فبراير 15, 2023

العبسيّ في قدّاس اليوم الثّاني للجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة: من واجبنا المسيحيّ أن نخبر بالقيامة في حينه وفي غير حينه

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ

تيلي لوميار/ نورسات

ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ قدّاس اليوم الثّاني من أعمال الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط، في كنيسة بيت عنيا- حريصا.

وخلال القدّاس، ألقى العبسيّ عظة جاء فيها: “في رسالة اليوم يورد بولس جملة تستحق أن نتوقّف عليها، يقول: إن اعترفت بفمك بالرّبّ يسوع وأمنت من قلبك أنّ الله قد أقامه من بين الأموات، تخلص” (رومة ١٠-١-١٠) . نحن نعلم من إنجيل مرقس أنّ “من آمن واعتمد يخلص” (١٦ :١٦). أمّا بولس فيضيف هنا توضيحًا ويضع شرطًا آخر لنيل الخلاص.

التّوضيح هو أنّ الإيمان يحصل بالقلب، أيّ أن نتجاوز عقبة الفهم بالعقل إلى الفهم بالقلب. كثير ممّا يوحي به الله يستطيع العقل أن يفقهه وأن يؤمن به، غير أنّ الكثير منه أيضًا لا يدركه العقل وعلينا بالتّالي أن نسلّم به تسليمًا، أن نرضی به ولو كان يفوق مداركنا البشريّة، متبنّين المقاييس والطّرق الّتي لله تعالى كما فعلت العذراء مريم حين بشّرها الملاك بالحبل من دون رجل. إنّ مثل هذا الإيمان بالقلب يتطلّب منّا التّواضع ومعرفة حدودنا البشريّة بما فيها حدود عقلنا. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الإيمان ليس إيمان من قلّ فهمه، ليس إيمانًا عن قلّة فهم. بل إنّما هو إيمان بفهم ولكن من نوع آخر، إيمان بفهم ناجم عن لقاء شخصيّ فريد بيسوع المسيح لا نجد له تفسيرًا في مقولاتنا البشريّة، لقاء بين يسوع وكلّ واحد منّا في عمق كياننا على اختلاف مستوياتنا العقليّة والفكريّة وحتّى العاطفيّة في هذا الإيمان الّذي بالقلب يتساوى العلّامة والأقلّ علمًا وغيرُ العالم. لذلك نسمّي هذا الإيمان سرًّا، نعمة. ولذلك فإمّا أن نؤمن وإمّا أن لا نؤمن. وقد قال السّيّد المسيح لنا طوبى للّذين يؤمنون.

أمّا الشّرط الجديد لنيل الخلاص فهو أن نعترف بفمنا، أيّ أن تعلن جهارة قيامة الرّبّ يسوع. أن لا يبقى إيمان المسيحيّ في داخله، إيمانًا صامتًا، إيمانًا يحتفظ به لنفسه دون سواه. من واجبنا المسيحيّ أن نخبر بالقيامة في حينه وفي غير حينه كما يقول القدّيس بولس إيماننا بشرى حلوة وحسنة، والبشرى قد جعلت لتنشر وتذاع في كلّ حين وفي كلّ مكان. هذا ما فعله الرّسل من بعد ما حلّ عليهم الرّوح القدس. ونحن إن كنّا اعتمدنا باسم المسيح ونلنا الرّوح القدس فلكي ننقل إلى العالم كلّه ذلك الخير الرّائع أنّ يسوع قام من بين الأموات وأنّه إله وأنّه مخلّص.

السّينودس الّذي نتهيّاً لعقده غايته الرّسالة، أيّ أن نعلن يسوع المخلّص القائم من بين الأموات. هذا الإعلان يحصل بالفم كما يقول بولس وإنّما أيضًا بالمثل الصّالح، بالقدوة الحسنة، كما يعلّم بولس أيضًا: “اقتدوا بي كما أتي أنا أقتدي بالمسيح”، وأن نسير معًا نمط من هذه القدوة المطلوبة منّا نحن تلاميذ يسوع أن نسير معًا بالرّغم من الفوارق المتنوّعة الموجودة الّتي قد تحدّد في بعض الأحيان بالتّباعد والتّنائي متذكّرين قول بولس: “ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما في المسيح يسوع” (في ۲ :٥)، وأطلب منكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تكونوا جميعكم على قول واحد […] وتكونوا بفكر واحد ورأي واحد (١كور ١ :٧) بهذه القدوة تضع الأساس الّذي نبني عليه السّينودس الّذي نحن ذاهبون إليه، والأمل بنجاحه سينودس “الشّركة والشّراكة والرّسالة”.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…