فبراير 2, 2021

الكاردينال بارولين: البابا عازم على زيارة العراق على الرغم من الصعوبات ليشجع المسيحيين

في مقابلة أجرتها معه محطة التلفزة الكاثوليكية الفرنسية KTO توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عند الزيارة المزمع أن يقوم بها البابا فرنسيس إلى العراق بعد شهر تقريباً وبالتحديد من الثالث وحتى الخامس من آذار مارس المقبل. كما تطرق نيافته إلى مسائل أخرى من بينها إصلاح الكوريا الرومانية والعلاقات بين الكرسي الرسولي والصين.

أكد الكاردينال بارولين أنه على الرغم من الصعوبات التي تطرحها زيارة البابا المرتقبة إلى بلاد الرافدين إلا أن فرنسيس عازم على القيام بها وذلك من أجل تشجيع المسيحيين بنوع خاص. ولفت إلى أن العديد من دول الشرق الأوسط تشهد اليوم نزيفاً بسبب هجرة المسيحيين، نتيجة الصراعات المسلحة وأعمال العنف، قائلا إن الحضور المسيحي في تلك البقاع تراجع إلى أدنى مستوياته. وأكد أن البابا فرنسيس يشعر بالحاجة إلى تشجيع هؤلاء المسيحيين وحثّهم على الاستمرار في الشهادة لإيمانهم على الرغم من الصعوبات كافة، دون أن ننسى أهمية الحوار بين الأديان الذي يشكل أيضا محوراً لهذه الزيارة. وأوضح أن البابا سيشجع العراقيين على القيام بالإصلاحات السياسية والعمل من أجل إرساء أسس الاستقرار في البلاد.

هذا ثم تناول أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقع عليها البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب في الرابع من شباط فبراير 2019 ولفت إلى أنها حققت تقدماً كبيراً على صعيد العلاقات مع المسلمين، لكونها تؤكد على مبادئ أساسية: أي أننا مخلوقون من قبل الله وينبغي أن يُشعرنا هذا الأمر بأخوّتنا. كما تشدد الوثيقة على أن العنف لا يمكن أن يُبرر إطلاقاً باسم الله. ولفت نيافته إلى أن الديانات قادرة اليوم على تقديم إسهام كبير من أجل بناء عالم أكثر عدلا وتضامنا، وهو مبدأ تؤكد عليه بوضوح وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تمخضت عنها مبادرات عدة، لاسيما على الصعيد التربوي.

بعدها تطرق الكاردينال بارولين إلى الدور الواجب أن تلعبه اليوم الكنيسة في المجتمع وقال إن دورها يتمثل في إعلان الإنجيل على أناس زماننا الحاضر. كما أنها مدعوة إلى حمل مياه الإنجيل العذبة إلى الرجال والنساء المتعطشين إليها، مع أنهم قد يشعرون أنهم ليسوا بحاجة لها. وأوضح أن الكنيسة لا تلعب دوراً سياسياً، بل تعمل على إنارة الضمائر حول قضايا تعني الجماعة الدولية، شأن مسألتي الهجرة والتبدلات المناخية. ورسالتُها هذه يمكن أن تصطدم أحيانا بالفكر السائد، لكن لا بد أن يدرك الجميع أن هدف الكنيسة يتمثل في الدفاع عن كرامة الإنسان.

وفي سياق حديثه عن عملية إصلاح الكوريا الرومانية تحدث المسؤول الفاتيكاني عن تحقيق خطوات إلى الأمام، لافتا إلى أن الإصلاح تم بشطره الاقتصادي، وسلط الضوء على تأسيس ثلاثة أجسام جديدة: مجلس الاقتصاد، أمانة سر الاقتصاد ومكتب المدقّق العام. كما أن الإصلاح شمل قطاع الإعلام إذ أبصرت النور أمانة سر الاتصالات. ثم جاءت دائرة الخدمة البشرية المتكاملة لتجمع بين أربعة مجالس بابوية سابقة.

في رد على سؤال بشأن الاتفاق المؤقت بين الكرسي الرسولي والصين قال الكاردينال بارولين إنه تم اختيار “درب الخطوات الصغيرة” وأوضح أن هذا الاتفاق لا يمكن أن يحل جميع المشاكل التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكية في الصين، لكنه يشكل خطوة صغيرة للانطلاق بحثاً عن الحلول من أجل تحسين الأوضاع الراهنة. فالاتفاق ليس إلا بذرة صغيرة تُزرع في الأرض، على أمل أن تنمو يوما لتصير نبتة تعطي ثمارها. وأكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في ختام مقابلته مع المحطة التلفزيونية الكاثوليكية الفرنسية أن التقارب الجاري اليوم بين الكرسي الرسولي والصين يتطلب الكثير من الصبر.

‫شاهد أيضًا‬

المطران غالاغر يُنهي زيارته إلى فيتنام: رسالة قرب من البابا إلى الكاثوليك

المطران غالاغر يُنهي زيارته إلى فيتنام: رسالة قرب من البابا إلى الكاثوليك – Vatican …