أغسطس 30, 2019

الكاردينال بارولين يتحدث عن زيارة البابا إلى موزمبيق، مدغشقر وموريشيوس

الكاردينال بارولين يتحدث عن زيارة البابا إلى موزمبيق، مدغشقر وموريشيوس

في إطار التحضير للزيارة الرسولية المقبلة للبابا فرنسيس التي ستجري من الرابع وحتى العاشر من أيلول سبتمبر المقبل وستقوده إلى موزمبيق، مدغشقر وجمهورية موريشيوس أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي تحدث عن زيارة ستتم تحت شعار السلام، حماية الخليقة وثقافة اللقاء.


في معرض حديثه عن القضايا الرئيسة التي سيتناولها البابا فرنسيس خلال زيارته لهذه البلدان الثلاثة قال الكاردينال بارولين إن صورة أفريقيا المكوّنة لدينا هي عبارة عن قارة مفعمة بالمشاكل: شأن الصراعات المسلحة والأوبئة. وأضاف أن أفريقيا هي قبل كل شيء أرض غنية بالإنسانية والقيم والإيمان، وهذا هو التوجّه الذي يحركّ البابا. ولفت نيافته إلى أن فرنسيس سيسلط الضوء في خطاباته على مسائل ثلاث أساسية: السلام، حماية الخليقة في سياق “كن مسبحاً”، ثم ثقافة اللقاء. والبابا يريد أن يعزز مؤشرات الرجاء هذه ويعبّر عن دعمه لكل الجهود الرامية إلى حل الصراعات المسلحة، وإلى تحقيق تنمية مستدامة في إطار احترام الخليقة والاعتناء بها.

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بما قاله البابا الراحل بولس السادس عن القارة الأفريقية التي وصفها بالمختبر للتنمية المتكاملة.
في رد على سؤال بشأن زيارة البابا إلى موزمبيق، البلد الذي عانى لسنوات طويلة من الحرب وشهد التوقيع على اتفاق سلمي بين الحكومة والمتمردين السابقين، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إننا نأمل بأن تقدّم زيارة البابا علامة رجاء لهذا البلد الذي فتح صفحة جديدة في تاريخه المعقد والصعب.

وقال: نفكر قبل كل شيء بحرب الاستقلال، والتي سرعان ما تلتها حرب أهلية انتهت في العام 1992 مع التوقيع على اتفاقات السلام في العاصمة الإيطالية، ومع ذلك استمر انعدام الاستقرار في البلاد، ولم يتوقف الصراع. مؤخرا وبفضل حسن نوايا الأطراف تم التوصل إلى اتفاق جديد للسلام. ولفت إلى أن الكنيسة المحلية عانت كثيرا جراء تلك الأوضاع. واليوم تحققت بعض الإنجازات والخطوات إلى الأمام، وتم الإقرار رسميا بالدور الذي تلعبه الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع، وتم الاعتراف بالحريات الدينية، وقد تجلت هذه الرغبة في تحقيق السلام في الآونة الأخيرة.

وعبّر نيافته عن اعتقاده بأن البابا فرنسيس سيسلط الضوء على أهمية الحوار بشكل عام، مع التطرق بطريقة خاصة إلى الوضع الراهن في موزمبيق. وسيتحدث عن أهمية الحوار، والتخلي نهائياً عن لغة السلاح والعنف كوسيلة لحل الصراعات والاختلافات بين هذا الطرف أو ذاك، وتعزيز درب الإصغاء المتبادل والتعاون من أجل تحقيق نمو متكامل للسكان. وشدد نيافته على ضرورة تغيير نمط التفكير خصوصا في موزمبيق وبلدان أخرى حول العالم التي تشهد صراعات مسلحةً وحروبا، لأن البابا فرنسيس يطلب منا التسلّح بذهنية جديدة ومقاربة جديدة لهذا النوع من الأوضاع.

وفي سياق حديثه عن زيارة البابا إلى مدغشقر المحط الثاني من جولته الأفريقية قال الكاردينال بيترو بارولين إنه يتذكر هذا البلد بمودة كبيرة، لأنه قام بزيارته منذ بضع سنوات ولفت إلى أنه بلد فتيّ يواجه سلسلة كبيرة من التحديات. والتحدي الأول يكمن في الأجيال الفتية، لأن هذا البلد يجب أن يقدم فرصا للشبان تتعلق بنموهم ومستقبلهم. وهناك تحدّ آخر ألا وهو الفقر واعتبر نيافته أنه من الأهمية بمكان أن يتم تخطي الهوة الشاسعة القائمة بين قلة من الأغنياء والسواد الأعظم من السكان الذين يعانون من الفقر المدقع.

وأشار بارولين إلى أن زيارة البابا إلى هذا البلد ستعطي دفعاً للجهود الرامية إلى توفير فرص لائقة للشباب كي يتطلعوا بأمل نحو المستقبل. وذكّر نيافته بأن الكنيسة الكاثوليكية المحلية فقيرة هي أيضا ومع ذلك تسعى جاهدة لتكون حاضرة وسط الناس، لاسيما من خلال مؤسساتها الإعانية، ومعاهدها التربوية كي تكون علامة للرجاء في هذا البلد. والبابا سيحاول بدوره أن يعزز هذا الالتزام وهذا الجهد الذي تقوم به الكنيسة الكاثوليكية في مدغشقر.

وفي إجابة على سؤال بشأن ما يمكن أن تقدمه زيارة البابا فرنسيس إلى سكان جمهورية موريشيوس قال المسؤول الفاتيكاني إن ما ينطبق على هذا البلد هو نفسه ما ينطبق على البلدين الآخرين. وذكّر بأن فرنسيس سيسعى إلى التشديد على أهمية ثقافة اللقاء، مشيرا إلى أنه في موزمبيق سيدعو البابا الأطراف المتنازعة إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات، وفي جمهورية موريشيوس سيسلط البابا الضوء على هذا البعد الأساسي خصوصا في جزيرة تتميّز بالتنوع العرقي والديني والثقافي.

وسيدعو السكان إلى تخطي كل شكل من أشكال التمييز، خصوصا حيال المهاجرين القادمين من بلدان أخرى بحثاً عن حياة أفضل، دون أن ينسى طبعاً أهمية الحوار بين الأديان.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…