مايو 18, 2020

الكاردينال بارولين: يوحنا بولس الثاني نافذة مفتوحة على العالم

البابا القديس يوحنا بولس الثاني

احتفالا بالذكرى المئوية الأولى لميلاد البابا يوحنا بولس الثاني كتب الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان مقالا هو بالأخرى ذكريات شخصية حول البابا القديس واصفا إياه بنافذة مفتوحة على العالم.


لمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لميلاد يوحنا بولس الثاني خصصت جريدة أوسرفاتوي رومانو عددا للبابا القديس، ومن بين من كتب على صفحات هذا العدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وتمحورت هذه الذكريات الشخصية، حسب ما ذكر أمين السر، حول قدرة البابا القديس على تقريب المسافات لا فقط الجغرافية، على أن يكون نافذة مفتوحة على العالم. وعاد في البداية إلى زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المكسيك في أيار مايو 1990 والتي تركت أثرا كبيرا لدى ملايين المؤمنين، وأيضا لدى الكاردينال بارولين، والذي شارك بشكل مباشر في تنظيم هذه الزيارة الرسولية حيث كان حينها أمين البعثة الرسولية في المكسيك.

كان لهذا البلد في تلك الفترة، حسب ما تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، دستور علماني لا يعترف بحقوق الكنيسة بل ووصل حتى إلى منع الطقوس الدينية العامة. إلا أن البابا يوحنا بولس الثاني لم بتوجه إلى المكسيك كسياسي يبحث عن اتفاق، ولكن كاريزما البابا القديس وعزمه المحفِّز قادا خلال السنوات التالية مباشرةً لهذه الزيارة إلى تغير في سياسة المكسيك إزاء الدين، وأيضا إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي.

جاء يوحنا بولس الثاني إلى المكسيك حاجا بحثا عن الإيمان، تابع الكاردينال بارولين، مذكرا بكلمات البابا لدى استقباله في المطار عن مشيئة الله أن تكون حبريته حبرية بابا حاج كرازة، يسير على دروب العالم حاملا رسالة الخلاص إلى كل مكان. ثم عاد البابا ليؤكد هذا مقدِّما نفسه كحاج محبة ورجاء يرغب في تشجيع طافات الجماعات الكنسية كي تعطي ثمارا وافرة، ثمار محبة المسيح وخدمة الأخوة. يمكن بالتالي اختصار هذه الكلمات في كلمة واحدة، رسالة، ولم يكن هذا اختيارا مفضلا بل ضرورة إنجيلية، قال أمين السر.

واصل الكاردينال بارولين حديثه عن تلك الزيارة وتأثره بها، وعاد في هذا السياق إلى جملة شهيرة للبابا القديس، ألا وهي “افتحوا الأبواب للمسيح”، والتي لم تكن مجرد دعوة بل تعكس الوعي بأنه لا يمكن أن تكون الكنيسة كنيسة إن لم تفتح بالفعل أبوابها للرب، ومعه، لجميع الأخوة والأخوات الذين خُلقوا على صورته.

وتحدث أمين السر بالتالي عن الخدمة الدبلوماسية التي كان يبدأها في تلك الفترة، فقال إنها لم تكن تتطلب فقط لفت انتباه الآخرين إلى أفكارنا المشروعة، بل أن نفتح نحن أولا أبواب البيت للجميع باسم يسوع. يعني هذا عيش الرسالة الدبلوماسية متذكرين أن الموصوف يسبق الصفة ويحفزها، يعني تقبُّل حقيقة رائعة، ألا وهي عدم كوننا غرباء في أي بلد، أننا في بيتنا في كل مكان، وذلك لا فقط لأن الكاثوليك هم في كل مكان في الأرض بل في المقام لأول لأن في الإنسان، في كل إنسان، هناك المسيح الذي يقرع طالبا أن يُفتح باب.

تابع الكاردينال بارولين ذكرياته متحدثا عن تذكر لفتات وأفعال لا تُنسى للبابا يوحنا بولس الثاني، ما بين حدود تُعبر ولقاءات مسكونية وبين الأديان، اجتماعية وتاريخية، واصفا هذه كلها بإنجيل حياة. ثم عاد إلى وفاة البابا يوحنا بولس الثاني 15 سنة بعد تلك الزيارة إلى المكسيك متذكرا كيف رأى من نوافذ القصر الرسولي تلك الأعداد الكبيرة من أشخاص يسيرون في صلاة نحو هذا البابا لتحية مَن تحدث، حاملا الكنيسة إلى الألفية الثالثة، عن ربيع الروح القدس، أشخاص أتوا من جميع أنحاء العالم ليبادلوا البابا الحاج الزيارة.

وقال الكاردينال بارولين أن العائلة المسيحية والبشرية تجمعت حول الأب والأخ والصديق حيث عبّرت لغات عديدة عن المحبة ذاتها للبابا الإرسالي الذي جاب الكوكب لتذكير الجميع بكرامة كل واحد منهم.

ثم ختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ما وصفها بذكرياته الشخصية حول البابا القديس يوحنا بولس الثاني متحدثا عن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يعلمنا الرباط بين الشركة والرسالة، وأن الكنيسة هي شركة في داخلها ورسالة للآخرين، وأضاف أن يوحنا بولس الثاني كان في خارطة طريق المجمع أولاً أباً شابا، ثم ابناً مسِّنا. ثم أراد التوقف عند الصورة الأخيرة التي يتذكرها، صورة البابا القديس المطل من النافذة على الساحة خلال أحد الفصح مانحا البركة الأخيرة بلا كلمات، بل بالحياة.    

‫شاهد أيضًا‬

رسامة سبعة شمامسة جدد في القدس: ابقوا خدمًا مثل المسيح

حراسة الأراضي المقدسة – موقع أبونا يوم السبت 13 نيسان، وفي كنيسة دير المخلص، في بلدة…