سبتمبر 25, 2021

الكاردينال بانياسكو يحدثنا عن الجمعية العامة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا

يعقد اتحاد مجالس أساقفة أوروبا جمعيته العامة السنوية، وتتزامن هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الاتحاد. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس الاتحاد الكاردينال أنجيلو بانياسكو الذي تمنى أنسنة جديدة لأوروبا، مذكرا بأنه لا يمكن فصل إعادة اكتشاف الجذور المسيحية للقارة القديمة عن الانفتاح والحوار.

بدأت الأعمال يوم أمس الخميس وتستغرق لغاية الأحد المقبل. وتُعقد في وقت يحتفل فيه الاتحاد بذكرى تأسيسه في آذار مارس من العام ١٩٧١، قبل أن يحصل على موافقة البابا بولس السادس. يضم الاتحاد رؤساء جميع المجالس الأسقفية الأوروبية. تجري أعمال الجمعية العامة هذه السنة حول موضوع “خمسون سنة في خدمة أوروبا: ذكرى وتطلعاتٌ ضمن آفاق الرسالة العامة Fratelli Tutti”. 

استهل الكاردينال بانياسكو حديثه لموقعنا الإلكتروني متحدثا عن فرح الأساقفة الأوروبيين بهذا اليوبيل خصوصا وأن السنوات الخمسين الماضية كانت هامة جداً بالنسبة للمجالس الأسقفية في القارة القديمة.

وعبّر الاتحاد عن الحدس النبوي للبابا بولس السادس الذي – وفي نهاية أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني – استشعر بضرورة إنشاء هيئة من هذا النوع تعبّر عن الشركة الكنسية، أقله على صعيد القارة الأوروبية. يهدف الاتحاد إلى إرساء أسس التعارف المتبادل، وتقاسم الخبرات الرعوية وتحليل التحديات والميول الثقافية، مع العلم أن القرارات تعود إلى كل مجلس أسقفي.

ولفت إلى أن موضوع الأخوة الكونية في ضوء الإنجيل يشكل جزءا أساسيا من واجبات ورسالة اتحاد المجالس الأسقفية الأوروبية، لأن إعلان الإنجيل في أوروبا ينبغي أن يُترجم إلى بعد عملي وخيري بدءا من تعزيز الشعور بأننا كلنا أخوة. 

ردا على سؤال حول ما إذا كانت القارة الأوروبية اليوم فعلا عائلة من الشعوب، قال الكاردينال بانياسكو إن هذه الأخوة هي رغبة لدى الأمم ولدى الكنيسة، لكن هذا الأمر ما يزال حلماً اليوم. ولهذا السبب رفع البابا فرنسيس صوته في أكثر من مناسبة ليذكّر المسؤولين في القارة، كقادة الاتحاد الأوروبي مثلا، بضرورة أن يكون مبدأ الأخوة في ذهن وقلب كل إنسان.

وهذا الأمر – مضى نيافته إلى القول – يتطلب منا أن نعود إلى جذور مشروعٍ صنعَ تاريخ القارة الأوروبية، والذي هو تاريخ فريد في العالم. وأضاف أن جميع الأساقفة الأوروبيين مقتنعون بأهمية إعلان الإنجيل، لأن اللقاء مع الرب يمكن أن يبدّل حياة الأشخاص وباستطاعته بالتالي أن يغير الشعوب والمجتمعات وأن يجعلها قادرة على التعايش. 

في سياق حديثه عن دعوات البابا المتكررة لأوروبا كي تعيد اكتشاف جذورها المسيحية، قال الكاردينال بانياسكو إن الحبر الأعظم وعندما يتحدث عن الأنسنة المسيحية الجديدة، يتطرق إلى الضيافة حيال الآخرين، وهذا الأمر يعني الأساقفة الذين يعيشون في بلدان ووقائع مختلفة. وهذه الأنسنة المسيحية سبق أن تناولها البابا بولس السادس، ثم يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر. وذكّر نيافته بأن الإيمان لا يستطيع أن يبقى أمرا مجرداً أو حميماً إذ لا بد أن يتحول إلى ممارسة ترتكز إلى خبرة اللقاء مع الرب. 

لم تخل كلمات الكاردينال بانياسكو من الحديث عن الأزمة الأفغانية ولفت إلى وجود العديد من الأبرشيات في أوروبا التي تسعى إلى توفير الضيافة للاجئين الأفغان، ومساعدة هؤلاء الأشخاص على الاندماج ضمن المجتمعات الأوروبية. كما تطرق نيافته إلى مسألة الهجرات بشكل عام، لافتا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة في أوروبا مع أننا اليوم نشهد حقبة جديدة من الهجرة. وقال رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني: لا نستطيع أن نوقف المهاجرين. إنها مسألة لا بد من التعامل معها بذكاء ومسؤولية، خصوصا من طرف المؤمنين المسيحيين. 

‫شاهد أيضًا‬

المطران غالاغر يُنهي زيارته إلى فيتنام: رسالة قرب من البابا إلى الكاثوليك

المطران غالاغر يُنهي زيارته إلى فيتنام: رسالة قرب من البابا إلى الكاثوليك – Vatican …