الكاردينال شيرني يتذكر اليسوعيين الذين قُتلوا في السلفادور
الكاردينال شيرني يتذكر اليسوعيين الذين قُتلوا في السلفادور ويقول إنهم شهداء جسّدوا المجمع الفاتيكاني الثاني
شاء عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني أن يُحيي ذكرى الكهنة اليسوعيين الذين أُعدموا في مثل هذا اليوم من العام ١٩٨٩ في السلفادور، وبالتحديد في حرم جامعة أمريكا الوسطى التابعة للرهبنة اليسوعية، وتمنى نيافته أن تشكل حياة هؤلاء الكهنة وموتُهم إلهاماً لرسالة باقي الكهنة اليسوعيين، مؤكدا في الوقت نفسه أن هؤلاء الشهداء جسدوا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.
ثلاث وثلاثون سنة مضت على ليلة السادس عشر من تشرين الثاني نوفمبر من العام ١٩٨٩ عندما أقدم كومندوس تابع للقوات المسلحة السلفادورية على إعدام ستة كهنة يسوعيين رمياً بالرصاص في حرم جامعة أمريكا الوسطى في العاصمة سان سالفادور، ومن بينهم رئيس الجامعة، الفيلسوف واللاهوتي، الأب Ignacio Ellacuría بعد أن اتُهم الكهنة اليسوعيون الستة بدعم الثوار.
وقعت تلك المأساة في خضم الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد بين عامي ١٩٧٩ و١٩٩٢، وتواجهت فيها الحكومة العسكرية اليمينية مع ثوار جبهة التحرير الوطني. هذه الجريمة أحدثت خضة وسط الرأي العام العالمي، في وقت لم تؤدي فيه التحقيقات إلى كشف الحقيقة، وأُقفل الملف في العام ٢٠٠٠. وبعد عشرين سنة على الحادث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة عشر ضابطاً وعنصراً في القوات المسلحة اعتُبروا مسؤولين عن عمليات إعدام “خارج نطاق القانون”.
الكاردينال مايكل شيرني وصف الكهنة اليسوعيين الستة بالشهداء، وذلك في رسالة باللغة الإسبانية نُشرت في السلفادور هذا الخميس، تزامنا مع إحياء ذكرى المجزرة. وقال نيافته إن هذا الاستشهاد يندرج في إطار سلسلة من الدماء بلغت ذروتها في ما يُسميها البابا فرنسيس بالحرب العالمية الثالثة.
كتب المسؤول الفاتيكاني أن الزمن الذي نعيشه اليوم محفوف بالتحديات والاضطرابات، معتبرا أنه على الرغم من هذا السيناريو القاتم، السائد في مختلف البلدان والقارات، لا بد أن نتسلح بالأمل لأنه على الرغم من أعمال العنف وهشاشة السلام، يدعونا الرب إلى التجدد من خلال المسيرة السينودسية، إنه يدعونا إلى الاستيقاظ والنهوض والسير، لأنه هنا تكمن حياة الكنيسة الحاجّة والتي تقوم بخدمتها بفرح، مستلهمة من أخوتنا وأخواتنا الشهداء.
تابع الكاردينال اليسوعي مشيرا إلى الخدمات التعليمية التي قدمها الشهداء الستة في جامعة أمريكا الوسطى التابعة للرهبنة اليسوعية. وأكد أيضا أن الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة – والتي تعود نشأتها إلى الرسالة العامة “ترقي الشعوب” للبابا بولس السادس – ما تزال تستلهم نشاطها من حياة وخدمة الكهنة اليسوعيين التابعين للجامعة المذكورة.
ولفت الكاردينال مايكل شيرني في ختام رسالته إلى أن هؤلاء الشهداء الستة قدموا مثالاً حسياً وملموساً على الكلمات الواردة في الوثيقة الختامية للمجمع العام الرابع والثلاثين للرهبنة اليسوعية والذي التأم في العام ١٩٩٥. وجاء في الوثيقة أن هؤلاء الرجال الستة عاشوا بصمت وكانوا غير معروفين، كانوا دارسين ومبشرين ومعلمين. إنهم رجال قدّموا حياتهم من أجل الإنجيل والكنيسة والفقراء، رجال عاشوا ببساطة وأمانة في عالم لم يفهم فقرهم وعفّتهم وطاعتهم، رجال تركوا بصمتهم في المجتمع.
بعد الحديث عن استقالة البطريرك الراعي… توضيح!
نفى عميد مجلس العام الماروني وديع الخازن صحة الشائعات المتداولة عن استقالة البطريرك المارو…