فبراير 6, 2020

السّلام… كما في السّماء كذلك على الأرض!

السّلام... كما في السّماء كذلك على الأرض!

“السّلام”: كلمة بسيطة هي ولكنّها كبيرة بمفعولها. إن فُقد مات معه الأساس وإن حلّ حُلّت معظم الألغاز. كتحيّة يحملها الكثيرون، يتبادلونها فيما بينهم ويردّدون ذكرها في صلواتهم اليوميّة. ولكن… هل يحيون فعلاً هذا “السّلام”؟!

فللأسف بات هذا الأمر حلمًا بعيد المنال، يبحث عنه البشر، كبيرهم كما صغيرهم، فيريدونه أوّلًا سلامًا داخليًّا، ويطلبونه من مسؤوليهم خارجيًّا، وكأنّ بهذا الخارجيّ لا حول ولا قوّة لهم فيه، فيقفون في صفوف المتفرّجين، يندّدون ويلومون ولا يتحرّكون لأجل التّغيير. فعن أيّ سلام يتكلّمون؟

وإن سلّمنا جدلًا أنّ الشّعب مسلوب الإرادة وكلمته- وإن قيلت- تُرمى خارج حسابات السّامعين العظماء، يقع “الصّالح بضهر الطّالح”، ويفيض سيل الدّماء في بحر الحروب والتّشرذمات والثّورات نتيجة هذا المطلب الحقّ “السّلام”، ليُدفن الأخير ومعه الآلاف وإن لم نقل الملايين من الضّحايا الأبرياء.

إذًا، السّلام الدّاخليّ مفقود بسبب هموم الحياة المتراكمة، وشجونها الأليمة، ومتطلّباتها الملحّة… فتولد حالة نفسيّة يكاد يكون الشّفاء منها شبه مستحيل في بلد بات فاقدًا شرعيّته ومؤسّساتها مشلولة وأمنه شبه معدوم، فيرتدّ الواقع على سلام خارجيّ لا وجود له، تداعياته حدّث ولا حرج، والشّواهد التّاريخيّة تكاد لا تكفيها صفحات الكتب والمجلّدات لتعبّر عن فظاعة هذه الحالة. علمًا أنّ منابر العالم تصرخ وتصرخ منادية بالسّلام، والجمعيّات السّلاميّة تتحرّك من دون أن تتقدّم، فعائق واحد كفيل أن يهدم هذا “السّلام”، عائق يختلف بحرف عن ذاك التّعبير. حرف وإن قيل قتل جوهر الغاية المنشودة.

فها إنّ قاتل السّلام واحد أوحد: الكلام! فكلّها باتت خطابات وكلمات لا تمتّ بالسّلام وأصوله بصلة. فهل يحلّ اليوم الّذي يتحقّق فيه السّلام… كما في السّماء كذلك على الأرض؟ 

‫شاهد أيضًا‬

رئيس الأساقفة غالاغر يتحدث عن الاعتداء الأخير في موسكو وعن الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط

رئيس الأساقفة غالاغر يتحدث عن الاعتداء الأخير في موسكو وعن الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط…