مارس 27, 2023

الله يشارك الإنسان بكاءه ومعاناته

الكاردينال سيميرارو الله يشارك الإنسان بكاءه ومعاناته

موقع الفاتيكان نيوز

في الذكرى المئوية الثانية لوفاة المكرم جوزيبيه بارتولوميو مينوكيو، احتفل عميد دائرة دعاوى القديسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو بالقداس في بازيليك القديس أغسطينوس بروما وألقى عظة أكد فيها أن الله لا ينظر إلى معاناتنا كضرب من المزاج بل يشاركنا البكاء.

أكد الكاردينال سيميرارو أن الله لا ينظر إلى آلامنا من الأعلى إلى الأسفل، ولا يعتبرها ثورة مزاجية كما يفعل الأطفال، لأنه يشعر بآلامنا. كلمات نيافته جاءت خلال احتفاله بالقداس الإلهي في ذكرى رحيل المكرم مينوكيو الذي عاش بين عامي ١٧٤١ و١٨٢٣، وكان راهباً وأسقفاً من رهبنة القديس أغسطينوس، وكان يُنظر إليه كقديس خلال حياته، وقد بكى إلى جانب البابا بيوس السابع، عندما كان أسيراً وظل وفياً وصديقاً له.

شاء الكاردينال سيميرارو أن يتوقف عند معنى البكاء، منطلقاً من الإنجيل الذي تقترحه علينا الليتورجيا في الأحد الخامس من زمن الصوم، عندما يحدثنا القديس يوحنا البشير عن يسوع يوم تأثر وبكى أمام قبر صديقه إلعازر، قبل أن يقيمه من بين الأموات. وأوضح نيافته أن دموع ابن الله هذه عكست الاختبار الإنساني الذي عاشه، وأضاف أن قصة إلعازر تسلط الضوء في الواقع على غنى المشاعر لدى الرب يسوع، الذي يتأثر ويبتهج، ويبكي ويفرح، وهو قبل كل شيء يرأف بالأشخاص المحتاجين.

بعدها لفت عميد دائرة دعاوى القديسين إلى أنه في التقليد الكلاسيكي الإغريقي والروماني يُعتبر البكاء شيئاً يخجل به الرجل، لكن في المسيحية أصبح البكاء عملا إنسانياً، لا بل إلهياً. وأضاف نيافته أن القديس أغسطينوس بكى على وفاة صديق الطفولة، ثم على وفاة والدته مونيكا، التي يُحتفظ برفاتها في البازيليك الرومانية التي تحمل اسم هذا القديس. وقد بكى قديس هيبونا واستمع الله إلى دموعه كما كتب هو نفسه وأكد الكاردينال سيميرارو أن الله يصغي دائماً إلى بكاء الإنسان، لأنه هو أيضا بكى بشخص ابنه.

هذا ثم شجع نيافته المؤمنين على تعلم أمرين من إنجيل الأحد، الأمر الأول هو أن الله يأخذ دائماً آلامنا ومعاناتنا على محمل الجد. وهو لا ينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل، كما لو كانت ثورة مزاج، بل على العكس إنه يتبناها ويبكي معنا. أما الأمر الثاني الواجب أن نتعلمه من إنجيل يوحنا، هو أنه عندما نعتبر أن هزيمتنا وآلامنا لا يمكن العودة عنها، يأتي يسوع ليختار آفاقاً أخرى، وهو يقف دوماً إلى جانبنا ويتدخل من أجلنا.

وفي الوقت نفسه – مضى الكاردينال سيميرارو إلى القول – يطلب منا يسوع أن نشارك في عمله، فهو طلب من تلاميذه أن ينزعوا الأكفان عن ألعازر بعد أن أقامه من الموت وبعد أن خرج من القبر. وأكد أن هذا الطلب يشكل اليوم دعوة لجميع المؤمنين، موضحا أنه أحياناً عندما نطلب مساعدة الرب، نعتقد أنه عليه أن يفعل كل شيء لوحده! بيد أنه يتوقع منا شيئاً ما: أن ننزع الأكفان على الأقل كي نتمكن من متابعة المسيرة. وختم عميد دائرة دعاوى القديسين عظته موضحاً أنه توجد دوماً لدى أخوتنا وأخواتنا أكفان لا بد من حلها، وعلينا أن نفعل ذلك بجهوزية، وهذا ما يُسمى بالرحمة أيضا. فيسوع يريد منا أن نتعاون معه بشكل ناشط وفاعل، وأن نلعب دورنا إلى جانبه.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…