فبراير 22, 2023

الصّوم، نعمة من السّماء

البروفيسور يوسف مونّس

تيلي لوميار/ نورسات

مع بداية الصّوم، كان للبروفيسور الأب يوسف مونّس مقالًا تناول فيه جوهر هذا الزّمن المبارك، فكتب:

“ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان فالإنسان بحاجة إلى الخبز المادّيّ وإلى الخبز السّماويّ أيّ كلمة الله، فالصّوم ليس رجيمًا régime مادّيًّا بل هو ممارسة روحيّة ومادّيّة معًا. الصّوم هو خدمة المحبّة والعطاء والانقطاع المادّيّ عن الأكل من السّاعة الثّانية عشرة ليلًا إلى السّاعة الثّانية عشرة ظهرًا، لكنّ شرب المياه لا يقطع ولا يكسر الصّوم. أمّا الانقطاع عن الدّخان فهو اماتة مقبولة وعمل تقويّ له أجر عند الله، ولكنّه ليس صيامًا حقيقيًّا كما توصي به الكنيسة من نصف اللّيل حتّى الصّباح. أمّا المرض والّذين عليهم أخذ الأدوية، فما عليهم أيضًا واجب الصّيام.  

وعلينا في الصّوم أن نتقاسم خيرات الدّنيا ومساعدة الأخوة للصّوم يتضمّن العطاء والرّحمة والصّدقة. خيرات الدّنيا ليست ملكًا لنا وحدنا. فقد قال القدّيس باسيلوس: لا يحقّ لك أن تستعمل مالك وتتمتّع به وحدك، فإن كان لك ثوبان ولم تعطِ الآخر ثوبًا فأنت سارق، وإن كان لك رغيفان ولم تعطِ الآخر رغيفًا فأنت سارق.  

الصّوم هو المحبّة والبعد عن الكره والحقد والحسد والغضب والنّميمة. هو المغفرة والمصالحة والمسامحة والتّوبة إلى الآخر. الجائع هو شخص يسوع، فقد قال “لقد كنت جائعًا فأطعمتموني، وعطشانًا فسقيتموني، وعريانًا فكسوتموني” (متّى 25/ 34- 35).  

فكلّ ما نفعله مع بعضنا البعض فإنّنا نفعله مع يسوع، لأنّ يسوع تماهى تشبّه صار إنسانًا مثلنا لنصير نحن بنعمة منه آلهة.  

الصّوم مسيرة توبة خلاصيّة نحو القيامة. وهو تشبّه بيسوع المسيح، فكما صام يسوع نصوم نحن مثله ونقتدي به وبحياته ونسمع ونعمل بأقواله وبتعاليمه.  

الشّعوب بأكثرها تصوم أيضًا فلسنا وحدنا نصوم، وقد أمرنا البابا أن نشارك المسلمين يومًا في صيامهم.

فلنصم بالقلب وبالرّوح ولنطهّر نفوسنا بتوبتنا وبندامتنا وبأعمالنا الصّالحة من صدقة ورحمة في هذا الصّوم المبارك.”

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…