الكاردينال فاريل يتحدث عن دعم البابا فرنسيس للحركات العلمانية ومهمة دائرة العلمانيين والعائلة والحياة
كان لقاء البابا فرنسيس مسؤولي جمعيات المؤمنين والحركات الكنسية والجماعات الجديدة ومهمة دائرة العلمانيين والعائلة والحياة محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع عميد الدائرة الكاردينال كيفين فاريل.
التقى قداسة البابا فرنسيس الخميس ١٦ أيلول سبتمبر المشاركين في لقاء جمعيات المؤمنين والحركات الكنسية والجماعات الجديدة الذي تنظمه دائرة العلمانيين والعائلة والحيا
ة. ومع عميد الدائرة الفاتيكانية الكاردينال كيفين فاريل أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة تحدث في بدايتها عن هذا اللقاء مشيرا إلى أن المشاركين فيه كانوا المسؤولين الدوليين للجمعيات الدولية للمؤمنين والحركات الكنسية التي يعترف بها أو التي أسسها الكرسي الرسولي.
وأضاف أن هذا اللقاء لم يكن حدثا استثنائيا، فهذه مبادرة اعتاد تنظيمها المجلس الحبري للعلمانيين وتواصل الدائرة هذا التقليد. ثم تحدث عن مهمة هذه الدائرة ألا وهي مرافقة حياة وتطور جمعيات المؤمنين والحركات العلمانية، ويأتي اللقاء السنوي تعبيرا عن هذه المرافقة ويساهم في التعرف بشكل أفضل على هذا الواقع، كما ويوفر المعرفة المتبادلة بين هذه الجمعيات والحركات من أجل إقامة علاقات صداقة وتعاون جميلة ومثمرة. وواصل الكاردينال فاريل أن هذه اللقاءات قد شكلت للجميع لحظات إثراء وذلك من خلال التأمل وتبادل الخبرات.
وذكَّر على سبيل المثال بلقاء سنة ٢٠١٨ قبل سينودس الأساقفة حول الشباب حيث عرَّف المشاركون في اللقاء بنشاطهم في مجال إعلان الإيمان واقتراحات الدعوة الموجهة إلى الشباب، وذلك كي يتعرف آباء السينودس على غنى هذه الخبرات التي تقوم بها الحركات. وتابع عميد الدائرة أن اللقاءات كانت تتأمل عبر السنوات في مواضيع كانت في محور اهتمام الكنيسة.
عاد الحديث بعد ذلك إلى اللقاء الأخير والذي تمحور حول مسؤولية إدارة الجمعيات والحركات العلمانية باعتبارها خدمة كنسية، وذلك في ضوء المرسوم الصادر عن الدائرة في ١١ حزيران يونيو ٢٠٢١.
وقال الكاردينال فاريل إن المرسوم له أهمية كبيرة على الصعيد العملي أيضا حيث يضع حدا لمدة وعدد مرات تولي مسؤولية الإدارة في الجمعيات الدولية للمؤمنين، وذلك من أجل تشجيع التغيير في الإدارة والذي لا يشمل فقط المسؤول العام بل وأيضا أعضاء الهيئة الإدارية المركزية التي تُسمى عادة مجلس الإدارة.
ويهدف هذا إلى تفادي أن يكون هناك احتكار من قِبل شخص واحد أو عدد قليل من الأشخاص لا فقط لممارسة السلطة، بل وأيضا لكاريزما الجمعية أو الحركة في حد ذاته وصولا إلى اعتبار أنفسهم بشكل واعٍ أو غير واع الحفظة والمطبقين الوحيدين الحقيقيين للكاريزما. وتابع عميد الدائرة أن المرسوم يستبعد من هذه الحدود مؤسسي الحركات والذين يمكنهم مواصلة ممارسة المسؤولية في حال موافقة مجلس الإدارة، وذلك لأن لهم رسالة محددة وهي تقوية هذا الواقع الجديد الذي تأسس بمبادرات لهم، وأن يستوعب الجميع بشكل جيد الكاريزما، إلى جانب الدمج الكامل للحركة في الكنيسة.
وأضاف أن المرسوم ينص أيضا على ضرورة تمثيل ملائم لأعضاء الجمعيات والحركات في هيئاتها الإدارية وذلك عبر انتخاب هذه الهيئات بشكل يجعلها تعبيرا حقيقيا عن رغبة الأعضاء لا عن اختيارات قلة. وأراد الكاردينال فاريل التذكير بموافقة البابا فرنسيس على هذا المرسوم والذي دخل حيز التنفيذ ثلاثة أشهر عقب إصداره، أي في ١١ أيلول سبتمبر ٢٠٢١.
وفي إجابته على سؤال حول ما قد يثير هذا المرسوم من شكوك وما يمكن أن يقول للمساعدة على فهمه بشكل جيد، قال الكاردينال كولين فاريل إنه يجب فهم هذا المرسوم من وجهة نظر المرافقة. وتابع أن الصلاحيات القانونية للدائرة ومهمتها المتمثلة في المرافقة تبرز في نشاطات عديدة يجب النظر إليها بشكل مشترك.
وأضاف أن الدائرة تمارس أمومة أو أبوّة حقيقية إزاء هذا الواقع، وأن هذه الأمومة أو الأبوَة تعمل حين تُشرك الدائرة الجمعيات والحركات في مشاريع رعوية الطابع أو حين تتدخل للمساعدة على تجاوز خلافات أو توترات داخلية يمكنها أن تكون عقبات خطيرة أمام حياة الجمعيات والحركات ونشاطها. وواصل عميد الدائرة مشيرا إلى نظرها إلى الجمعيات والحركات بتقدير ومحبة، وهي لا تريد تحديد عمل الحركات في الكنيسة بل على العكس تحاول تعزيز ودعم رسالتها، وأضاف أن من الضروري عدم الفصل بين الكاريزما والجانب المؤسساتي.
وفي ختام المقابلة تحدث عميد دائرة العلمانيين والعائلة والحياة الكاردينال كيفين فاريل عن كلمة البابا فرنسيس إلى المشاركين في اللقاء في ١٦ أيلول سبتمبر، فقال إن حضور الأب الأقدس كان مفاجأة لأن المشاركين لم يكونوا على علم بذلك، وإن البابا أراد المشاركة بشكل شخصي رغم انتهائه للتو من زيارة رسولية، وكان هذا بالنسبة للجميع علامة واضحة على اهتمامه بالحركات العلمانية.
وتابع أن الأب الأقدس أراد المشاركة وذلك أيضا من أجل شرح أفضل للمرسوم الصادر في حزيران يونيو الماضي والتعريف بشكل أفضل بالتجارب التي تواجه ممارسة الإدارة حين لا يُنظر إليها كخدمة. وأضاف عميد الدائرة أن الجميع قد استوعبوا كلمات البابا كأب يريد مساعدة أبنائه محذرا إياهم من المخاطر وموجها إياهم إلى طريق آمن.
الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…