بيت لحم!” تعالي، أيّتها الأرواح المسيحيّة، تعالي وعبّري عن محبّتك للربّ الذي جعل نفسه طفلاً، والذي أصبح فقيرًا من أجلنا، الربّ المحبّ الذي نزل من السماء ليهب نفسه لنا.
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…