أبريل 1, 2022

الكاردينال بارولين: البابا فرنسيس يتوجه إلى مالطا حاملا إنجيل السلام والاستقبال

البابا فرنسيس يتوجه إلى مالطا حاملا إنجيل السلام والاستقبال

عشية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى مالطا تحدث الكاردينال بييترو بارولين الى موقع فاتيكان نيوز عن أهمية هذه الزيارة وما يحمله الأب الأقدس إلى مالطا والكنيسة فيها.

تبدأ السبت ٢ نيسان أبريل زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى مالطا والتي تستمر يومين. وعشية هذا الحدث الهام أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والذي أجاب أولا على سؤال حول الروح التي يستعد بها الأب الاقدس للقيام بهذه الزيارة. وذكَّر الكاردينال بارولين أولا بأن هذه الزيارة كانت منتظرة وقد تم تأجيلها بسبب الجائحة، إلا أنها تأتي اليوم تزامنا مع الحرب التي تثير قلق قداسة البابا بشكل كبير.

وتابع: أتخيل بالتالي أن البابا سيقوم بهذه الزيارة بهذا الألم الكبير الذي عبَّر عنه في مناسبات عديدة خلال هذه الأشهر وخلال الأسابيع الأخيرة أمام ما يحدث في أوكرانيا. وواصل الكاردينال بارولين معربا عن اعتقاده أن الأب الأقدس سيكرر نداءه من أجل إيقاف القتال وإسكات الأسلحة ومواصلة الحوار، حيث هناك بالفعل مفاوضات ولكن لا يبدو أنه قد تم التوصل بعد إلى أي حل محدد. تحدث أمين السر بالتالي عن روح ألم ومشاركة في معاناة شعب أوكرانيا ودعوة إلى إنهاء الحرب.

ثم انتقل الحديث إلى قضية الهجرة والتي ترتبط بمالطا بحكم موقعها الجغرافي، وسُئل الكاردينال بارولين عما يمكن أن تفعل أوروبا من أجل مَن يحاولون عبور البحر المتوسط بحثا عن رجاء بينما يتم عمل الكثير من أجل اللاجئين الأوكرانيين. وفي إجابته شكر أمين السر الرب على ما نشهد من سباق تضامني إزاء اللاجئين الأوكرانيين، وأعرب عن تثمينه لما تقوم به دول أوروبية كثيرة. ثم واصل راجيا أن تساهم هذه الخبرة المأساوية في إنماء الاهتمام بالهجرة الأخرى القادمة من الجنوب، وأضاف أنه لا يرى بديلا عن التعاون والمسؤولية المتقاسمة من قِبل الدول الأوروبية كافة، دول وصول المهاجرين وتلك التي يمرون عبرها وتلك التي يريدون التوجه إليها.

وتحدث هنا عن الأولوية مذكرا بتأكيد البابا فرنسيس على ضرورة إنقاذ حياة الأشخاص، وتابع إن إنقاذ الأشخاص في البحر يمْكنه أن يزيد من الامكانيات المتوفرة من أجل هجرة شرعية. هذا إلى جانب العمل بشكل أكبر على ألا يضطر أحد إلى ترك وطنه بسبب النزاعات أو غياب الأمن أو التنمية الضعيفة. تحدث أمين السر بالتالي عن استثمار في الدول التي يأتي منها المهاجرون وذلك فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والحوكمة الجيدة واحترام حقوق الإنسان. ثم شدد الكاردينال بارولين على تطبيق الأفعال الأربعة التي يدعونا إليها البابا فرنسيس، الاستقبال والحماية والتعزيز والدمج. وواصل مؤكدا أن ما من بلد يمكنه تحمل المسؤولية بمفرده، فهناك حاجة إلى التزام مشترك يجب تقاسمه أيضا مع المجتمع المدني بما في ذلك الجماعات الدينية وخاصة الكنيسة الكاثوليكية.

تحدث الكاردينال بارولين بعد ذلك عن زيارة الأب الأقدس إلى مالطا والتي تأتي في السنة العاشرة لحبرية البابا فرنسيس، فقال إن هذه زيارة هامة وذلك لارتباط مالطا ببولس الرسول الذي هو البشارة بامتياز. وتابع أن الموضوع الذي يميز بشكل ملح حبرية البابا فرنسيس هو تحديدا دعوة الكنيسة إلى أن تكون إرسالية دائما بشكل أكبر، وأن تحمل إعلان الإنجيل إلى الجميع في كل الظروف. وهذا الانطلاق الإرسالي يتميز بجانبين أساسيين بالنسبة للبابا فرنسيس، أي التوجه نحو الأشخاص بشكل ملموس ولقاؤهم في الأوضاع التي يعيشون فيها سواء كانت إيجابية أو سلبية أو حرجة. وتابع الكاردينال بارولين أن دعوة البابا فرنسيس هي إلى ارتداد إرسالي، ما يتطلب وقتا وإرادة طيبة. وأضاف أمين السر أن هذه الدعوة قد أثرت بشكل كبير على حياة الكنيسة، أي أن هناك رغبة أكبر في السير في هذا الاتجاه من أجل إعلان الإنجيل لإنسان اليوم وتقديم من خلال هذا الإعلان مبررات الرجاء الذي يحتاج إليه عالم اليوم.

ثم تطرقت المقابلة إلى ما على مالطا والكنيسة فيها مواجهته من تحديات، وقال الكاردينال بييترو بارولين في هذا السياق إن الكنيسة في هذا البلد أمامها تحديات هي إلى حد ما تلك التي تواجه الكنيسة في الدول الغربية كافة. وتابع أن هناك تقليدا دينيا كبيرا وهناك القرب من الناس واحتياجاتهم، ويكفي التفكير في أعمال المحبة الكثيرة جدا في مالطا والاهتمام بالآخِرين، المرضى والمعانين من إعاقات، كما وهناك التربية إلى جانب اهتمام الكنيسة بقضية الهجرة. ومن ناحية أخرى، تابع أمين السر، هناك تراجع في الممارسة الدينية وتفكك القيم المسيحية التي تأسس عليها المجتمع. والرد على هذا يكمن وكما تحدثنا من قبل في التلاميذ الإرساليين، فكوننا تلاميذ يعني الهوية، هوية مسيحية قوية تنبثق عن العلاقة الشخصية مع يسوع المسيح، ففي اتباع يسوع يجد المسيحي هويته أي أن يكون تلميذا ليسوع المسيح وفي الوقت ذاته مرسَلا وذلك بالحوار مع عالم اليوم. وأضاف الكاردينال بارولين أن هذا الحوار يجب أن يكون استقبالا وأيضا انتقادا للجوانب الأقل إيجابية في واقعنا وفي مجتمعنا.

وفي ختام المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عشية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى مالطا أعرب الكاردينال بييترو بارولين عن الرجاء في أن تجعل مالطا الأب الأقدس يثبتها في الإيمان، وأن يُترجم هذا الإيمان إلى شهادة ووعي باحتياج مسيحيي مالطا إلى الشهادة لإيمانهم بمعنى الإعلان. وذكَّر الكاردينال بارولين هنا بحديث بولس الرسول عن إعلانه يسوع المسيح وإنجيله في كل لحظة وفي كل مكان. وختم أمين السر مشددا بالتالي على أهمية الشهادة التي تعني تجسيد الإيمان في أعمال المحبة والاستقبال إزاء الآخرين. 

‫شاهد أيضًا‬

تذكار سجود المجوس للطفل يسوع

رؤيا القدّيس يوحنّا 21 : 19 – 10 . 21 – 27 يا إخوَتِي، أَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَل…