ديسمبر 6, 2021

الكاردينال أيوزو غيكسوت: علينا أن نعمل معًا من أجل الأخوّة

رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان واللجنة العليا للأخوة الإنسانية الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو غيكسوت يلقي محاضرة في جامعة الأزهر

“إذ يقتنع بأن العمل معا من أجل الأخوة ليس التزاما عديم الفائدة”، توجه الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو غيكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إلى القاهرة يوم السبت الماضي الرابع من كانون الأول ديسمبر لإلقاء محاضرة في جامعة الأزهر، شدد فيها على أن “الأخوة” هي “نبتة تنمو” وبالتالي علينا أن “نسقيها كل يوم لكي تُعطي ثمارها الوفيرة”، وحث الكاردينال على “دعم الجهود النموذجية والحازمة الهادفة إلى تعزيز السلام بين الشعوب حول العالم والتي قام بها البابا فرنسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

في مداخلته، ذكّر الكاردينال أيوزو غيكسوت بالزيارات السابقة إلى جامعة القاهرة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني – والذي لقي فيها ترحيباً حاراً هناك في شباط فبراير عام ٢٠٠٠ من قبل الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي – والبابا فرنسيس، الذي ذهب إلى هناك في السابع والعشرين من نيسان أبريل عام ٢٠١٧ في أعقاب علاقة صداقة أخوية متينة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.

وكذلك في الحادي والثلاثين من آذار (مارس) عام ١٩٦٥، قام الكاردينال فرانز كونيغ، رئيس أساقفة فيينا، قبل إصدار الوثيقة المجمعية “في عصرنا” حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية، بزيارة جامعة الأزهر حيث ألقى مداخلة حول موضوع “التوحيد في العالم المعاصر”، وذلك بفضل الانفتاح على الحوار الذي أبداه قادة الأزهر آنذاك، مثل الإمام الأكبر حسن مأمون.

وإذ وصفها بأنها مؤسسة مرموقة ونبيلة في خدمة الثقافة والتقاليد الدينية، والتي أصبحت في تاريخها معروفة في جميع أنحاء العالم كمركز أساسي ليس فقط للدراسات اللاهوتية وإنما أيضًا للدراسات الأدبية والفنية، سلط رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الضوء على أن جامعة الأزهر لديها مسؤولية مميّزة، نظرًا إلى هيبتها، تذهب أبعد من حدود مصر، إذ أن فيها يتنشّأ الشباب القادمين من جميع أنحاء العالم، والذين – على حد قوله -“سيكونون مسؤولين عن مصير العديد من المجتمعات البشرية”.

وتابع الكاردينال أيوزو غيكسوت يقول لذلك، يجب أن تكون الدراسات التي يتم تقديمها منسجمة مع أُسسنا الدينية، وإنما عليها أيضًا أن تحترم هوية الآخرين. في الواقع، أن يكون لدينا هوية واضحة تنفتح على فهم هوية الآخر ستسمح لنا بأن نُصغي ونتعلم باهتمام وإدراك واحترام التراث الإنساني والروحي الغني لكل ديانة.

ومن هنا جاءت دعوة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى إقران “واجب الهوية” (لأن المرء لا يمكنه أن يقيم حوار على أساس الغموض، أو أن يضحّي بقناعاته من أجل إرضاء الآخر فقط) بـ “شجاعة الآخر” (نظرًا إلى أن من هو مختلف عني ليس بالضرورة عدوًا وإنما رفيق الدرب) وبـ “صدق النوايا”، لأن “الحوار بين الأديان ليس استراتيجية لديها دوافع خفيّة.

في الختام عدّد رئيس المجلس البابوي بعض الثمار التي ولدت من الصداقة بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومن تطبيق محتويات الوثيقة حول الأخوة الإنسانيّة: من اليوم العالمي المخصص للأخوّة في الرابع من شباط فبراير من كل عام، الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحادي والعشرين من كانون الأول ديسمبر عام ٢٠٢٠، إلى اللجنة العليا للأخوة الإنسانية؛ ومن جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي أنشئت في عام ٢٠١٩، إلى يوم الصلاة والصوم والدعاء إلى الله من أجل البشرية المتضررة من وباء فيروس الكورونا، الذي عقد في الرابع عشر من أيار مايو عام ٢٠٢٠.

وخلص الكاردينال أيوزو غيكسوت مداخلته آملاً أن يكون المسيحيون والمسلمون على الدوام شهودًا للحقيقة والمحبة والرجاء في عالم يعاني ويحتاج إلى الرحمة والشفاء.

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …