أكتوبر 23, 2020

السفير البابوي في نداء عبر موقع mtv إلى اللبنانيّين

20201023 212659

تُتابع السفارة البابويّة في لبنان الأحداث المتسارعة في البلاد لحظة بلحظة. هي على بيّنة بأدقّ التفاصيل رغم أنّ صمتها يبقى سيّد الموقف. وصلنا إلى السفارة في حريصا بعد ساعتين من تكليف سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، لنجد أنّ الفاتيكان في قلب المشهد.

على مدى ساعة ونصف الساعة، جالسنا السفير المونسنيور جوزيف سبيتري، الذي كان عُيِّن من قبل البابا فرنسيس في آذار من العام ٢٠١٨. هو الدبلوماسي الذي لا يُعطي مقابلات صحفيّة ولا يُصرّح إعلامياً، إلاّ أنّ موقع mtv نجح في إقناعه بالتكلّم، فحصل منه على رسالة إلى اللبنانيين. تطرّقنا معه إلى العناوين العميقة التي تحكم مصير البلد، منها ما ليس للنشر، وهو كثير، ومنها ما يجد فيه سبيتري رسالة ضروريّة يجب أن تصل إلى اللبنانيين، وليس إلى المسيحيين فقط، في هذه اللحظة التاريخيّة.

“على اللبنانيين أن يتّخذوا خياراً اليوم ويوحّدوا الموقف حيال الأزمات كافّةً”، يجزم ممثّل الفاتيكان في حديث لموقع mtv، والأمر بالنسبة إليه “بحاجة ماسّة، وفي أسرع وقت ممكن، للجلوس على طاولة واحدة والبحث عن القواسم المشتركة بين الأحزاب كافّةً بهدف الخروج بمبادرة وطنيّة تُنقذ لبنان، وذلك يتطلّب عدم نظر الأفرقاء إلى القضايا الرئيسة على قياس كلّ واحدٍ منهم، حيال ملف الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة “حزب الله في الحروب خارج الحدود اللبنانيّة، والكوارث الإقتصاديّة والإجتماعيّة والصحيّة التي حلّت على اللبنانيين، سيّما بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب”.

يُكثّف البابا فرنسيس اتّصالاته مع قادة الدول المؤثّرة والناشطة على خطّ الشرق الأوسط، ولبنان بصورة خاصّة، وهو بادر، يُذكّر سبيتري، إلى إطلاق مساعدات ماليّة بقيمة 500 ألف دولار لمؤازرة المستشفيات الخاصة المتضرّرة من الإنفجار، كما المدارس الكاثوليكيّة والفرنكوفونيّة في بيروت وضواحيها.

“الثورة”، هي من المصطلحات اللبنانيّة التي يعرفها السفير البابوي في لبنان، إذ يدعو صفوفها الشعبيّة إلى “الوحدة وتحديد التوجّه لأنّ التغيير الجذري والوصول إلى سلطة سياسيّة جديدة في البلد يحتاجان إلى مسارٍ تدريجيّ وطويل ولا يحصلا بشكل سريع”، مُشدّداً على أنّ “دور وسائل الإعلام والإعلاميين اليوم بالغ الأهميّة وأمامهم مُهمّة في مواكبة التحوّل الحاصل في المجتمع اللبناني وتعزيز ثقة الناس”.

وقبل أن نختتم الجلسة، “نداء” توجّه به السفير إلى اللبنانيين، قائلاً: “أنتم شعب قويّ جداً، وأصبحتم أقوى بعد 17 تشرين الأوّل 2019، واعلموا أنّ عليكم أنّ تتّحدوا لأنّنا أمام مرحلة صعبة، ولا تقلقوا فنحن معكم والبابا فرنسيس يعمل لأجل لبنان”، مُضيفاً: “نعم لحوار لبناني بين جميع المسؤولين الدينيين والسياسيين للوصول إلى التغيير الكبير وإعادة بناء الدولة اللبنانية من جديد”.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…